حوار مع رئيس المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب " عماد كابو"


حقائق بريس
السبت 5 أكتوبر 2013


حول مبادرة توحيد نضالات حركة المعطلين بالمغرب عبر تنظيم مسيرة وطنية موحدة بالرباط يوم 06 أكتوبر 2013


كيف جاء تأسيس هذه الحركة التي تضم عدد من تنظيمات حاملي الشواهد ؟

شكرا لكم على الاستضافة

طبعا فكرة توحيد نضالات ضحايا البطالة حاملي الشهادات ليست وليدة اليوم ولسنا وحدنا في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب من كان دائما يطمح إلى تحقيقها بقدر ما هي فكرة تشكل قناعة راسخة لدى قاعدة واسعة من المناضلين سواءً المعطلين أو المتعاطفين معهم باعتبارها مدخل أساسي لأي خطوة جادة نحو القضاء على البطالة ومسبباتها، لذلك ففكرة تأسيس هذه الحركة كانت قائمة منذ وقت ليس بالقصير، ولكنني أقول بأن شروط بروزها وتأسيسها مرتبطة بالهجوم الغير المسبوق على الحق في الشغل والتراجع عن الحق في التوظيف المباشر، وإذا سألتني عن الخطوات العملية التي أدت إلى تأسيس هذه الحركة فإنني سأقول باختصار أن الجمعية الوطنية طرحت هذه الفكرة في أول مجلس وطني لها بعد المؤتمر الوطني الحادي عشر وتفاعلت معها أغلب الفروع بشكل إيجابي، كما أن مجموعات الأطر العليا المعطلة وباقي المجموعات كانت تراودها هذه الفكرة وتتجه نحوها، وهو ما أدى إلى بروز اللجنة التحضيرية لتنظيم المسيرة الموحدة بالرباط يوم 06 أكتوبر 2013، والتي تأسست بعد عدد من اللقاءات المسؤولة بين مختلف تنظيمات المعطلين.

أين وصلت الإستعدادات لهذه المحطة الأولى من نوعها في تاريخ المغرب؟

إلى جانب الاجتماعات التي نظمتها اللجنة التحضيرية من أجل الاستعداد لهذه المحطة النضالية التي اخترنا أن ننظمها تحت شعار " شغل أو ارحل" فقد تم إطلاق نداءات مكتوبة ومصورة باللغتين الأمازيغية والعربية وتم نشرها على نطاق واسع في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، كما أبدع العديد من المعطلين في سبل التعبئة لهذه المحطة إن على المستوى الإعلامي أو على المستوى الميداني، وهو ما جعلها تحظى باهتمام وإشعاع قوي على الصعيد الوطني، كما أن هناك اتصالات ولقاءات مكثفة بين أعضاء اللجنة إضافة إلى التواصل المستمر مع مختلف الإطارات المناضلة لدعمها ومساهمتها في التعبئة لهذه المحطة، ومن المقرر أيضا أن يتم فرز مختلف اللجان التي ستسهر على تنظيم وتسيير وتدبير كل ما يتعلق بضمان توفر شروط نجاح المسيرة.

ما هي الدوافع التي جعلتكم تتخذون هذا القرار وفي هذا الوقت بالضبط؟

دوافع إتخاذ هذا القرار عديدة ولا حصر لها، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه المعطلون من الدولة العمل على إيجاد حلول ولو مرحلية لوضعية عشرات الآلاف من المعطلين، بادرت إلى إلغاء التوظيف المباشر وتحطيم الآمال التي علقها المعطلون على شهاداتهم لولوج عالم الشغل، وتراجعت عن الوعود الممنوحة لهم إن على المستوى الوطني أو على المستويات الجهوية، الاقليمية والمحلية، وأطلقت العنان في المقابل لآلتها القمعية لتنكل بالمعطلات والمعطلين وتمارس في حقهم أبشع أنواع القمع والترهيب، إضافة إلى نهج مقاربة الاعتقال والتهديد والمضايقات، وهي مقاربة لا يمكن أن تفرز سوى المزيد من التصعيد والاستعداد لتقديم كل أشكال التضحية، خاصة وأننا نتحدث هنا عن فئة اجتماعية – المعطلين- لا تملك ما تخسره، وتعتبر المتضرر الأول من مختلف السياسات الطبقية للنظام ( ارتفاع الأسعار، خوصصة القطاعات العمومية، الصحة....)، طبعا هذه بعض الدوافع المباشرة التي شجعتنا على الانخراط في مثل هذه المبادرة، إضافة إلى قناعاتنا ومواقفنا كجمعية وطنية من قضية البطالة باعتبارها قضية طبقية تستدعي حلا طبقيا، فكيف يمكن أن نتحدث عن معالجة قضية البطالة دون أن ينطلق ذلك من توحيد ضحاياها أولا؟.
لذلك أعتقد أن من لا يفكر بجدية في رص صفوف المعطلين وتوحيدهم لمواجهة هذه السياسات في هذا الوقت بالذات والعمل بكل عزم وثبات لتطوير أية مبادرة وحدوية تخدم مصالح المعطلين والمعطلات إما أنه لا يرى ما يجري حوله أو أنه مستفيد مما يجري.

كيف تنظرون إلى المساندة الكبيرة للمسيرة من طرف عدد من التنظيمات السياسية والنقابية والحقوقية التي أعلنت بشكل رسمي المشاركة في المسيرة ؟

بالنسبة لنا في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب كإطار مستقل وديموقراطي نعتبر بأنه من غير المبرر أن يظل المعطلون معزولين عن باقي الإطارات التي تتقاسم معهم هم الدفاع عن الحق في الشغل والكرامة ، مع ضرورة التأكيد على عدم السماح لأي كان بأن يمس استقلاليتنا في اتخاذ القرارات وتدبيرها بشكل قاعدي وفق الآليات الديموقراطية التي نعتمدها ، وهو ما يدفعنا إلى القول بأن التنظيمات التي أعلنت عن مشاركتها في المسيرة الوطنية ستشكل لا محالة قيمة مضافة لهذه المحطة التاريخية، ومنها تنظيمات تساندنا وتدعم معاركنا وتتقاطع معنا في بعض المواقف المتعلقة بقضية البطالة، لذلك لا يسعنا سوى أن نحييها على إعلانها المشاركة بشكل رسمي في المسيرة، ولا يسعنا كذلك إلا أن ندعو الجميع إلى المزيد من التعبئة والعمل على إنجاح هذه المحطة على كل المستويات مع ضرورة التأكيد على أن قضية البطالة لا تعني المعطلين وحدهم بقدر ما تعني كل فئات الشعب المغربي من عمال وفلاحين وطلبة وغيرهم، لذلك فالواجب النضالي والسياسي يفرض على الجميع أن يدعم هذه المبادرة ويدفع بها إلى الأمام حتى تحقق النجاح المطلوب.


تتوفر الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب على عدة فروع على المستوى الوطني، كيف تدبرون مسالة تنقل الفروع للرباط من اجل المشاركة في مسيرة 06 أكتوبر؟

طبعا عامل التنقل والمصاريف المرتبطة به تشكل عائقا كبيرا بالنسبة لمنخرطي جمعيتنا ولكل المعطلين، خاصة بالنسبة للفروع البعيدة عن الرباط، لكن رغم ذلك فإن قاعدة واسعة من منخرطي الجمعية عبرت عن نيتها في المشاركة وهناك استعدادات مكثفة في مختلف الفروع لتدبير تنقل المعطلين، وهي مسؤولية موكولة للأجهزة المسؤولة من مكاتب الفروع والتنسيقيات الإقليمية لتدبر هذه العملية وفق ما تراه مناسبا، وهنا لا يسعني سوى أن أجدد دعوتي لكافة الفروع وكل المعطلين للنزول بكثافة والمشاركة بقوة في تخليد هذه المحطة النضالية المهمة.

ما هي آفاق الحركة؟

أعلنت الحركة في مناسبات سابقة على أن خطوة تخليد يوم المعطل بالرباط في 06 أكتوبر 2013 تشكل خطوة أولى ستليها خطوات موحدة أخرى، وفي نظري لا خيار آخر أمام كل المعطلين لفرض تنازلات حقيقية من طرف النظام لصالحهم سوى الاستمرار في توحيد خطواتهم والاتجاه نحو تأسيس جبهة نضالية قوية تضم مختلف ضحايا البطالة وتؤسس لميزان قوى حقيقي قادر على التصدي للمقاربة القمعية التي ينهجها النظام في حق أبناء الشعب المغربي. أما غير ذلك فأعتقد أنه لن يفرز سوى المزيد من الانتكاسات والتراجعات.
وهنا لابد أن نشير إلى أن شعار " شغل أو ارحل" الذي تم اختياره لتنظيم هذه المسيرة يعكس إلى حد كبير الحاجة الماسة إلى مواصلة التنسيق بين مختلف تنظيمات المعطلين حتى نستطيع فرض إحدى الخيارين المطروحين في الشعار، لذلك أرى أن آفاق حركة المعطلين مرتبطة بمدى وعي مناضليها بأهمية مثل هذه المبادرات وانعكاساتها المستقبلية على قضية البطالة، وبمدى استيعابهم للقوة النضالية والتنظيمية الكامنة في وحدتهم.

كلمة أخيرة:

أود في الأخير أن أسجل تضامني المطلق مع رفيقنا المعتقل السياسي حليم البقالي الذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ صباح اليوم (الخميس) ضد حرمانه من متابعة الدراسة والتسجيل بالماستر والمضايقات اليومية داخل السجن المحلي بطنجة، وكذلك معتقل الجمعية بآسفي محمد أمازوز، ومطالبتنا بإطلاق السراح الفوري لمعتقل الصحافة الحرة بالمغرب علي أنوزلا وكافة المعتقلين السياسيين بالمغرب والمضربين عن الطعام بعدد من السجون، وشكرا لكم ولكل الأقلام الحرة والشريفة.
نشر هذا الحوار على صفحات موقع أنوال برس، وفي إطار متابعة حدث اليوم الوطني للمعطل نعيد نشره على صفحات موقعنا، لما له من أهمية في هذه المرحلة، ونتقد للزملاء في أنوال برس بالشكر والامتنان، ونخص بالذكر الزميل والصديق منعم الموساوي


مقالات ذات صلة