الفوسفاط ... !

الفوسفاط بمنطقة الرحامنة...خيرات تستنزف وإقصاء ممنهج ، قلة في النعيم والباقي في الجحيم ..لم ينال أبناء منطقة الرحامنة من هذا الفوسفاط سوى الأمراض والحكرة والتهميش دون مراعاة مطالبهم الاجتماعية وخاصة تشغيلهم وإدماجهم في هذا القطاع الحيوي الهام طبقا للقانون المنجمي الذي ينص في بنده السادس من الفصل الثاني على إعطاء الأولوية لأبناء المتقاعدين وأبناء المنطقة المنجمية مع تحديد سقف سن التشغيل في سن 35 سنة ، ويبقى ان سياسة التشغيل التي نهجتها إدارة الفوسفاط هو عدم المقاربة الاجتماعية وسن طريقة واضحة لتشغيل الشباب من أبناء المتقاعدين ومن المعطلين من أبناء المنطقة التي تعتبر قلعة استخراج الفوسفاط بعد خريبكة ، بحيث نجد بان الأشخاص الذين تم تشغيلهم بهذا القطاع أشخاص يقطنون بمناطق غير فوسفاطية .
والغريب في الأمر أن مساهمة هذا القطاع للمنطقة غائب بشكل أو بآخر في مختلف الأنشطة الاجتماعية بين ساكنة المنطقة وليس التشغيل فقط ،بل حتى الأضرار التي أصابت الساكنة وممتلكاتها .
ولعل الإنسان هو المحور في كل برامج التنمية ، والمسؤولية تقع أكثر على المؤسسة القوية في الدولة ، وحتى تكون هذه المؤسسة وطنية بامتياز لابد من نهج سياسة وطنية لاتراعي الافق المصلحي الضيق بل تاخد الإنسان كثروة في الاعتبار ، ثم ان الثروة كمية محدودة ما تلبث يوما ان تنضب وقبل ان تنضب ، إن الفوسفاط عليه مسؤولية تجفيف منابع البؤس بالمنطقة ، الفوسفاط عليه مسؤولية احتواء الشباب العاطل ،عليه مسؤولية فتح باب الأمل من جديد لحاملي الشهادات ، والحال ان لا مواطن عاجز عن الإنتاج على الإطلاق ، فلكل أفاقه والكل قادر على الإنتاج في مجال من المجالات.
الكرة في ملعب الفوسفاط اليوم للقضاء على البطالة بمنطقة الرحامنة ولعل الرسالة ستصل إلى مؤسسات مثيلة بكافة تراب الوطن وترى لو اعتبرت هذه المؤسسات وفعلت نفس الشئ ، ألا يودع البلد في ظرف زمني قصير القهر والحرمان .