رغبة ثلاثة أجهزة إستخباراتية لتجنيد السيد ياسين لفرم رئيس إتحاد الهيآت والجاليات الإسلامية بإيطاليا الجديد المعروف ب أوكوي ” U.C.O.II ” الوجه الإعلامي الإسلامي البارز بالديار الإيطالية !! الخفايا والأسرار ؟؟


فرحان إدريس..
الخميس 4 يونيو/جوان 2020






لاشك أن الوجه الإسلامي الذي برز بشكل قوي خلال فترة الحجر الصحي بالديار الإيطالية منذ تفشي كورونا فيروس بمختلف الجهات والمدن الإيطالية هو السيد ياسين لفرم الرئيس الحالي لإتحاد الهيآت والجاليات الإسلامية بإيطاليا ..
وكانت كبرى الجرائد والمواقع الإلكترونية الإيطالية المحلية منها والجهوية والوطنية تطرقت في مقالات عدة لإنتخاب هذا الشاب الإيطالي من أصول مغربية رئيسا جديدا لما يعرف بإتحاد الهيآت والجاليات الإسلامية بإيطاليا الذراع الدعوي لجماعة الإخوان المسلمين في جمعية عمومية يوم 8 يوليوز 2018 ..
للتذكير , أن السيد ياسين لفرام من مواليد مدينة الدار البيضاء سنة 1985 هاجر للديار الإيطالية عن طريق الإلتحاق العائلي سنة 1998 , وعمره لا يتعدى ثلاثة عشر سنة ، وتابع دراسته بمدينة تورينو ، ومنذ سنة 2005 وهو يقيم بمدينة بولونيا عاصمة جهة إيميليا رومانيا بحيث درس في جامعتها وحصل بها على الإجازة في شعبة الآداب والفلسفة ، وهو متزوج من فتاة عربية من أصول أردنية ولديه ثلاثة أطفال ، ومنذ سنة 2014 يترأس إحدى الجمعيات الإسلامية الكبرى ببولونيا ..
وفي سنة 2016 , حصل على الجنسية الإيطالية بشكل رسمي ، وكان يشغل في المكتب التنفيذي السابق للأوكوي منصب الكاتب العام للإتحاد الذي كان يرأسه لولايتين متتالتين , الفلسطيني المهندس عزالدين الزير..
ياسين لفرام يتميز بحضوره الإعلامي القوي سواء مع القنوات التلفزية الإيطالية والدولية أو من خلال تغطية الجرائد الوطنية الكبرى الإيطالية لأنشطته الدينية والحوارية ..
ومن أهم القنوات العالمية التي أجرت معه حوارات في عز أزمة كورونا فيروس بالديار الإيطالية وخلال الحجر الصحي المفروض كانتا قناة الجزيرة القطرية المعروف عليها دعمها لجماعة الإخوان المسلمين ، والقناة التركية بالعربية ” TRT ”
هذا الحضور الإعلامي المتميز للرئيس الجديد لإتحاد الهيآت والجاليات السلامية بإيطاليا جلب إليه أنظار ثلاثة أجهزة إستخباراتية تريد تجنيده لخدمة رؤيتها في تدبير الشأن الديني بإيطاليا ..
وجه قيادي إسلامي شاب من أصول مغربية يشرف أبناء الجيل الثاني من مغاربة إيطاليا ، ولديه حضور قوي في المشهد الديني الإعلامي من خلال حواراته المتعددة مع القيادات المسيحية لاسيما مع رئيس أساقفة بولونيا السيد زوبي الذي تربطه به علاقة قوية أو ممثلي الديانة اليهودية ، لدرجة أنه كان من الوجوه الدينية الإسلامية الوحيدة التي حظيت بإستقبال رسمي من طرف بابا الفاتيكان خلال زيارته لمدينة بولونيا سنة 2017 ..
على العكس , كان هناك غياب شبه كامل لمسؤولي الفدراليات الجهوية الإسلامية والكنفدرالية التي يبدو أنها لا تعرفها وسائل الإعلام الإيطالية والدولية المرئية منها والمكتوبة ..
ولا ننسى علاقته القوية مع وزيرة الداخلية الإيطالية الجديدة السيد لوتشانا لامورشيجي التي شغلت لسنوات عدة محافظة لمدينة بولونيا ..
