HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

نبحث عن الشرف والشرفاء فلا نجدهما


محمد الحنفي
الاربعاء 20 سبتمبر 2017




نبحث عن الشرف والشرفاء فلا نجدهما

هل الشرف يولد مع الإنسان؟

أم أن هذا الشرف يكتسب من الواقع، بحكم التفاعل مع مختلف المكونات الثقافية، التي تزود المجتمع بنبل القيم، التي ترفع مستوى الأفراد إلى درجة الشرفاء، الذين يعتز بهم الشعب، ويعتز بهم الوطن، وتعتز بهم الجماهير الشعبية الكادحة، ويعتز بهم العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟

وهل يمكن لكل الأحزاب السياسية، أن تنتج، من خلال ممارستها اليومية، نبل القيم، التي تقف وراء وجود الشريفات، والشرفاء؟

أم أن هذا الأمر، يبقى مقتصرا على بعض الأحزاب، دون البعض الآخر؟

وما طبيعة الأحزاب التي لا يمكن أن تنتج نبل القيم في الواقع الاجتماعي المغربي؟

وما هي الطبقات الاجتماعية التي تمثلها؟

وما هي طبيعة الأحزاب التي تنتج نبل القيم في الواقع المغربي؟

وما هي الطبقات التي تمثلها؟

وهل يمكن اعتبار إشاعة نبل القيم في الواقع المغربي كافيان من االوصول إلى اعتماد الشرف في الحياة العامة، وإلى إنتاج الشرفاء؟

أليست الشروط الموضوعية، والذاتية، التي يعيشها الإنسان، أي إنسان، ومهما كان هذا الإنسان، هي التي تتحكم في تحديد ما يكونه الإنسان: شريفا، أو غير شريف، حريصا على إشاعة الشرف في المجتمع، أو غير حريص عليه؟

ولماذا نجد أن الشرفاء منعدمون بين العاملين في الإدارات العمومية، ولا يتواجدون فيها إلا نادرا؟

ولماذا نجد أن الشرف يكاد يختفي من العلاقة بين المرشحين، والناخبين، وبين المنتخبين، وعموم المواطنين؟

وهل يمكن الحرص على أن لا ينتمي إلى اليسار إلا الشرفاء؟

أم أن اليسار نفسه ملغوم بالأشخاص الذين لا علاقة لهم بالشرف، ولا يعرفون عن قيمه أي شيء؟

وهل يمكن أن يناضل اليسار المغربي بكافة تلويناته المختلفة، من أجل مدرسة مغربية منتجة للقيم؟

أم أن المدرسة العمومية المغربية، ستبقى محافظة على إنتاج خبث القيم، التي تطبع شخصية الإنسان المغربي؟

وهل ما تنتجه الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، لها علاقة بالشرف؟

وهل نمتلك الشرف، أو نتملكه، بتحريف الدين الإسلامي عن مساره الصحيح؟

وما عليه البلدان المحسوبة على شعوب المسلمين، هل يعبر عن شرف المسلمين، وخاصة في شمال إفريقيا، وفي آسيا، وحيثما تواجد المسلمون؟

وهل من الشرف بين المسلمين، حيثما كانوا، بروز الإرهابيين، والحركات الإرهابية من بين صفوفهم؟

وهل نعتبر الولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني، شريفين؟

وهل من الشرف أن تصير الدول المسماة إسلامية، وما تفرزه من إرهاب، ومن حركات إرهابية عميلة لأمريكا، ولإسرائيل؟

وما العمل من أجل إعداد المجال، لإنتاج الشرف المفضي إلى انفراز الشرفاء؟

وكيف يصير المجتمع الذي يصير أفراده شرفاء، ومجالا للشرف؟

الكلام عن الشرف:

إننا عندما نتكلم عن الشرف، نتكلم عن نبل القيم في نفس الوقت؛ لأن الشرف ليس إلا القيم النبيلة، التي يتحلى بها الأفراد، وتسود بين الجماعات، والتي تفرض، وبشكل تلقائي، الاحترام بين الأفراد، والجماعات، والحرص على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، القائمة على أساس توزيع الثروات، وتقديم الخدمات، باعتبارها مداخل لتكريس الشرف، وإفراز الشرفاء في المجتمع؛ لأنه بدون التحرير، لا يمكن الحديث عن الشرف، والشرفاء، في مجال يعتبر أفراه مستعبدين، وبدون ديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لا يمكن الحديث عن الشرف، وانفراز الشرفاء، في مجتمع محكوم بالفساد، والاستبداد، وبدون العدالة الاجتماعية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لا يمكن الحديث عن الشرف، وانفراز الشرفاء، في مجتمع يعاني من الاستغلال الهمجي، الذي ياتي على الأخضر، واليابس، وبدون احترام الكرامة الإنسانية، التي تضمن لكل فرد، التمتع بكافة الحقوق الإنسانية، لا يمكن الحديث عن الشرف، وانفراز الشرفاء، في مجال تنعدم فيه الكرامة الإنسانية. وهو ما يعني: أن شيوع الشرف، وانفراز الشرفاء، رهين بنضوج شروط موضوعية، فارزة لسيادة الشرف، وانفراز الشرفاء، في كل مجالات الحياة.

والمجتمع الذي نعيش فيه، لا زال محكوما بالاستعباد، وسيادة الفساد، وتحكم الاستبداد، وتعميق كافة أشكال الاستغلال الهمجي، التي يعاني منها المجتمع المغربي، بالخصوص، مما يقودنا إلى القول بانعدام الشرف، أو ضحالته على الأقل، وقلة الشرفاء، الذين لا تأثير لهم في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وحتى إن كان هناك تأثير، فإنه لا يتجاوز ان يكون محدودا في الإطارات المناضلة، التي صار معظمها يعج بالانتهازيين، وأصحاب المصالح، إلى درجة محاصرة الشرف، وإنتاج الشرفاء، في تلك الإطارات التي صارت مشهورة بالتناقض، بين ما تنتجه من أدبيات اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، وما تدبجه من شعارات، وبين ما يمارسه الأفراد في مختلف الإطارات المناضلة، التي ينتمون إليها، وفي الواقع الذي يعيشون فيه. وهو ما يطرح علينا سؤالا عريضا، في المجتمع الذي نعيش فيه:

هل يمكن أن تعرف بلادنا شيوع الشرف، وانفراز الشرفاء، عن طريق الإطارات المناضلة، كما تعودنا ذلك؟

وهل يمكن للمسؤولين عن الإطارات المناضلة، أن يتحلوا بالشرف في صفوف المستهدفين بها، وأن يعملوا على إفراز الشرفاء من بينهم؟

إن الشرف، وكيفما كان الأمر، لا يمكن أن يأتي هكذا، بل لا بد له من شروط ذاتية، وموضوعية، تقف وراء تسييد الشرف في المجتمع.



المؤسسات العمومية والحزبية كمجال لإنتاج الشرف والشرفاء أو العكس:

فالمدرسة العمومية التي تقدم الخدمة التعليمية الجيدة، وبدون مقابل، إلى كافة أبناء وبنات الشعب المغربي، تقدم أرقى أنواع الشرف، إلى القادمين إليها، والمتخرجين منها، انطلاقا من البرامج الهادفة إلى تحقيق أهداف محددة، من منطلق أن المدرسة العمومية، هي الإطار المناسب لإنتاج الشرف والشرفاء، خاصة، وأن المسؤولين عنها، وعلى جميع المستويات، لا يمكن أن يكونوا إلا شرفاء، وأن المدرسين الحريصين على التحلي بأرقى قيم الشرف، لا يمكن أن يعدوا إلا أجيالا من الشريفات والشرفاء.

وأن الإدارة العمومية، خالية من العاملات غير الشريفات، ومن العاملين غير الشرفاء، لتصير مجالا للتعامل الشريف مع الوافدات، والوافدين عليها، لتلقي الخدمات، بعيدا عن أي شبهة، تسيء إلى العلاقة الشريفة بالإدارة العمومية.

والصحة العمومية، لا تنتج إلا المعاملة الطيبة والشريفة، مع المترددين عليها، من أجل تلقي الخدمات، من أجل المحافظة على الصحة العمومية، التي تعتبر شرفا للشعب برمته.

وإيجاد فرص الشغل للعاطلين، والمعطلين، لا يمكن أن تكون إلا تعبيرا عن الحرص على شرف بنات الشعب، وأبنائه، الحاملات، والحاملين، أو غير الحاملات، وغير الحاملين لمختلف المؤهلات، لأجل الحصول على الشغل الشريف، شرفا لبنات، وأبناء الشعب، اللواتي، والذين يصرن، ويصيرون شريفات، وشرفاء، لا يسعين، ولا يسعون إلى تحقيق التطلعات الطبقية، ولا يمارسن أو يمارسون أي شكل من أشكال الانتهازية؛ لأن كل ذلك لا علاقة له بالتحلي بقيم الشرف، التي ترفع مكانة الأفراد، ومكانة المجتمع.

وهذا وقفنا عليه، هو ما يعني بالضرورة: أن الشرف والشريفات والشرفاء، نتاج وضع ذاتي، وموضوعي، يقود إلى إنتاج نبل القيم، وإلى انفراز المتحلين بتلك القيم، التي ترفع مكانة الفرد، ومكانة المجتمع.

ومعلوم أن انفراز الشرف، والشرفاء، في الواقع المتحول باستمرار، في الاتجاه الصحيح، يجعل الشعب، والوطن، والجماهير الشعبية، الكادحة، والعمال، وباقي الأجراءـ وسائر الكادحين، يعتزون بذلك، ما دام يرفع مكانة الإنسان، ومكانة المجتمع، ومكانة الوطن.

وعندما نتحدث عن مساهمة الأحزاب السياسية، في إنتاج الشرف، والشرفاء في المجتمع، فإن علينا أن نميز بين الأحزاب الإدارية الفاسدة، التي لا علاقة لها بإشاعة الشرف، وإعداد الشرفاء في المجتمع، وحزب الدولة الأكثر فسادا، والأحزاب المتمخزنة التي تسرب الفساد، والفاسدون إلى بنياتها المختلفة، مما يجعلها غير قادرة على التراجع عن الفساد، وإنتاج المفسدين، في صفوف الشعب المغربي، باسم الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، التي تحولت بفعل الممارسة اليومية، إلى مجرد شعارات جوفاء، وحتى الأحزاب التقدمية، والديمقراطية، واليسارية، والعمالية، التي لم تتمخزن، صارت تعرف تسرب عناصر انتهازية، وتحريفية، وبورجوازية إلى صفوفها، مما أصبح يهدد مصيرها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، إن لم تعمل على محاصرة تلك العناصر، التي لا تختلف ممارسها عن ممارسة المنتمين إلى الأحزاب الفاسدة، أو المتمخزنة، التي صارت كذلك.

وقد كان من الممكن الحديث عن إشاعة الشرف، وانفراز الشرفاء في المجتمع، بالنسبة للأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي.

إلا أن تجربة حزب العدالة والتنمية المغربي، الذي ترأس الحكومة المغربية، في شخص عبد الإله بنكيران، أثبتت عكس ذلك، إذ صارت محافظة على الفساد، وعلى مصالح المفسدين، كما تبين ذلك من خلال رفع عبد الإله بنكيران لشعار: (عفا الله عما سلف)، في الوقت الذي تحول فيه حزب العدالة والتنمية إلى أكبر منتج للفاسدين، والمفسدين، الذين يكرسون كافة أشكال الفساد المادي، والمعنوي، وما إقدام حكومة عبد الإله بنكيران، في زمنها، على الهجوم على مكتسبات الشعب المغربي، إلا دليل على أن حزب العدالة والتنمية، المؤدلج للدين الإسلامي، كباقي الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، لا تهتم بمصالح الشعب، بقدر ما تهتم بتكريس الفساد، وإنتاج المفسدين، الذين يعتمدون في الهجوم على مكتسبات الشعب المغربي.

وما إقرار القانون الجديد المنظم للتقاعد في عهد حكومة العدالة والتنمية برئاسة عبد الإله بنكيران، إلا دليل على أن مصالح الشعب المغربي، غير واردة في حسابات حزب العدالة والتنمية المغربي، كأي حزب مؤدلج للدين الإسلامي في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

وإذا كان لا بد أن توجد أحزاب مشيعة للشرف، والشرفاء، في المجتمع المغربي، وتعد الشرفاء، للشعب المغربي، فهي الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية الصادقة في قولها، وفي ممارستها، والتي لا يقوم التناقض بين ما تقوله، وما تمارسه، على أرض الواقع، لأنها هي التي حاصرت الانتهازيين، والتحريفيين في صفوفها، حتى لا ينتجوا الفساد، ومن اجل أن يصيروا فاسدين، ومفسدين، باسم هذه الأحزاب، التي يعول عليها مستقبلا.

والأحزاب التي لا يمكن أن تنتج نبل القيم في الواقع الذي يقف وراء إشاعة الشرف، وإعداد الشرفاء، هي الأحزاب البورجوازية، والإقطاعية، وأحزاب التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وما يصطلح على تسميته بالأحزاب الإدارية الفاسدة، والمنتجة للفساد، والمفسدين، وحزب الدولة الأكثر فسادا، والأكثر إنتاجا للفساد، والمفسدين، والأحزاب المنتجة للفساد باسم الدين الإسلامي، التي يمتد فسادها إلى أدلجة الدين الإسلامي، الذي يعبر عن مصالح المؤدلجات، والمؤدلجين للدين الإسلامي، بسبب تحريف كلام الله عن مواضعه.

أما الأحزاب المنتجة لنبل القيم، المساهمة في إشاعة الشرف، وإعداد الشرفاء، فهي الأحزاب التقدمية، والديمقراطية، واليسارية، والعمالية، التي تحاصر الممارسة الانتهازية في صفوفها، ولا تسمح باستغلال الانتماء إليها، لتحقيق التطلعات الطبقية، حتى لا يحولها الانتهازيون، والمتطلعون إلى أحزاب فاسدة، ومن أجل أن تستمر في إنتاج نبل القيم، وإشاعة الشرف، وإعداد الشرفاء في هذا الوطن.

وأحزاب من هذا النوع، تعبر عن إرادة الشعب المغربي، وعن إرادة الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وبالنسبة للأحزاب التي لا يمكن أن تنتج نبل القيم في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي المغربي، نجد أنها أحزاب مستفيدة من ترسيخ الفساد، والمفسدين، والاستبداد، والمستبدين في هذا الواقع، كالأحزاب التي اصطلح على تسميتها بالأحزاب الإدارية، نظرا لوقوف الإدارة المخزنية، في عهد إدريس البصري، في إنشائها خلال السبعينات، والثمانينيات من القرن العشرين، والأحزاب التي كانت محسوبة على اليسار، والصف الوطني، والتقدمي، والديمقراطي، وعملت الإدارة المخزنية على مخزنتها، لتصير هي بدورها منتعشة من الفساد الإداري، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، لتصير بذلك مشرعة أمام كل من هب ودب من الفاسدين، الذين ساهموا من خلال الأحزاب الممخزنة، على ترسيخ فساد تلك الأحزاب، التي صارت من الأحزاب، التي لا يمكن ان تنتج نبل القيم، والتي أصبحت لا تنتج إلا خبث القيم، بالإضافة إلى الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، والتي وجدت على أساس توظيف الدين الإسلامي في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، من أجل تضليل المسلمين، الذين يصيرون داعمين لها، في أفق الوصول إلى السلطة، من أجل تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل.

وكون الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي محسوبة على الدين الإسلامي، ومنتسبة له، فإن ذلك لا يعطيها الحق في أن تدعي بأنها تنتج نبل القيم، كما هو مفترض فيها. وهو ما يجعلها لا تنتج إلا خبث القيم، التي تسعى إلى إيجاد مجتمع منحط، على مقاس مؤدلجي الدين الإسلامي، وأحزابهم المؤدلجة للدين الإسلامي، التي يسعى كل حزب منها إلى ترسيخ نمط معين من التفكير، والممارسة، مما يؤدي إلى خلق مجتمعات طائفية.

ومعلوم ان القيم الطائفية، هي من أخبث القيم؛ لأنها تقود مجتمعات المسلمين إلى الحروب الطائفية، التي تأي على الأخضر واليابس.

وهذه الأحزاب المنتجة لخبث القيم، تمثل الطبقات الاجتماعية المتكونة في المجتمع المغربي، على أساس إشاعة الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وعلى أساس نهب ثروات الشعب المغربي، والترامي على أراضي الكادحين، وتفويتها إلى الخواص وتفويت الملك العمومي، وغير ذلك، إلى من تختارهم الإدارة المخزنية، ومنح الامتيازات الريعية إلى العملاء، حتى تتكون طبقات اجتماعية معينة، يمكن أن توصف بالبورجوازية، أو بالإقطاعية، أو بالبورجوازية الصغرى، والمتوسطة. ومن هذه الطبقات ينشأ ما صار يعرف بالتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، بما في ذلك البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، التي ترسخت مصالحها على أساس أدلجة الدين الإسلامي.

أما الأحزاب المنتجة لنبل القيم، فهي الأحزاب التقدمية، والديمقراطية، واليسارية، والعمالية، التي تحصن نفسها ضد الفساد، وضد المفسدين، وضد الانتهازية، والانتهازيين، وضد كل أشكال التحريف المنهجي، والمعرفي، والأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، حتى تحافظ على نظافتها ضد كل أشكال التخلف، المعبرة عن شيوع الفساد، أما إذا تسرب إلى صفوفها الفاسدون، والانتهازيون، فإنها تصير كباقي الأحزاب الفاسدة، والأحزاب المتمخزنة، والمؤدلجة للدين الإسلامي. وحتى لا تصير كذلك، عليها أن تفعل في مستوياتها التنظيمية المختلفة، مبادئ النقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفردية، والجماعية، واتخاذ القرارات الإجرائية الصارمة، ضد كل من ثبت أنه متورط في الفساد، أو في إنتاج خبث القيم، أو في ممارسة الانتهازية المؤدية إلى تحقيق التطلعات الطبقية، عن طريق توظيف الانتماء إلى اليسار من أجل ذلك، حتى تصير الأحزاب المنتجة لنبل القيم، خالية من الفاسدين، والمفسدين، والانتهازيين، الذين لا ينتعشون إلا في إطار شيوع الفساد، والانتهازية، في صفوف الأحزاب المنتجة لنبل القيم في المجتمع، حتى لا تصير مجالا لإشاعة الشرف، وإعداد الشرفاء.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير