HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

الحاقد يغادر السجن على متن دراجة لنقل البضائع


م.تادلة
السبت 20 سبتمبر 2014



تفاصيل ليلة طويلة في انتظار الحاقد


فضل معاذ الحاقد امتطاء دراجة نقل البضائع متجها صوب بيت العائلة، صباح أمس الخميس، بعد مغادرته سجن عين البرجة بوقت قليل تلقى خلاله تهنئة عشرات العشرينيين الذي قدموا لاستقباله والذين قضى بعضهم الليل بكامله قرب السجن في انتظار خروجه.








ليلة طويلة في انتظار الحاقد


قبل منتصف الليل بربع ساعة وصل أوائل الوافدين إلى محيط سجن عين البرجة، وفي غضون نصف ساعة وصل المتجمعون في محيط السجن أزيد من 20 شخصا، وكان كل وافد يسأل بلهفة إن كانت هناك
أية أخبار، هل خرج معاذ؟


بعد نصف ساعة وصلت أول سيارة شرطة إلى المكان، واستفسر أحد العناصر المتجمعين عن سبب تواجدهم، وحين علم أنهم في انتظار الحاقد سال سؤالا بدا غريبا: ’’واش انتوما كاديرو الراب؟‘‘ رد أحد العشرينيين كان مقتضبا وحاسما: ’’احنا كانديرو السياسة‘‘. تحركت سيارة الشرطة دون أدنى إضافة.


على مدى ساعة ونيف قطع المنتظرون مسافة الشارع المار من أمام السجن جيئة وذهابا، القادمون من مدينة بني ملال شرعوا في إعداد الأعلام المتميزة لحركة 20 فبراير، بعض الحاضرين قام بجولة لاستطلاع عدد مخارج السجن حيث تخوفوا أن يتم إخراج الحاقد من باب خلفي أو ما شابه، ثم عاد الجميع إلى مكان اللقاء.








لم يكن يقطع سكون الليل في تلك المنطقة سوى أحاديث العشرينيين وأغاني الحاقد بينما أخرج المنتظرون حصيرة افترشوها، وأحضر أحدهم قهوة سوداء مرروها بينهم، وتحلقوا حول أحاديث عن حركة 20 فبراير ومعاذ الحاقد وغياب الهيآت التي رأى بعضهم أنه كان يفترض أن يحضر مناضلوها.


أغلب المنتظرين صرحوا أنهم جاؤوا من أجل تبليغ رسالة للسلطات أن ’’الحاقد عندو شعبو‘‘ على حد تعبير أحد المنتظرين، ’’حنا المهم عندنا هو أن الحاقد يعرفنا كانتسناوه، ويخرج ويلقانا هنا‘‘ يقول نور الدين الذي جاء من بني ملال، ’’سنبيت هنا وسننتظره ولو إلى مساء يوم غد‘‘.


العشرينيون الذين قدموا من أحياء مختلفة من البيضاء في ذلك الوقت من الليل، والذين جاؤوا من مدن أخرى كبني ملال ومراكش والجديدة، شكل ذلك فرصة لهم للقاء والتواصل، خاصة أنهم يعرفون بعضهم عبر فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي وشكلت تلك الليلة فرصة ليلتقوا على أرض الواقع.


تمددت أجساد العشرينيين على الحصيرة وعلى الورق المقوى من أجل بعض الراحة بينما بقي معظمهم مترقبا طول الليل، وغير بعيد توقف عناصر وسيارة الشرطة.







وطأة الانتظار: الاستنزاف والاستنزاف المضاد


مع بزوغ أشعة الصباح الأولى كانت سيارة للتدخل السريع قد أخذت مكانها قرب مدرسة ابتدائية لتغير المكان بعد مدة، ثم توقف مكانها عناصر الشرطة على دراجات نارية قبل أن ينتبه المسؤولون حين وصل التلاميذ ليغيروا مكان القوة المتربصة، فيما انتشر في المكان عناصر شرطة بزي مدني ومخبرون ومسؤولون أمنيون.


