المدينة الحمراء تعزز مكانتها ضمن حواضر العالم كأرض للتلاقي والتلاقح الثقافي


حقائق بريس
الاثنين 30 دجنبر 2013



استطاعت مراكش، أو كما يطلق عليها مدينة سبعة رجال، بإرثها الثقافي والعمراني والحضاري العريق الضارب في أعماق التاريخ، أن تعزز مكانتها وتفرض حضورها ضمن الحواضر الكبرى كأرض للتلاقي والتلاقح الثقافي
ويبرز هذا المعطى من خلال تزايد إشعاع المدينة الحمراء كوجهة سياحية عالمية أضحت تستقطب المزيد من السياح من مختلف الآفاق والمشارب استهواهم سحر فضاءاتها وتراثها العمراني وما تزخر به من مآثر ومواقع تاريخية ومنتجعات سياحية.وقد أضحت مراكش، التي تعد الوجهة السياحية الأولى بالمغرب، قبلة لتنظيم العديد من التظاهرات العالمية ذات الطابع الفكري والثقافي والفني والاقتصادي والرياضي بفضل البنيات التحتية الهامة والمتطورة التي تتوفر عليها.ولعل أبرز حدث شهدته المدينة وعزز مكانتها كأرض للتوافقات احتضانها للمؤتمر الدبلوماسي المعني بالأشخاص معاقي البصر والذي توج بتبني بالإجماع لمعاهدة مراكش الهادفة إلى تحسين ولوج المكفوفين وضعاف البصر إلى الأعمال المحمية بحقوق المؤلف، التي تعتبر الأولى من نوعها التي تضع حدودا واستثناءات بخصوص حقوق المؤلف، حيث صادقت عليها كافة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية والبالغ عددها 186 بلدا. وينضاف إلى هذا الحدث تظاهرة رياضية عالمية تعد الثانية بعد كأس العالم لكرة القدم ويتعلق الأمر بمنافسات كأس العالم لكرة القدم للأندية التي احتضنتها مراكش إلى جانب مدينة أكادير في الفترة الممتدة ما بين 11 و21 دجنبر الجاري.

وعرفت المدينة، أيضا، عقد الاجتماعات السنوية ال48 للبنك الإفريقي، والتي شارك فيها أكثر من ألفين وخمسمائة مندوب يمثلون سبعا وعشرين دولة، انكبوا على التباحث بشأن التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية وفي مقدمتها توفير الإمكانيات لتوسيع الولوج إلى الفرص الاقتصادية للساكنة خاصة الأكثر هشاشة، إلى جانب المنتدى العربي الثاني لاسترداد الأموال المنهوبة الذي عرف مشاركة 40 دولة وعدد من المؤسسات المالية، بهدف تحديد "التحديات المتبقية في مجال استرداد الأموال".كما احتضنت المدينة الحمراء المؤتمر السابع للتربية البيئية تحت شعار "التربية البيئية والرهانات من أجل انسجام أفضل بين المدن والقرى" شارك فيه أزيد من 1800 مشاركة ومشارك ينتمون لهيئات حكومية وكليات ومعاهد وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بمشاكل البيئة من مختلف الأجناس والأعمار والمستويات والأديان يمثلون القارات الخمس. المدينة الحمراء هي أيضا أرض التلاقي والتلاقح الثقافي والتمازج باحتضانها لعدد من التظاهرات في هذا المجال وعلى رأسها المهرجان الدولي للفيلم الذي أطفأ شمعته الثالثة عشرة وأضحى موعدا سنويا للالتقاء والتبادل بين رواد وعمالقة الفن السابع من مختلف بقاع العالم. وقد ساهمت هذه التظاهرة السينمائية مع توالي الدورات في الرفع من إشعاع المملكة بوجه عام والمدينة الحمراء بوجه خاص وإبراز الغنى والتنوع الثقافي ببلادنا وكذا التعريف بالوجهة السياحية للمملكة وذلك بفضل التغطية الإعلامية الواسعة التي تحظى بها هذه التظاهرة وخاصة من قبل وسائل إعلام دولية.وفي ذات السياق، وفي إطار تشجيع الحوار الخلاق بين الثقافات، حظيت المدينة أيضا بشرف احتضان المهرجان الثقافي "كام تو ماي هوم" (تعال إلى بيتي) في دورته الثالثة، والذي يمزج بين الفنون والثقافات والجنسيات وتعزيز الروابط والتعارف ونشر الثقافة والقيم القائمة على الحوار واحترام الآخر عبر تفاعل وتقاطع الثقافات.واستحضارا للقيم التي يمثلها المفكر العربي ابن رشد والذي يعد شخصية بارزة في تاريخ الفكر العربي الإسلامي، أقيم بالمدينة الحمراء حفل تسليم جائزة ابن رشد الدولية في نسختها الأولى والتي تعد تكريسا وتكريما لشخصيات من ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط على أعمالها المستمدة من روح فكر ابن رشد.وقد منحت هذه الجائزة في دورتها الأولى لصاحب السمو الأمير الحسن بن طلال (الأردن) عن الضفة الجنوبية لحوض المتوسط ولمؤسس مجلة لونوفال أوبسرفاتور جون دانييل عن الضفة الشمالية للمتوسط. كما أن المدينة الحمراء، التي عززت مكانتها كوجهة للسياحة الراقية من خلال ما تتوفر عليه من وحدات فندقية ضخمة واحتضانها لتظاهرات تعنى بهذا النوع من السياحة? تتحول مع نهاية كل سنة وحلول عام جديد إلى قبلة للنجوم والمشاهير في عوالم الفن والسينما والثقافة والأدب والرياضة وعالم المال والأعمال من مختلف بقاع العالم من أجل قضاء عطلة نهاية السنة.

مقالات ذات صلة