الصحافة الجهوية الناشئة.. و الدعم العمومي


ابريك عبودي
الأربعاء 25 يوليو/جويلية 2012



ان مشروعية ومصداقية الدعم العمومي للصحافة المكتوبة لا يمكن باي وجه من الاحوال ان تكتسي الطابع القانوني و الحقوقي الا اذا شملت الاصوات المغمورة في المداشر و القرى و المدن الصغيرة والمتوسطة لحملة الاقلام التي تناضل من اجل البقاء في واقع مخزي للمقروئية و غلاء تكلفة النشر و التوزيع ،هذا علاوة على المصاريف الطارئة الاخرى، خصوصا اذا علمنا ان الصحافة الوطنية الصادرة جهويا هي مرآة عاكسة لنبض المجتمع واختلاجاته وهي انعكاس شرطي للحراك الوجداني و السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي للفئات و الطبقات .

وكان يستلزم التفكير اعادة النظر في شروط الدعم المجحفة للصحافة الجهوية التي ينبغي ان تكون مشفوعة بكثير من المرونة تساعد المقاولات الصحفية الصغيرة و الناهضة على تطوير اساليب اشتغالها و تطوير البنية الصحفية للصحافة الجهوية ، الصحافة الناشئة المغمورة التي تقاوم من اجل البقاء ولإنعاشها وضمان استمراريتها وفق شروط تعاقدية تكفل وترعى نسبة الدعم المخصص لها في حدود 20% كحد اقصى من اعتمادات الدعم العمومي المخصص لفائدة الصحف الوطنية بدون تمييز ولا تفاضلية تكرس واقع احتكار مجال الصحافة المكتوبة ، وليس السعي لاجتثاث مطامحها واستئصال نبتة اعلامية جذورها ممتدة في عمق المجتمع ومنغرسة في تربة انتظارات وتعبيرات الشعب المغربي حتى لا يكون لهذا الدعم وجهة اخرى غير النهوض بالمشهد الصحافي في شقه المكتوب وطنيا و جهويا بدون استثناء ،على اعتبار ان مقاييس و شروط الاستفادة من الدعم العمومي للصحافة المكتوبة تنطبق على كل مرشح لهذا الدعم حسب الاتفاقية الاطار وعقد البرنامج لتحديث المقاولة الصحفية ، كل ذلك من اجل الارتقاء بالوضع الاعتباري للصحفيين العاملين في حقل الصحافة الجهوية و تجويد الرسالة الاعلامية للإعلام الجهوي شكلا ومضمونا ولأعلاء القيمة التعبيرية في مجتمع الاعلام و المعرفة .



مقالات ذات صلة