على الساعة السابعة والنصف بدأ العشرينيون يتمشون ببطء باتجاه بوابة السجن ويلقون كل مرة نظرة على ساعاتهم، المواضيع التي خيمت على أحاديثهم تركزت حول توقيت ’’المناداة‘‘ (l’appel) بلغة السجن، وكان الجميع يسأل من جرب الاعتقال عن ما يمكن أن يجري آنذاك خلف الأسوار، ويسترشدون بخبرة المجربين ليحدسوا ما يفعله ’’الحاقد‘‘ في تلك الأثناء.






الساعة الثامنة صباحا كان بضع عشرات قد انتقلوا إلى الجهة المقابلة لبوابة السجن، وأعد المصورون كاميراتهم وكل منهم يستعد لالتقاط الصورة الأولى لمعاذ وهو يعبر البوابة الحديدية، لكن طال الوقت، ومع اشتداد حرارة الشمس انتقلوا إلى أمام البوابة مباشرة، إلا شخص كان مصرا على أخذ الصورة الأولى متحملا أشعة الشمس الحارقة.


’’أنها عملية استنزاف يمارسها المسؤولون علينا، ويحاولون اختبار صبرنا‘‘ قال أحدهم، وكان رد آخر سريعا ’’راهم جربونا وعارفين‘‘ وبدأ التذمر يسود وسط الحاضرين، بينما تناوبت على البوابة سيارتان لنقل السجناء إلى المحاكم.







الحاقد على متن دراجة لنقل البضائع:


على الساعة التاسعة و23 دقيقة صرخ أحد المنتظرين ’’معااااااااذ‘‘ ليهب الجميع إلى البوابة، عناق طويل بين معاذ وبعض أصدقائه من أبناء الحي والعشرينيين، عدسات تلتقط صورا سريعة ثم ارتفعت الشعارات ’’الحاقد ماشي وحدو= معاه حنا كاملين، والمخزن اللي شدو = معاه حنايا ما مفاكينش‘‘ تلته شعارات أخرى تندد بالاعتقال السياسي وتحيي معاذ على صموده وتؤكد على الاستمرار في النضال.


كان معاذ هادئا ويبتسم في وجوه المتحلقين ويتبادل أحاديث مع المقربين من أصدقائه، يسأل عن ما جرى منذ بضعة أشهر، ثم توقف الجميع بعد حوالي نصف ساعة حين رغب الحاقد بالمغادرة ليودع الجميع ويستقل هذه المرة وسيلة نقل مميزة.








فضل الحاقد أن يستقل دراجة نارية بثلاث عجلات مخصصة لنقل البضائع ومعه أبناء حيه، أمسك معاذ المقود، وركب مرافقوه بسرعة في الخلف والجوانب، ارتفعت شارات التحية والنصر، ضغط معاذ ثم انطلق وسط صيحات رفاقه والعشرينيين.


اعتذر ’’الحاقد‘‘ عن إعطاء أية تصريحات، لكنه جلس إلى مقربيه يستفسر عن أحوالهم، ويحكي تفاصيل اعتقاله وما جرى أثناء توقيفه وأثناء اعتقاله داخل السجن، وحكى كيف عمدت إدارة السجن إلى التضييق عليه إلى درجة تخصيص موظفين بشكل مستمر لمراقبته مراقبة لصيقة بشكل بدا غبيا، وجر على الموظفين تهكم السجناء.


حين ودع العشرينيون بعضهم تواعدوا على الاستمرار في النضال، وعبروا عن إصرارهم وتشبثهم بطريق النضال رغم ما أسموه تخاذل البعض، وتوجه بعضهم إلى محكمة الاستئناف لمتابعة جلسة محاكمة معتقلي مسيرة 06 أبريل، التي تم تأجيلها مجدا، وافترقوا وهم يؤكدون أنهم خصصوا للحاقد استقبالا عشرينيا ’’شعبيا‘‘ بلون واحد وواضح هو لون محاربة الاستبداد وقمع الحريات.


         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير