HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

ضحايا فاجعة التدافع بإقليم الصويرة .. الموت من أجل "حفنة دقيق"


عن هسبريس
الاثنين 20 نونبر 2017






نقلت، مساء أمس الأحد، مصابتان من المستشفى الإقليمي، مولاي عبد الله بمدينة الصويرة، عبر مروحية الدرك الملكي، إلى المركز الجامعي محمد السادس، بعاصمة النخيل، بسبب حالتهما الحرجة، وأدخلت مصابة أخرى قسم الإنعاش، فيما تلقت أربع نساء العلاج، وبدأت حالتهن تتحسن، كما عاينت ذلك هسبريس، خلال زيارتها لمستشفى مولاي عبد الله.

"أخبرتني سيدة بأن بعض المحسنين يوزعون مساعدات غذائية، بسيدي بولعلام، فسألتها أين تقع هذه المنطقة، وجئت لأخذ حصتي، فإذا بي أفاجأ بوجود جمهور غفير من النساء، يرابطن بالمكان منذ الساعة الثانية صباحا، وبعد انطلاق عملية التوزيع، انتشر دخان كريه الرائحة، في الفضاء المخصص للعمل المذكور، مما أدى إلى اختناق بعض النساء، فسقطن وشرعت الأخريات في السقوط عليهن" تقول فوزية بلهاط لهسبريس.



وزادت قائلة: "سقوط النساء على بعضهن البعض أدى إلى وفاة بعضهن أمامي، فيما كانت الأخريات يرفسن أجساد الهالكات"، قبل أن تضيف وهي تذرف دموعها "طالبنا بمد يد المساعدة لنا، لكن أصواتنا ذهبت أدراج الرياح، ولا أحد تقدم لإنقاذنا، إلى أن حضرت عناصر من الدرك الملكي والقوات المساعدة، التي بذلت جهودا كبيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".

من جهتها، أوضحت الشابة وداد أوشيخ، التي كانت تستلقي على سرير بالقاعة رقم 3 بقسم المستعجلات، أن هذه العملية الإحسانية لم تكن الأولى، مشيرة إلى أنها استفادت منها السنة الماضية، لكن مبادرة هذا الموسم خلفت كارثة لن تنسى، تقول وداد، مؤكدة أنها ندمت على حضورها من أجل بعض الكيلوغرامات من الدقيق.

وأشارت إلى أن المبادرة المذكورة خلفت هذا العدد الكبير من الضحايا، لأنها افتقرت إلى التنظيم، ثم أوضحت أن رائحة دخان "شبيه بروائح البخور" انتشرت في المكان، مما جعل النساء يتدافعن بسبب الاختناق، وشرعن يتساقطن واحدة تلو الأخرى، فيما كانت الأخريات يرفسن كل من سقط أرضا، على حد قولها.



وفي السياق ذاته، أوضح محمد لقطيب، فاعل نقابي من إقليم الصويرة، أن "هذا الحادث المميت هو لحظة لمساءلة جميع المسؤولين، من منتخبين وسلطات محلية وحكومة، ومحاسبتهم على ما قدموه لهذه المناطق المهمشة، وكذا مساءلة المقاربة الإحسانية، التي تعتمدها الدولة المغربية في محاربة الفقر".

وأوضح لقطيب، في تصريح لهسبريس، أن لفظ 15 من النسوة أنفاسهن الأخيرة، وإصابة سبع منهن، يطرح أكثر من علامة استفهام حول البرامج الإقليمية والمحلية لمحاربة الهشاشة والفقر، وصندوق دعم العالم القروي، والبرامج المندمجة لجهة مراكش أسفي، خاصة أن منطقة سيدي بولعلام، يضيف لقطيب، توجد على مقربة من أكبر منطقة، يتم فيها التنقيب عن الغاز الطبيعي، وتعرف أراضي فلاحية لزراعة العنب.

وأكد الفاعل النقابي أن كل الهيئات المجالية المنتخبة تدعم العديد من المهرجانات بإقليم الصويرة، كمهرجان الأندلسيات وكناوة، دون أن تلتفت إلى الهشاشة التي تنخر جماعات عدة بالمنطقة، مطالبا بمحاسبة كل المسؤولين، محليا ووطنيا، عن الحادث المؤلم، الذي شوه صورة المغرب.



يذكر أن الفاجعة، التي شهدتها جماعة سيدي بوعلام، دفعت إلى استنفار العديد من المسؤولين، حيث قام عبد الفتاح البجيوي بالانتقال إلى مدينة الصويرة لزيارة المصابات، مرفوقا بعامل إقليم الصويرة، جمال مخطر. كما حل مسؤولو الدرك الملكي ومندوبية الصحة بعين المكان.

يشار إلى أن الحادث دفع السلطات الأمنية بإقليم الصويرة إلى وضع المحسن، رئيس الجمعية الخيرية القادم من مدينة الدار البيضاء، رهن التحقيق، بناء على تعليمات من النيابة العامة، لكون المبادرة الإحسانية لا تتوفر على ترخيص من طرف السلطات المحلية.


         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير