قفة رمضان وتجار الريع

شرع تجار الريع كما وصفهم عاهل البلاد في خطبه السامية وأعطى أوامره الصارمة لقطع الطريق عليهم في عدم وصولهم إلى المؤسسات التشريعية بالظهور مع بداية شهر رمضان لاستغلال توزيع المساعدات والاعانات على المحتاجين في شكل قفة رمضان أو خيمات للإفطار أو توزيع وجبات إفطار جاهزة على المعوزين في نقط محددة ، وهذا العمل الذي يتم تصريفه في أغلبيته إما عبر الجمعيات المشتغلة في المجال الاجتماعي أو تسخير الأخرى ذات نغمات انتخابية لقيامها باستغلال المساعدات الرمضانية في حملات انتخابية سابقة، وهذا الظهور في تمرير خطاباتهم وصراعاتهم الضيقة راجع بالاساس إلى غياب القيم السياسية والمبادئ الديمقراطية لدى تجار الريع المتطفلين على العمل السياسي "رموز الفساد الانتخابي" إلى ذلك طالبت العديد من الفعاليات المدنية والحقوقية بالقطع مع سلوكات توزيع المساعدات الاحسانية في رمضان لغير مستحقيها ، ما يستغله هؤلاء للقيام بحملات انتخابية وتحويلها إلى مادة للمزايدات السياسية .
وكعادتها وزارة الداخلية وجهت تعليماتها إلى الولاة والعمال تدعوهم فيها وبلغة لا تخلو من الصرامة بمنع استغلال "فقة رمضان" من طرف تجار الريع الانتخابي مخافة أن يتحول شهر رمضان إلى حملة انتخابية سابقة لأوانها، سيما أن الجميع يتأهل ويستعد لخوض منافسات استحقاق 7 أكتوبر 2016 الذي يتوقع المراقبون أن يكون حارقا ، كما حدرت هذه التعليمات كل رجل سلطة لم يقم بعمله في محاربة من يوظفون العمل الاحساني في أغراض انتخابية وسياسية