“خدمة المواطنين من خدمة الوطن” شعار الدورة السادسة للمجلس الوطني لجبهة القوى الديمقراطية


عبد الرحيم لحبيب
الثلاثاء 28 يوليو/جويلية 2015







على نبرة تفاؤل مشروع وقناعة راسخة لطرح بديل واقعي لتدبير عقلاني للشأن العام المحلي اختتمت الدورة السادسة للمجلس الوطني لجبهة القوى الديمقراطية أشغالها، بالمصادقة ياﻹجماع على مشروع البرنامج الانتخابي الوطني الذي تدخل به غمار المنافسة حول الاستحقاقات الانتخابية المقبلة تحت شعار “ف بلادنا كاين معا من”. مشروع حدد معالمه، و طرح أبعاد عمقه، و تميزه، و نجاعة منطلقاته اﻷمين العام للجبهة لمصطفى بنعلي، فـــي معرض قراءته للتقرير السياسي، الذي أعدته اﻷمانة العامة للحزب بالمناسبة، والتي تزامنت على بعد يوم واحد، مـــع الذكرى 18 لتأسيس الجبهة، و استحضارا لرصيدها التاريخي والنضالي، ووفاء لروح القيادي المؤسس لها المرحوم التهامي الخياري.
وأضاف اﻷمين العام أن هذه الدورة، المنعقدة يوم اﻷحد 26يوليوز2015 بالرباط، بحضور قيادات الحزب و أعضاء اﻷمانة العامة و أعضاء المجلس الوطني و أطر الجبهة، وممثلي مختلف هياكل و تتظيمات الحــــزب ومناضليه، تشكل محطة حاسمة لمستقبل الجبهة وعبرها مستقبل المغرب والمجتمع برمته، بالنظر للسياق العـــــام الذي تندرج فيــــــه، و المراهنة على إفراز جماعة ذات إشعاع اقتصادي اجتماعي وثقافي قادر على خلق التنمية.
و أو ضح بنعلي أن بلوغ النموذج اﻷمثل لجماعة محلية، تجسد عمق اللا مركزية و تكرس إدارة القرب، بناء على قواعد الديمقراطية المحلية، الرامية إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، تستوجب توفر استقلالية مالية للجماعة، تغطي في أدنى المستويات نفقات تسييرها، و منتخب مؤهل، قادر على ممارسة اختصاصاته، و وضع برامج تنمويـــة، يسهر على تنفيذها، وفق مبادئ وشروط الحكامة الجيدة، وطاقم إداري قانوني وتقني، يتمتع بالقدرة على إعداد و تنفيذ المشاريع اﻹنمائية، و ناخب يحظى بالاهتمام المستمر، والتشبع بأسس الديمقراطية التشاركية وضمان تفاعله مع طرقالتسيير والتدبير، وتفعيل دوره فيها.
و اختزالا لجدوى مشروع البرنامج الانتخابي الوطني، أجزم اﻷمين العام بعدم قدرة باقي الفاعلين السياسيين، لطرح بديل أكثر نجاعة وواقعية، من المشروع الطموح، الذي تتقدم به جبهة القوى الديمقراطية، للمساهمــــة فـــي معالجــــة العيوب والنواقص، التي تعتري تدبير الشأن العام المحلي، بما هو برنامج دقيق و واقعي، بعيد عن الشعارات والوعــود.
وفي هذا السياق أعلن اﻷمين العام عن خلق اللجنة الوطنية للحكامة الجيدة، كابتكار متميز للجبهــــة، لتحقيق اﻹشعـــاع المنشود للجماعة المحلية.
و أجمل اﻷمين العام الوضع السياسي الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، فيما ينذر بالكارثي، جراء الاختيارات الفاشلة للحكومة، منبها لمخاطر تفاقم الدين الخارجي، إلى الحد الذي بات يرهن مستقبل اﻷجيال القادمة من أبناء هذا الوطن، ،سياسة حكومية هيأت كل ظروف التوتر الاجتماعي، الذي ينذر بتهور قد يزج بكل ما راكمه المغرب من انجازات على جميع اﻷصعدة في متاهات المجهول، مستنكرا تمادي الحكومة في اتخاذ قراراتها الانفرادية، في القضايا المصيرية للبلاد، ضاربة عرض الحائط مبادئ الحوار و التشاركية مع الفرقاء السياسيين، والنقابيين، آخرها تغييب دور القوى الحية، فــــي معالجة موضوع التقاعد، الذي يحتاج حوارا اجتماعيا، ونظرة شمولية، فضلا عن فشلها الذريع، على مستوى توفير فرص الشغل، وحل مشاكل المعطلين.
كلها اختيارات لا شعبية، تجهز على قوى وطاقات الطبقة المتوسطة، قطب الرحى في استقرار وتوازن المجتمعات.
و بالرجوع إلى الشعار، الذي انتظمت حوله فعاليات الدورة السادسة للمجلس الوطني للجبهة”خدمة المواطنين من خدمة الوطن” أكد اﻷخ بنعلي عن قناعة الجبهة، في جعل 2015 نقطة التحول، لتكون الجماعة مصدرا للتنميـــــــة، وقطعا مع سوء التسيير والتدبير الجماعي، و منطلقا ﻹعادة زرع الثقة لدى المغاربة، في المؤسسات، مشيرا إلى أن اختيار شعار برنامج الجبهة الوطني “ف بلادنا كاين معا من”هو تكثيف واختيار عملي تستشرف من خلالـــه اﻵفاق الواعدة للحزب، وتترجم صدقية أن الجبهة حزب تنظيم لا حزب عدد؛ و أنها أكبر من أن تكون ممثلة بما هي عليــــه، وبالنظر إلى أنها حاضرة وموجودة في المجتمع بدليل الحضور الممتد عبر ربوع المملكة ﻷعضاء المجلس الوطنــــي.
و من جهته ذكر عمر الحسني رئيس الدورة في انطلاقة أشغالها بالسياق العام، الذي تنعقد في ظله، مؤكدا أنها تجسد وقفة ترحم و استحضارا لروح الفقيد التهامي ألخياري، القيادي ومؤسس الجبهة، مذكرا بتأكيد المرحوم، في آخر أيامه، على أنه راحل، و هو مطمئن على أن مستقبل الجبهة بين أيادي أمينة، انطلاقا من تأسيسها على مشروع سياسي ديمقراطي حداثي، نضج على نار هادئة، و بناء على أنها تصور لتنظيم سياسي، قوامه الانفتاح الفكـــــري، و رفض للدوغمائية، مضيفا أن مشروع الجبهة، الذي تعيشه اليوم، في ظل قيادة الملك محمد السادس، هو تنظيم منفتح على كل المواطنين، و على كل الفعاليات، المتشبعة بروح الوطنية والمواطنة، التواقة للإسهام في بناء المغرب الجديد، مؤكدا على أن الجبهة قادمة وبقوة، بالنظر إلى تنامي قابلية المواطنين للانخراط في صفوفها، بما هو حزب مؤسسات لا حزب أشخاص، سر استمراريتها.
وخلص اﻷخ الحسني إلى أن انعقاد الدورة يأتي في خضم معارك سياسية كبرى وحاسمة، بما يجعل منها محطة، للرفـــع من السرعة القصوى للتعبئة والتجنيد لدخول منافسات الاستحقاقات المقبلة، أملا في تزويد الوطن بأطر و كفاءات قادرة، على حسن تدبير الشأن العام المحلي، و تبويئ الجبهة المكانة التي تستحقها في المشهد السياسي الوطني.
عقب ذلك تناغمت كل المداخلات لتثمن مضامين التقرير السياسي، و تشيد بمواكبة عمل اﻷمانة العامة لكل المستجــــدات القانونية اعتمدت كإضافات تغنيه، معتبرة التصويت باﻹجماع على التقرير السياسي، وعلى مشروع البرنامج الانتخـابي الوطني، و محضرات اللجان المختصة، ولجنة الترشيحات و ميثاق الشرف، إيذانا بالمرور إلى السرعة القصوى مـــن أجل التعبئة الشاملة للاستحقاقات المقبلة؛ و ﻹنجاح المعركة النضالية للجبهة.




مقالات ذات صلة