الدعوة إلى بناء فضاء سوسيو-اقتصادي مغاربي متكامل وموحد


حقائق بريس
الأحد 24 يوليو/جويلية 2022




دعا المشاركون في الندوة المغاربية، التي نظمتها الفدرالية المغربية لناشري الصحف اليوم السبت بالداخلة، إلى بناء فضاء سوسيو – إقتصادي مغاربي متكامل وموحد.

وطالبوا خلال هذه الندوة المنظمة حول موضوع «في عالم ممزق بين الجوائح والحروب: ما الذي يعيق حلم الاتحاد المغاربي؟»، بمشاركة متدخلين من المغرب وموريتانيا وتونس، بتعزيز «التقارب بين الدول المغاربية ورفض الخطاب الخلافي والتوقف عن تأجيج العداوات المصطنعة».

وأكدوا خلال هذه الندوة، التي عقدت على هامش أشغال الجمع العام الاستثنائي للفرع الجهوي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالداخلة وادي الذهب، وانعقاد المجلس الفيدرالي، على ضرورة العمل على تحقيق تكامل اقتصادي حقيقي بين دول المغرب الكبير، مبرزين أن الاتحاد المغاربي يظل الحل الأمثل لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتحقيق مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.

وشدد المتدخلون على أن «دول المغرب الكبير لم تعد تؤيد المزيد من التشرذم»، مشيرين الى الروابط العميقة التي توحد شعوب المنطقة وحلم الوحدة المغاربية الذي تتبناه الأجيال القادمة.

وأكد رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، نور الدين مفتاح، على أهمية هذه الندوة المغاربية التي تناولت هذا الموضوع بعمق سياسي وبعد اكاديمي واقتصادي، بمشاركة ثلة من الأساتذة الأكاديميين والإعلاميين والمنتخبين.

وأضاف ان هذه الندوة تسعى الى «إبراز حقيقة الوضع الذي تعيشه البلدان المغاربية جراء تعنت الجزائر وعرقلتها لتحقيق حلم بناء المغرب العربي الكبير»، مبرزا ان المتدخلين اجمعوا على أن «النظام الجزائري، وليس الشعب الجزائري، هو الذي يسعى دائما الى عرقلة الاندماج المغاربي، وهذا ما يتسبب في اهدار الملايير من الدولارات».

من جهته ، أكد رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، على أهمية موضوع هذه الندوة بالنظر إلى أنها تبحث في وحدة المغرب العربي ، مشيرا إلى أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي لها المصلحة في إطالة امد النزاع حول الصحراء، وتعرقل عملية التنمية المغاربية.

ذكر ينجا بالسبل الكفيلة بإحياء المغرب العربي الكبير، وتجاوز العقبات التي تعترض هذا التجمع، من خلال ديناميكية اقتصادية مغاربية قوية تقوم على شراكة رابح- رابح ، مشيرا إلى أن دول المنطقة لديها إمكانات هائلة وتتمتع بموقع جيواستراتيجي مهم جدا.

وأشار رئيس مجلس الجهة إلى أن الأقاليم الجنوبية تشكل محورا ملائما لتأسيس هذا التكامل الاقتصادي المغاربي، من خلال تنفيذ هيكلة المشاريع العملاقة التي تندرج في اطار النموذج التنموي الجديد للاقاليم الجنوبية للمملكة، مبرزا أن ميناء الداخلة – الأطلسي ، والطريق السريع تزنيت – الداخلة سيتيحان ارتباطا تجاريا قويا بين المغرب وموريتانيا وباقي دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ومن جانبها، شددت البرلمانية الموريتانية، زينب منت التقي، على أن وحدة المغرب الكبير ضرورية اليوم بالنظر إلى المتغيرات العالمية الجديدة وتأثير الوباء على اقتصاد الدول، معتبرة أنه من الضروري خلق تآزر بين اقتصاديات دول المغرب العربي لبناء قوى اقتصادية متوازنة ومتكاملة.

وأشارت إلى أن إعادة إطلاق الاتحاد المغاربي في مواجهة هذا السياق الصحي والاقتصادي الصعب يكتسي أهمية هامة، مؤكدة أن الوحدة تعتمد، بالإضافة إلى الإرادة السياسية الراسخة، على إشراك النخب والمثقفين والبرلمانيين في دول المغرب العربي.

كما تطرقت التقي إلى العقبات التي تعترض حلم الاتحاد المغاربي، بما في ذلك الخلاف حول الصحراء المغربية على وجه الخصوص، مؤكدة، بهذه المناسبة، على أهمية مخطط الحكم الذاتي، باعتباره حلا واقعيا لإنهاء هذا الصراع المصطنع.

وبدوره، ذكر الكاتب والإعلامي التونسي المقيم ببريطانيا، عادل الحامدي، أن المغرب الكبير حلم ظل يراود الأجيال في المنطقة المغاربية، مبرزا أن هذه البلدان المغاربية تجمعها روابط متعددة سواء منها التاريخ، والثقافة، والدين والجغرافيا، وحتى المستقبل.

وسجل، a في كلمة بالمناسبة، أن امتحان الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية كان التحدي الابرز للمنطقة المغربية، مشيرا إلى أن المغرب نجح في اجتراح نموذجه الديمقراطي، الذي انطلق مبكرا في ما عرف بتجربة التناوب وتعزز في دستور 2011، إلى جانب دولة موريتانيا التي استوعبت الى حد ما مطالب القوى المدنية، وسمحت لها بهامش من العمل السياسي، لازالت تسعى لتوسيعه، فإن بقية العواصم المغاربية لازالت تصارع طواحين الردة السياسية مكرسة واقعا ممزقا على المستوى السياسي ومترهلا في باقي الجوانب.

واعتبر الحامدي أن سياسة «اليد الممدودة»، التي عبر عنها جلالة الملك محمد السادس، هي تعبير واقعي عن استراتيجية المغرب في أن يكون رائدا في إقليمه، مشددا على أن المملكة تقود عملية تحول كبرى في المنطقة بنموذج ديمقراطي وتنموي مهم للغاية.

ونوه المتحدث ذاته بالمنجزات الاقتصادية والاجتماعية من بنيات تحتية وتطور عمراني حققه المغرب في السنوات الماضية، مؤكدا على ضرورة وضع هذه المنجزات في محلها على اعتبار أن المملكة، على حد قوله، جزء من منطقة عربية إسلامية وإفريقية.



وتميزت هذه الندوة المغاربية، التي تتساوق مع التحولات الدولية والإقليمية المتسارعة”، والتي أشرف على تسييرها الإعلامي عبد الرحمن العدوي، بمشاركة وزير الاتصال الأسبق الموريتاني محمد ولد أمين، والباحث في الشؤون الإفريقية الموساوي العجلاوي، إلى جانب عدد من الصحفيين والإعلاميين على المستويين الوطني والجهوي.

وكانت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف قد عقدت، أمس الجمعة، اجتماعا استثنائيا للفرع الجهوي بجهة الداخلة وادي الذهب، تم خلاله تجديد الثقة في السيد محمد سالم ماء العينين رئيسا للمكتب المسير لهذا الفرع، وعقد مجلسها الفيدرالي، الذي التأم لأول مرة خارج مدينة الدار البيضاء.

مقالات ذات صلة