8 مارس نفاق دولي جديد / قديم


البدالي صافي الدين
السبت 9 مارس 2024



لقد سبق أن احتفل ملايين الأشخاص في النمسا والدانمارك وألمانيا وسويسرا باليوم العالمي الأول للمرأة في مارس من عام 1911، وفي عام 1913 تقرر إعلان الثامن من مارس يومًا عالميا للاحتفال بعيد المرأة، حتى اكتسب هذا الاحتفال طابعًا عالميًّا سنة 1975 ، وقد تقرر الاحتفال به في 8 مارس من كل سنة. و كان مناسبة لتجسيد دور المرأة في الحياة العامة و قدرتها على التحديات التي تواجهها في جميع أنحاء العالم.
لكن بعد مرور السنين تبين بأن هذا الاحتفال بقي في شقه الاحتفالي فقط ، ومناسبة إصدار بيانات وغيرها التي لم و لن تمكن المرأة من الخروج مما هي فيه عبر العالم، فهي لا تزال تتعرض للاستغلال الثقافي و الاقتصادي و السياسي. و لم تستطع الخروج من هذه الزاوية، زاوية "إنها امرأة".حيث لا زالت الأنظمة غير الديمقراطية وفي مقدمتها الدول العربية، التي لا زالت ترى في المرأة الأنثى وليست المرأة الإنسانية و المرأة التي أثبتت عبر العصور القدرة على الصمود والتكيف مع الظروف الصعبة . كما أثبتت عبر العصور بأنها قادرة على التحدي وعلى التغيير، و نسيت أو تناست هذه الأنظمة بأن المرأة هي قوة دافعة للتغيير والتنمية، و تسعى جاهدة لبناء المجتمع دي أركان تنموية قوية،لكن لم يتم اعتبارها كقوة أساسية في التنمية المستدامة وفي نشر القيم الإنسانية و الحقوقية و في تخليق الحياة العامة ،بل اختاروها لتأثيث المشهد السياسي بتواجدها في إطار ما يسمى بـ "الكوطا " أي نوع من الريع السياسي و ليس حق من الحقوق الديمقراطية التي تجعلها منافسة قوية في المشهد السياسي و في الحقل العملي . و ها هي أمام أنظار العالم تتعرض للقتل والتعذيب بل و للإجهاض على يد الكيان الصهيوني المحتل لأراضيها الفلسطينية . فاين هو الضمير العالمي؟ و أين هي الكيانات العربية التي سكت صوتها و ذهب بريقها وأصبحت ترى في المرأة الفلسطينية ما يرونها في بلدانهم و ما يراه الكيان الصهيوني فيها بأنها روح المجتمع و هي كل المجتمع وليس نصفه كما يقولون. وهو الذي يعلم بقدرة المرأة الفلسطينية و بصمودها و بقدرتها على التحدي و على المقاومة و الصمود . لذلك يقوم بقتلها و اجهاض ما في بطنها ، لكنها لم ترفع الراية البيضاء التي رفعتها الأنظمة العربية الرجعية و العابدة لتمثال الصهيونية و الماسونية. فالمراة الفلسطينية كشفت بأن المنتظم الدولي أصبح بدون ضمير حي و كشفت بأن الأنظمة العربية هي عميلة للصهيونية العالمية.

مقالات ذات صلة