المتطفلون على العمل الجمعوي...او عندما يصبح الفضاء الجمعوي حقلا للاسترزاق؟


ابريك عبودي
الثلاثاء 26 أبريل 2016







ما أكثرهم ممن تسلطوا على العمل الجمعوي وافقدوه قيمته ومكانته من خلال جمعيات صورية وشكلية والتي لا وجود لها الا في الاوراق، بالقياس الى الانشطة الوهمية والفاتورات الشكلية التي تقدم كارقام لتعزيز ملف المنحة، حيث اصبح الفضاء الجمعوي حقلا للإسترزاق من خلال الرقم الخيالي والعدد المبالغ فيه للجمعيات وما ابخسهم واحقرهم في نفس الوقت بمراوغاتهم الخسيسة ومبايعتهم الدنيئة للعقليات الفاسدة وشغفهم المتزايد للمصالح الشخصية والاطماح الفردية ظانا منهم ان المجتمع الذي وعدوه بالوقوف الى جانبه هو في دار غفلون لا يعرف شيئا عن العمل الجمعوي، مما يدفع بهم الى التمادي في ادعاءاتهم الوهمية التي لا ترتبط بالموضوع باي صلة، هي في الحقيقة عبارة عن جمعيات خيالية وصورية خلقها اشخاص من اجل الاستفادة من الدعم المخصص للمجتمع المدني وكم من اشخاص لا علاقة لهم بالعمل الجمعوي لا من بعيد ولا من قريب استغلوا قرابتهم او صداقتهم بالرئيس او باعضاء الجماعية من اجل الفوز بدعم مالي لنشاط اجتماعي او ثقافي او رياضي لا وجود له على ارض الواقع، كل هذا من اجل غنيمة اعضاء مكتب الجمعية فيما بينهم بدون حياء او حشمة ويزعمون انهم فاعلون جمعويون يشاركون المجتمع افراحه واحزانه، ما هذا الغباء وما هذا التطفل على مجتمع ضعيف ومغلوب عن امره، يكفيه ما يتعرض له من نكبات ومظالم من الساهرين على الشأن المحلي الذي يفترض بهم ان يكونوا أوفياء وصادقين لمسؤولياتهم .
العمل الجمعوي هو نضال وتضحية ووفاء وتواصل مع المجتمع لمعرفة مشاكله وهمومه والتوسط له مع مختلف المؤسسات لايجاد حلول لكل مشاكله، اما اذا كان العكس فلا جدوى منه وسيبقى نقطة عار على جبين مدعيه ومسانديه ومن يحميهم، وانه لا حول ولا قوة الا بالله في اناس يتظاهرون بالعمل الجمعوي شكلا ومضمونا، بينما هم ليسوا سوى فئة متفاهمة على الاسترزاق.


مقالات ذات صلة