HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

جماعة سيدي عبد الله بإقليم الرحامنة ...الفلاحون بحاجة إلى وصفة تدبيرية لإنقاذهم من السكتة القلبية.


حقائق بريس
الجمعة 22 سبتمبر 2017




جماعة سيدي عبد الله بإقليم الرحامنة ...الفلاحون بحاجة إلى وصفة تدبيرية لإنقاذهم من السكتة القلبية.
في زيارة قصيرة لعدد من الدواوير المنعزلة في عمق اقليم الرحامنة وبالضبط بتراب جماعة سيدي عبد الله "دوار أولاد سيدي مفتاح – البيادنة –سيدي غانم – السراحنة" حيث حقول الصبار كانت تزدهر على مساحات شاسعة، اكبر مساحة مزروعة بالصبار بإقليم الرحامنة ، وانطلقت من هناك الخطوات الأولى لتسويق الإنتاج بطرق عصرية لثمار الصبار كفاكهة موسمية وانطلقت معه كذلك وحدات لإنتاج المشتقات العديدة مثل زيوت وعسل ومربيات وأوراق الصبار" 10 وحدات منها 7 نشيطة" تجد نفسك اليوم في مواجهة صلب المشكل الذي تعاني منه الساكنة فتكتشف بدهشة كبيرة الحجم الحقيقي لمساحات الصبار المتضررة الذي لم ينفع مع انتشار مرضه علاج رغم خطة المواجهة والمعالجة البطيئة التي أقرتها المصالح المختصة ، وبقي الوضع على ما هو عليه ، فالإجراء لم يكن فعالا مع الظهور المفاجئ والانتشار السريع للحشرة "القرمزية" ولم تتم الوسائل البشرية ولاالمادية الهامة بالمنطقة التي تقضي باقتلاع نباتات الصبار وكذا معالجة ماهو قابل منها للعلاج بواسطة المبيدات الحشرية في إطار المخطط الاستعجالي البطيء الذي رسمته المصالح الفلاحية، وتكتشف مع هذا تدمير البيئة وقطع أرزاق مئات العائلات بهذه الجماعة الترابية التي تعيش اليوم وضعا خطيرا على المستوى البيئي والمعيشي من جراء ما فعلته الحشرة القاتلة بحقول الصبار ، هو وضع تدركه كل الجهات المسؤولة كما هو في علم باقي المصالح الإدارية المعنية والمختصة ، فحصيلة ميدانية بهذه الرقعة من إقليم الرحامنة تؤكد بالملموس أن جماعة سيدي عبد الله هي الأكثر تضررا من حجم الخسائر وهولها هذا الموسم بعد الوقوف على مساحات هامة من الصبار أحرقتها الحشرة القرمزية قبل أن يحرقها البشر ، وضعية بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة اصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للإنسان والحيوان بهذه الجماعة وباتت تستأثر ليس باهتمام ساكنة منطقة الرحامنة فحسب بل المسؤولين جميعا ، وضعية تقتضي ضرورة التدخل العاجل للمسؤولين كل من موقعه من اجل اتخاد القرار المناسب لمساعدة الفلاحين المنكوبين "بنكبة الجفاف ونكبة الصبار خلال موسم واحد" على الاستقرار بالمنطقة ودعمهم بالوسائل والإمكانيات التي من شأنها أن تجعلهم مرتبطين بالأرض والتفاعل معها لاستخراج مكوناتها ، هؤلاء الفلاحين الفقراء يئسوا من طلب الاستنجاد والاستغاثة ، يعانون في صمت مريب وهذه هي الحقيقة المرة التي تعاني منها كل ساكنة المنطقة هاته حيث مشاعر القلق تسكن حاليا الكثير من الذين ارتبطت مشاريع حياتهم وظروف عيشهم بالصبار وكل المتضررين من مرض الصبار بتراب هذه الجماعة ، مشاعر أججها الظهور المفاجئ والانتشار السريع للحشرة القرمزية التي هاجمت نبات الصبار بشراسة واجتاحت مجالا شاسعا من حقوله واتت على جل المساحات المغروسة بتراب هذه الجماعة ( ما يقارب 7 ألف هكتار) كما أن هناك العشرات من الكسابة الذين يدرون فقرهم إلى حين ... من خلال حرف الصيف في بيع ثمار الصبار وتسويقه نحو المدن المغربية الكبرى كالدار البيضاء ، فيمكنهم ذلك من مبالغ مالية هامة يعيلون بها أسرهم بانتظار أيام أفضل ، تم هناك تعاونيات تأسست خلال السنوات الأخيرة تشتغل على الصبار كمادة أولية في عملياتها الإنتاجية وبعضها تقع منشئاتها ضمن حدود الدائرة المستهدفة ، ترى ماذا سوف يكون مصير أعضائها ومستخدميها في ظل الأزمة الحالية، وإذا كان المرض قد أتى على الأخضر واليابس من حقول الصبار بهذه المنطقة ، فالمصالح الفلاحية المختصة لحد الساعة تجهل على وجه التقدير حجم المساحات المتضررة من الصبار بالإقليم وصعوبة التقدير هاته تأتي من شساعة مناطق انتشار الصبار بإقليم الرحامنة.

