HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

حرب عالمية على غزة


البدالي صافي الدين
الاحد 31 ديسمبر 2023




مر على عملية طوفان الأقصى ما لا يقل عن 77 يوما و التحالف الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي يستعمل كل أساليب التقتيل والدمار الشامل من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية وفصائلها و وفي مقدمتها الجناح العسكري لحماس بقطاع غزة . و لم يستثن الهجوم الهمجي البنايات و المساكن و البنيات التحتية و المستشفيات و المدارس و المساجد و الكنائس في غزة و الضفة الغربية وغيرهما من الأراضي المحتلة الفلسطينية. إن الوقوف عند هذه الحرب يمكن تسجيل ما يلي :
أولا : هي حرب عالمية على قطاع غزة ، لأن الكيان الإسرائيلي المحتل للأراضي الفلسطينية لم يكن يوما يتواجد لوحده في حربه الظالمة على الفلسطينيين ،بل كشف طوفان الأقصى بأن الحرب على المقاومة الفلسطينية في غزة وغيرها يقودها تحالف غربي أمريكي صهيوني ماسوني ،أي حرب عالمية على المقاومة بحثا عن الانتصار بارتكاب أبشع الجرائم الحربية التي لم يعرفها العالم ،فهي أبشع من الحرب على الشعب الفيتنامي من طرف أمريكا و حرب النازية الألمانية على الشعوب الأوروبية في الحربين العالميتين، الأولى والثانية، ولا حرب الفاشية الإيطالية على الشعب الليبي . و هي حرب تكشف عن الجانب الدموي الذي يحكم الدول المتحالفة ضد المقاومة الفلسطينية وكذلك الأصول الهجينة لهذه القوات . فما يقوم جيش التحالف الأطلسي بقيادة أمريكا من همجية يعيد إلى الأذهان ما قام به الجيش الامريكي ضد الشعب العراقي وضد شعب الهنود الحمر وما قام به ضد الشعب الياباني من خلال القصف الذرّي على هيروشيما وناجازاكي، و هو هجوم نووي شنته الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، حيث قامت بقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي باستخدام قنابل ذرية خلفت مئات الآلاف من الضحايا و دمار شامل للمدينتين .
ثانياً :تبين بأن التحالف الأمريكي الصهيوني الاسرائيلي يكون جيشا عديم الحس الإنساني و الأخلاقي و مدرب على سفك دماء الأبرياء من الأطفال و النساء و من المدنيين و من الشيوخ، أي جيوشا سادية مستعدة لارتكاب أبشع الجرائم ولا تعبأ بالقوانين الدولية ولا الانسانية . إن الحرب على قطاع غزة وعلى المقاومة الفلسطينية وعلى كل الفلسطينيين هي حرب الجبناء من خلال حشدهم لكل الأسلحة المتوفرة من دبابات وطائرات وبوارج حربية و قذائف وقنابل عنقودية و حاملات طائرات ، وكأن الأمر يتعلق بمواجهة إمبراطورية في حجم الصين أو اليابان أو كوريا الشمالية. لكن العقل والمنطق يجعلنا نتأكد بأن الحلف الاطلسي بقيادة أمريكا و بغطاء صهيوني ماسوني و بتمويل من طرف الأنظمة العربية الرجعية و استغلال ثروات الشعوب المستضعفة في إفريقيا و آسيا وفي أمريكا الجنوبية و في الخليج و ذلك لتنفيذ المشروع الصهيوني الوارد في مؤتمره الأول الذي عقد بزعامة تيودور هرتزل في مدينة بازل بسويسرا يوم 29 أغسطس 1897. هذا المؤتمر الذي كان بداية نشاة الكيان اليهودي على أرض فلسطين تم التوسع و انتزاع قرار لا شرعي من الأمم المتحدة سنة 1948. فالمشروع الصهيوني تحكم في المنافذ الاقتصادية و التجارية و المالية و أصبح يخطط لتوسعات جغرافية على أرض الواقع، بدءا من فلسطين إلى كل الدول العربية والإسلامية بمنطقة الخليج وشمال إفريقيا، و هو ما يصطلح عليه بالشرق الأوسط الكبير ، و الانظمة العربية في غفلة مما يخطط لمصير شعوبها التي سوف ترى استعمارا جديدا نازيا. و أما المقاومة الفلسطينية فهي تقف ضد هذا المشروع حاملة السيف والبندقية و شعارها الاستشهاد في سبيل الأرض الفلسطينية و في سبيل الشرف العربي و الإسلامي و تنتظر صحوة ضمير الأنظمة العربية المتخاذلة و المتصهينة لاسترجاع كرامة الإنسان العربي و الإسلامي و تحرير فلسطين و الجولان .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير