تفاصيل صفقة سياسية بين شباط وحركيين للإطاحة بالعنصر وعسالي وأوزين


حقائق بريس
الثلاثاء 28 يوليو/جويلية 2015









إثر التداعيات التي خلفها الصراع بين حزبي الإستقلال والحركة الشعبية على خلفية حرب البلاغات والتصريحات بين الحزبين، الشيء الذي أدى إلى تصعيد كان آخر فصوله هو إقدام حميد شباط شخصيا على إقتحام مقر حزب الحركة الشعبية بفاس نهاية الأسبوع الماضي، في مشهد محكم الإخراج الإعلامي الشيء الذي شكل ضربة رمزية موجعة للأمين العام محند العنصر.

وقد برز توجه داخل حزب الحركة الشعبية للجوء إلى حزب الإستقلال، وذلك تنفيذا للإتفاق السري الذي أُبرم في الربيع الماضي من السنة الجاري، يهدف إلى الإطاحة بالثلاثي المتحكم في حزب الزايغ، (امحند العنصر وحليمة العسالي ومحمد أوزين)، الشيء الذي يفسر إقتحام حميد شباط لمعاقلهم الإنتخابية ومهاجمتهم إنطلاقا من أخطائهم في تدبير الشأن العام.

وتربط الأمين العام لحزب الإستقلال، حميد شباط، علاقة وطيدة بعدد من كبار الحركة الشعبية، وعلى رأسهم المحجوبي أحرضان الذي كان أول من هنئه على قيادة الحزب.

وقد تمت محاولات لطلب دعم عبد الإله بنكيران وحزب العدالة والتنمية كان رواده مقربين من المحجوبي أحرضان،انطلاقا من الروابط التاريخية بين لحزبين بغية تقوية طرف ثالث داخل حزب السنبلة يمكن الرهان عليه في تغيير قواعد اللعبة داخل حزب الزايغ، غير أن عبد الإله بنكيران فضل مصلحته الشخصية كرئيس حكومة همه الوحيد هو ضمان أصوات الأغلبية داخل البرلمان و الحفاظ على حكومته ولو بطريقة ميكيافيلية على حساب مبادئه و قناعاته السياسية والفكرية.

ويعلم عبد الإله بنكيران حجم الأخطاء والفضائح التي إرتكبها وزراء الحركة الشعبية، كما يعلم جيدا أن القيادة الحركية لاتساند مواقفه ولا قراراته، وهو ما بدا واضحا في مواقفها حول مهرجان موازين وفيلم الزين اللي فيك، الذي أشاد به امحند العنصر وقبله صندوق دعم الأرامل ومسألة ثبوت الزوجية، ومع ذلك رفض بناء تحالف مع التيار الأحرضاني داخل الحركة الشعبية، الشيء الذي من شأنه أن يجدد بناء الحزب وخلق نخبة جديدة قد تقود تحالف قوي في المستقبل.

و في سياق آخر، وفيما يتعلق بتصريحات سعيد أمسكان عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية يومه الأحد في اللقاء الوطني لشبيبة العدالة والتنمية بمراكش الذي لم يحضره هشام فكري المنسق الوطني للشبيبة الحركية رغم توجيه الدعوة إليه والتي كان مفادها أن حزب الحركة الشعبية يساند حزب العدالة والتنمية في السراء والضراء، كان مجرد رسالة أوصلها ساعي البريد الأمين داخل الحركة الشعبية إلى جهات عليا تفيد أن الحركةالشعبية ستتحالف مع العدالة التنمية اذا لم يكفوا عن مهاجمة حزبه، بحيث أن الجميع يعلم أن سعيد امسكان لا سلطة له داخل الحزب، وأنه مجرد ساعي البريد ولو أن الرسالة كانت صادقة لحضر امحند العنصر أو محمد أوزين أو هشام فكري للقاء.

وقد إجتمع امحند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية بوزراء الحزب صباح يوم الإثنين 27 يوليوز، بعدما وجهت لهم الدعوة بشكل مستعجل لتباحث آخر التطورات في الصراع مع حزب الاستقلال، وكذا إستمرار الضغط الإعلامي على قيادة الحزب نزيف الإستقالات المستمر. وتقرر انتشار الوزراء على مختلف الأقاليم لدعم مرشحي الحزب وحل مشاكلهم وتقديم الوعود اللازمة مع استعمال الصفة الحكومية في ذلك.

مقالات ذات صلة