فلاحون اندرت بضاعتهم تماما وصاروا بلا مدخول ...أمارات البؤس والشقاء والتعاسة تظهر جلية على وجوههم.

اسعيد بنداود 64 سنة فلاح متزوج من دوار لبيادنة جماعة سيدي عبد الله إقليم الرحامنة ، عندما علم أن الواقف أمامهم صحافي ، انطلق يتحدث بطلاقة ، كان أمله أن يصل وضعه ووضع زملائه الفلاحين المتضررين من مرض الصبار إلى علم المسؤولين يقول : " أرجو أن تصل معاناتنا إلى المسؤولين ، كنا نعيش على الصبار الذي انتهى بسبب المرض طيلة موسم الصيف " صاحبناه إلى حقل صبار في ملكيته وهو يشتكي من وطأة سنة جافة عليه وعلى ساكنة المنطقة فصرح لنا أن جفاف هذا الموسم الفلاحي ترافق مع الغزو الشامل للحشرة المدمرة للصبار ، كان مدخولي السنوي من فاكهة الصبار يصل إلى مبلغ 6 ملايين سنتيم ، وحتى الأبناء والأم كل يشتغل في موسم جني فاكهة الصبار باجر يومي يصل إلى 100 درهم في اليوم ، إلا انه أصابتنا نكبة هذا الموسم تبددت معها كل طموحاتنا من جراء الغزو المخيف للحشرة القرمزية وزادت معها نكبة الموسم الفلاحي الحالي.
جماعة سيدي عبد الله بإقليم الرحامنة ...الفلاحون بحاجة إلى وصفة تدبيرية لإنقاذهم من السكتة القلبية.

عبد الفتاح حليب فلاح متزوج من مواليد 1973 من دوار أولاد سيدي مفتاح صرح لنا بمايلي : " أوضاع الفلاحين المتضررين من كارثة الصبار بجماعة سيدي عبد الله ما فتئت تزداد تفاقما مع الموسم الفلاحي الحالي الجاف ، وكان الصبار هو فلاحتنا الرئيسية ، كنت أقوم بجني 100 صندوق من فاكهة الصبار "الهندي" واحملها للدار البيضاء كل يوم خلال موسم الصيف ، وكل الأسر بالدوار وحتي الأبناء يشتغلون في عملية جني فاكهة الصبار طيلة الموسم ، فهو مورد عيشنا الوحيد ، كنت أوفر مايزيد عن 8 ملايين سنتيم كل سنة من الصبار.
جماعة سيدي عبد الله بإقليم الرحامنة ...الفلاحون بحاجة إلى وصفة تدبيرية لإنقاذهم من السكتة القلبية.

العيادي البرمكي فلاح متزوج من مواليد 1969 بدوار السراحنة جماعة سيدي عبد الله يقول :" بالفعل ان الآن أتحدث معكم من قلب منطقة تنتشر فيها حقول الصبار على نطاق واسع ، فكل المساحات المغروسة تضررت أضرارا وخيمة جراء هذا المرض الذي أصاب الصبار ، وفي ظل هذه الوضعية الكارثية أين هو دور المسؤولين اليوم وخاصة المصالح الفلاحية الذي ظل دورها جامدا ، وظلت عاجزة عن تقديم مبادرات جادة تخرج الساكنة من محنتها وتنقد ما يمكن انقاده ".
جماعة سيدي عبد الله بإقليم الرحامنة ...الفلاحون بحاجة إلى وصفة تدبيرية لإنقاذهم من السكتة القلبية.

جماعة سيدي عبد الله بإقليم الرحامنة ...الفلاحون بحاجة إلى وصفة تدبيرية لإنقاذهم من السكتة القلبية.

محمد الغالمي ممثل الفلاحين بهذه الجماعة لدى الغرفة الفلاحية بجهة مراكش اسفي ورئيس الجماعة ، هو الآخر صرح لنا بكون الصبار بهاته المنطقة يلعب دورا هاما في حياة العشرات من الأسر بتراب هذه الجماعة ، وان جميع المساحة المغروسة بالصبار تضررت بنسبة %100بسبب الحشرة القرمزية وتضررت معه الساكنة والوحدات الإنتاجية ، والمطلوب اليوم هو الإعلان عن جماعة سيدي عبد الله كجماعة منكوبة بالخصوص وعموما منطقة الرحامنة ككل مع وضع برنامج شامل لمواكبة الفلاحين المتضررين من الحشرة القرمزية ، إلى حين استرجاع إنتاج نبتة الصبار من جديد .
جماعة سيدي عبد الله بإقليم الرحامنة ...الفلاحون بحاجة إلى وصفة تدبيرية لإنقاذهم من السكتة القلبية.

جماعة سيدي عبد الله بإقليم الرحامنة ...الفلاحون بحاجة إلى وصفة تدبيرية لإنقاذهم من السكتة القلبية.

جماعة سيدي عبد الله بإقليم الرحامنة ...الفلاحون بحاجة إلى وصفة تدبيرية لإنقاذهم من السكتة القلبية.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير