الوجه العاري


م.عصام
الجمعة 1 أبريل 2011


‮> ‬نكشف عن الفساد ونفضح المفسدين

‮> ‬نورط المساهمين والمشاركين ونشوه المتواطئين

‮> ‬نحذر الأبرياء ونصيح في‮ ‬آذان الغافلين‮: " ‬سباتكم وباء فاحذروه‮".‬

‮> ‬والدافع الأصغر‮: ‬لا للظلم؟

‮> ‬والدافع الأكبر‮: ‬مصلحة الوطن؟‮!‬

‮> ‬والسلاح قلم وجرأة‮.. ‬والله أكبر‮..‬


إن صراع المتناقضات مستمر ما استمرت الحياة‮..‬الحياة تدفع الموت،‮ ‬والخير‮ ‬يقاتل الشر،‮ ‬والحق‮ ‬يصارع الباطل،‮ ‬والعدل‮ ‬يواجه الظلم،‮ ‬والحرية تعادي‮ ‬الحبس والسجن،‮ ‬والفقر‮ ‬يغيض الغنى،‮ ‬والضعف‮ ‬ينظر بحسرة وحنين إلى القوة،‮ ‬والكرامة تترفع عن المهانة،‮ ‬وهكذا‮ ..‬

إنه صراع قدر،‮ ‬والقادر بعرشه‮ ‬ينظر إلى عباده،‮ ‬وهو‮ ‬يعلم كل شيء،‮ ‬وهم‮ ‬يعلمون أنه‮ ‬يعلم كل شيء،‮ ‬ومنهم المستحيي،‮ ‬ومنهم‮ ‬غير ذلك،‮ ‬يرسل عبر الحقب رسلا ونبيئين لتذكير الخلقة،‮ ‬ورسم المنهاج لها لكي‮ ‬لا تظل وتشقى،‮ ‬ولكي‮ ‬لا تقوم لها على الله حجة،‮ ‬وهو القائل سبحانه على لسان رسوله‮ "‬ص‮" ( ‬حرمت الظلم على نفسي‮ ‬وجعلته بين عبادي‮ ‬محرما،‮ ‬فلا تظالموا‮..)‬

وكل من الخلق بعد ذلك اتخذ له في‮ ‬حياته سبيلا‮..‬

وعن نفسي‮- ‬حيث لا تزر وازرة وزر أخرى‮ - .. ‬فقد تعرضت في‮ ‬حياتي‮ ‬للظلم،‮ ‬وعرفت جيدا معناه‮.. ‬وللباطل والشهادة بالزور وعرفت بالغ‮ ‬وقع ذلك في‮ ‬النفس،‮ ‬ووقفت أمام قضاء‮ ‬غير عادل،‮ ‬لا‮ ‬يقيم للعدل في‮ ‬الإنسان وزنه،‮ ‬ويبعثر الأوراق أمامه ولدقائق معدودة،‮ ‬ويخط متابعته وأحكامه،‮ ‬أحيانا تمليها اللحظة و‮ " ‬الكانة‮"‬،‮ ‬وربما قراره هيئت له أمور أخرى من قبل‮.. ‬إنها بالنسبة إليه مجرد مساطر‮.. ‬وما علم المسكين إنه بنظره في‮ ‬قضية واحدة دون إعطائها ما تستحق من الدرس والعناية وفي‮ ‬حال لا هو‮ " ‬بالجوعان‮" ‬ولا هو‮" ‬بالعطشان‮" ‬ولا هو‮ " ‬بالغضبان‮" ‬ولا هو‮ " ‬بالزربان‮"‬،‮ ‬إنما‮ ‬يفتح له بابا من أبواب جهنم‮ ( ‬ولا تحسبن الله‮ ‬غافلا عما‮ ‬يعمل الظالمون‮..) ‬الآية،‮ ‬هذا ناهيك عن تمحيصه في‮ ‬شرعية المرجعية التي‮ ‬يقضي‮ ‬بها‮ ( ‬إن الحكم إلا لله‮..) ‬الآية‮ ‬

‮( ‬وإن تنازعتم في‮ ‬شيء فردوه إلى الله والرسول‮..) ‬الآية‮.‬

وقد عشت الفقر‮- ‬ومن على دربي‮- ‬وعرفت قبحه،‮ ‬ولم أحقد إلا على الأغنياء الذين أخذوا سارقين،‮ ‬مغتصبين،‮ ‬متحايلين،‮ ‬محتالين،‮ ‬مستغلين نفوذهم‮...- ‬حقي‮ ‬وأمثالي‮ ‬وأضافوه لذممهم،‮ ‬وتركوني‮ ‬وأمثالي‮ ‬من عامة الشعب حفاة،‮ ‬عراة،‮ ‬جوعى،‮ ‬عطشى،‮ ‬مرضى،‮ ‬عاطلين،‮ ‬متسولين‮..‬

وترى كيف سرقونا،‮ ‬وأضعفوا عدلنا،‮ ‬وهتكوا عرضنا،‮ ‬وسخرونا لذريتهم‮. ‬فمنا خادمات بيوتهم،‮ ‬وحراس قصورهم وعماراتهم،‮ ‬وماسحي‮ ‬أحذيتهم،‮ ‬وعمال مصانعهم وضيعاتهم،‮ ‬ومنا الشرطة الساهرة على راحتهم وأمنهم(وتعتقل لهم ولحسابهم‮)‬،‮ ‬ومنا القضاء الذي‮ ‬يسجن كل من عارضهم،‮ ‬وثار في‮ ‬وجههم،‮ ‬ومس بمصالحهم،‮ ‬وهدد كيانهم‮...‬

منا كل ذلك،‮ ‬وما‮ ‬يزيد،‮ ‬ونحن الأغلبية،‮ ‬وهم الأقلية،‮ ‬إلا أن المال لهم،‮ ‬والنفوذ لهم،‮ ‬والسلطة لهم،‮ ‬والعتاد لهم،‮ ‬وحتى العلم أصبح لهم‮ ( ‬فقد مكنوا له في‮ ‬ذريتهم بأموالهم ولن‮ ‬يضيع بتخلي‮ ‬الفقراء عنه وانشغالهم بالخبز أولا‮)‬،‮ ‬والعدل لهم،‮ ‬لأن الحكم لهم،‮ ‬ونحن لنا الله،‮ ‬وما كسبت أيدينا من أيدي‮ ‬أعدائنا‮..‬

وكيف نظل صابرين،‮ ‬ونسكت على ما فعلوه بنا‮..‬

أنا‮- ‬ومن على دربي‮- ‬اخترت سبيل الكشف عن الفساد،‮ ‬وفضح المفسدين،‮ ‬وتوريط المساهمين والمشاركين،‮ ‬وتشويه المتواطئين،‮ ‬وتحذير البريئين،‮ ‬والصياح في‮ ‬آذان الغافلين ليستيقظوا فسباتهم وباء فليحذروه‮!.‬

وسيرا على هذا الدرب،‮ ‬ألا فليعلم الغافلون،أني‮- ‬ومن على دربي‮- ‬لم ولن أكتب ضد الفساد إلا لزواله،‮ ‬وعدم تكراره،‮ ‬وتحطيم المسندين،‮ ‬ليعتبر بهم‮ ‬غيرهم‮. ‬وليس همي‮- ‬ومن على دربي‮- " ‬تنوير الرأي‮ ‬العام‮" ‬كما‮ ‬يقولون‮.. ‬وقد نور؟‮! ‬فماذا بإمكانه أن‮ ‬يعمل،‮ ‬وفوق رأسه ذبابة وفي‮ ‬فمه مسدس‮..‬؟‮!‬

إن كل مفسدة سال حبرا من جرأة قلمي‮ ‬وأسود البياض حولها،‮ ‬لن أنساها حتى تقوم الساعة حولها،‮ ‬فإما هي،‮ ‬وإما أنا‮..‬والله أكبر‮..‬


مقالات ذات صلة