الخوض في غمار المشهد الامني بمدينة ابن جرير لم يكن ذلك نابعا من مصلحة شخصية أو رغبة في محاباة جهاز الامن ، بل دفعتنا ظروف ذاتية وموضوعية كان لها كبير الاثر في تكريس قناعتنا بهذا التحول الامني التاريخي بالمدينة .
ولم يكن هذا التحول الامني الذي عرفته المدينة بعد تعيين رئيس جديد للمنطقة حدثا عابرا بل كان مناسبة للتذكير بواقع المشهد الامني بالمدينة ، لابد من قول كلمة حق بهذا الصدد حيث تم تسجيل ارتياح كبير في نفوس المواطنين اتجاه الوضع الامني بالمدينة في المدة الاخيرة ونوه الكثير من الفاعلين بالمجهودات الامنية التي قام بها رئيس المنطقة الاقليمية بالنيابة رفقة عناصر الامن من اجل الحد من انتشار بعض الظواهر السلبية التي تحتضنها ارجاء المدينة، والتي من شأنها ان تهدد المواطن في ممتلكاته وسلامته ، والذي اعطى لمفهوم الامن صيغة جديدة تميزت بالانفتاح على المجتمع المدني كشريك اساسي في العملية الامنية ، هذا في الوقت الذي يجمع فيه مختلف المتدخلين على ان المدينة شهدت تحولا امنيا غير مسبوق . وهذا الامر اتضح جليا خلال مناسبات عدة ، فالسوق الاسبوعي عرف تواجدا امنيا مهما حال دون وقوع حالات سرقات في صفوف الساكنة أثناء تواجدها قصد تبضع حاجياتها ، وكذا مناسبة عيد الاضحى حيث عرف السوق بهذه المناسبة بدوره مراقبة أمنية بعين المكان خلفت ارتياحا كبيرا في صفوف بائعي الاغنام وساهمت في مرور أجواء اقتناء اضحية العيد في ظروف جيدة ، كما ان هذا التحرك الامني شمل كذلك محاربة بعض الظواهر السلبية بمحيط مؤسساتنا التعليمية وبعض الاماكن المشبوهة باحتضان بيع المخدرات ، وكل هذا يعكس مؤشرات ايجابية تدل بشكل واقعي على تحسن الاداء الامني بالمدينة على مستوى الجودة والاستراتيجية ، جودة امنية تم تحقيقها بهذه المدينة بعدما كانت بالامس القريب تعاني من انفلات أمني ، بعدما كان الجميع يتساءل هل افراد الامن اصبحوا عاجزين كل العجز لمواجهة ممارسي الاجرام الى هذا الحد ؟ ام هناك تقصير في القيام بالواجب ؟
المهم كيفما كان الحال فان المسؤول بالنيابة عن الامن الاقليمي بالمدينة قد وضع قطيعة مع العمل المذبذب الذي كان في الماضي قطيعة لا رجعة فيها ، وان الساكنة اجمعت على الاشادة بالمجهودات التي قام بها هذا الرجل خلال فترة تحمله هذه المسؤولية ، واظهر للجميع ان الامن موجود في المدينة كما لقي هذا ترحيبا واسعا من طرف مختلف الشرائح الاجتماعية التي احست بالارتياح والامان في مدينة كانت بالامس القريب مرتعا لمختلف اشكال الاجرام واستفحال ظاهرة المخدرات .
وفي الختام لا يسعنا سوى ان نفتخر بهذا التقدم الامني الذي طالما افتقدناه بهذه المدينة عقودا من الزمن ، متمنين من الرئيس الجديد للامن الاقليمي بهذه المدينة بان يستمر على هذا النهج الذي اعاد الطمأنينة في نفوس المواطنين ، ولن نترك الفرصة تمر دون ان نؤكد على ان الساكنة ، وبعد هذه التجربة الامنية الفتية ليست على استعداد للتفريط فيها .
وكانت الادارة العامة للامن الوطني قد أقدمت يوم الخميس 23 اكتوبر 2014 على تعيين المراقب العام عمر الخمري على رأس المنطقة الاقليمية لامن ابن جرير قادما اليها من مراكش .
وقد ظل منصب رئيس الامن الاقليمي بابن جرير شاغرا منذ اعفاء الرئيس السابق للمنطقة من مهامه واحالته على التقاعد وتكليف العميد المركزي طارق اجويش بالنيابة تحمله هذه المسؤولية .
هذا ويبقى من الضروري على الجهات المختصة تقديم الدعم اللازم للمؤسسة الامنية بابن جرير تماشيا مع هذا التحول الايجابي الذي يعرفه المشهد الامني علما ان المدينة تستقطب اليوم عددا كبيرا من المواطنين الوافدين عليها من مختلف المدن المغربية للعمل في الاوراش المفتوحة ، وكذلك امام التوسع العمراني الذي يزداد مؤشره يوما بعد يوم .
Partager