20 نونبر 2014... اليوم العالمي للطفل

في ظل الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل 20 نونبر،و في ظل ما يواجهه الاطفال من اضطهاد مختلف الاشكال .. يفترض ان تقوم الجهات المعنية بشؤون الطفل باعادة النظر و المراجعة للعديد من الامورالتي تتعلق بقضايا الطفولة و بحقوق الطفل في بلدنا و عدم الاكتفاء بالاحتفال الركنفالي و تقديم الهدايا لعديد من الاشبال .. فهناك فجوة كبيرة بين التشريعات المتعلقة بحقوق الطفل و بين التطبيق الفعلي لها و ذلك خلل فادح في هذا المجال .. و النتيجة المؤلمة ان الاطفال يتعرضون للعديد من الانتهاكات و المخاطر الصحية و النفسية و الأخلاقية و يستخدمون المبيدات شديدة الضرر التي تؤدي الى الاصابة بامراض خطيرة و على راسها مرض السرطان احد الامراض العضال .. كما يعملون في ورش السيارات و محطات الوقود و مواقف الباصات او في المصانع التي تستخدم موادا ضارة و يمارسون الاعمال الحرفية المختلفة و الصيد و للأسف ان تشغيلهم يتم باجور زهيدة و دون تامين صحي يضمن لهم الحماية في جميع الاحوال .. و تظل ظاهرة عمالة الاطفال في انتشار مستمر رغم كل تلك الظروف فقد كشفت احدى الدراسات الميدانية الصادرة مؤخرا حول هذه الظاهرة عن تزايد معدلات تشغيل الاطفال ... و اشارت هذه الدراسة الى عدد من الجوانب التفصيلية التي توضح اضرارعمالة الاطفال و سلبياتها و ما تسببه من وباب .. و اهمها ان هناك نسبة 28 في المائة من الاطفال العاملين و بالاخص من يعمل منهم في المهن الشاقة يقضون ساعات طوال .. و نسبة 15 في المائة منهم يتعرضون للخطر نتيجة لاصابات العمل المختلفة التي تصل خطورتها احيانا الى حد الاعاقة لانها فوق الاحتمال .. اضافة الى وجود نسبة 9 في المائة من اولئك الاطفال يشكون من انخفاض اجورهم التي يحصلون عليها مقارنة بساعات العمل الطويلة و باجور الكبار الى جانب ان بعض الاطفال اكدوا تعرضهم لمضايقات اصحاب العمل و للعنف البدني و النفسي و تلك اسوأ و اشنع الافعال .. و ان التحاق الاطفال بسوق العمل كان جراء اتساع نطاق الفقر و الحاجة الاسرية لتغطية الاحتياجات الضرورية في ظل صعوبة الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الاسرة نتيجة لشحة المال .. و لنفس الظروف الاقتصادية و كذلك الاجتماعية يتسرب الاطفال من المدارس ليتم تشغيلهم لمساعدة اسرهم في تكاليف المعيشة و ذلك لصعوبة الحال و سوء المال .. و امام كل ذلك كان لابد ان يعاد النظر في منظومة التشريعات المتعلقة بالطفل و استدعت الضرورة اضافة باب جديد الى تلك التشريعات بعنوان جرائم استغلال الاطفال .. و سيعالج هذا الباب تلك الظاهرة الاجتماعية الناشئة التي سادت المجتمع في عصر العولمة متعددة الوجوه الذي فقدت فيه الكثير من القيم الاخلاقية و الانسانية و حل محلها الظلم و الاسفاف و الابتذال ... و هل من المعقول ان يترك الامر حتى يستفحل و تتفاقم اضراره و يسوء الحال ... ؟ تلك هي التساؤلات التي تتطلب اجابة شافية لتتضح الصورة بجلاء لحسم هذا الشان بجدية دون جدال .. اما على المستوى الدولي فقد قامت الدولة بواجبها على الوجه الاكمل حيث صادقت على عدد من الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بهذا المجال .. في مقدمتها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ... و قد اجريت العديد من الدراسات و الابحاث في هذه الشؤون كما اقيمت ندوات و مؤتمرات و وضعت استراتيجيات لرعاية الاطفال احباب الله ذي الجلال و انفقت على تلك الناشطات اموال طائلة و استغرقت واقات طويلة لاعدادها لكن التطبيق العملي لها كان صعب المنال ..
و كان المهم هو توثيق كل ما قيل و مازال يقال ثم حفظه فقط على الاوراق و كفى الله المعنيين العمل الجاد الفعال .. كلنا امل ان يتفاعل الجميع مع هده القضايا بايجابية لمعالجتها ليس بالأقوال بل و بالأفعال لتخفيف معاناة الأطفال و حمايتهم من الاستغلال و الإذلال .