أسئلة عديدة تطرح ، لماذا مستشارو المديرية العامة للدراسات والمستندات المعروفة (بلادجيد ) سواء الموجودين بالقنصليات المغربية الموجوة بكل من تورينو وبولونيا أو بالسفارة المغربية بروما ؟؟ ولم يسعوا لخلق تواصل مع السيد ياسين لفرام بحكم أنه كان يظهر عليه أنه سيصبح في المستقبل القريب وجها إسلاميا بارزا في الديار الإيطالية ؟؟
ولماذا تركوه لجماعة الإخوان المسلمين بإيطاليا لإحتضانه وتأطيره كما حدث مع العديد من الأطر المغربية الشابة بمختلف الجهات والمدن الإيطالية ؟؟
للعلم ، أن السيد ياسين لفرام ينفي نفيا قاطعا بأن الأوكوي واجهة لجماعة الإخوان المسلمين ، ويؤكد أن أغلبية المراكز الثقافية الإسلامية التابعة لإتحاد الهيآت والجاليات الإسلامية لا ينتمي مسؤوليها لجماعة الأمام حسن البنا ، وأن أقلية منها تدين لفكر ومدرسة الإخوان ..
ويؤكد بأن حرمه من مواليد عمان عاصمة المملكة الأوردنية , وأصلها من مدينة يافا الفلسطينية وأن والدها ناصري يكره الإخوان المسلمين ، ودائما يصرح في جميع حواراته الإعلامية أنه يمثل الأقلية المسلمة بالديار الإيطالية بمختلف توجهاتها العرقية منها والإيديولوجية ،ويدافع عن حقوقها و عن حرية المعتقد والعبادة الذي يضمنه الدستور الإيطالي في إحدى فصوله في كل مرة يلتقي فيها مع المسؤولين الإيطاليين ..
مع الأسف , الدبلوماسيون المغاربة والمستشارون الموجودون عموما بإيطاليا أو بأوروبا يسعون دائما للتعامل مع مهاجرين مغاربة مستواهم الدراسي والثقافي متدني لأقصى درجة , سواء في العمل الجمعوي أو في الشأن الديني حتى يستطيعوا التحكم فيهم كما يشاءون ..
للعلم , أن الأجهزة الأمنية والإستخباراتية الإيطالية لديها قناعة راسخة , أن أغلبية مسؤولي المراكز الثقافية الإسلامية المغربية والفدراليات الجهوية والكنفدرالية لا يتمتعون بإستقلالية القرار في تدبيرمؤسساتهم الإسلامية ،لأنهم بشكل أو آخر مرتبطين بمسؤولي الإستخبارات الخارجية المغربية المكلفين بالأمن الروحي لمغاربة العالم سواء الموجوين بالديار الأوروبية أو بالإداراة المركزية بالرباط ..
الخلاصة ، أن ممثلو المملكة المغربية بالخارج سواء الدبلوماسيين منهم أو المستشارين يفضلون الإستثمار في المهاجرين المغاربة الأميين لاسيما في الشأن الديني حتى يضمنوا ولاءهم المطلق لهم ويحركونهم كما يشاءون ، ولهذا تجد أغلبية هؤلاء بعد فترة من تعيينهم على رأس مؤسسات دينية بدول المهجر والإقامة يحققون قفزة كبيرة في الثراء والغنى الفاحش ،بل تجدهم يخلقون مشاريع تجارية كبيرة بالمغرب لا تتماشى مع دخلهم الشهري من عملهم بدول الإقامة ,,
وهناك أدلة عديدة على هذا الثراء الفاحش للعديد من المهاجرين المغاربة المسؤولين على الشأن الديني بالعديد من دول الإتحاد الأوروبي ، من عقارات داخل أرض الوطن وخارجه ومشاريع تجارية ضخمة وأسهم في شركات منتوجات الحلال ..
على العكس , حركة الإخوان المسلمين وجماعة العدل والإحسان يفضلون الإستثمار في الأطر والكفاءات المغربية الموجودة في الجامعات الإيطالية والمعاهد العليا ,,
وما ياسين لفرام إلا نموذج واحد من الكفاءات المغربية الناجحة و المتميزة بالديار الإيطالية الذي يمكن أن يحقق ما فشل فيه عبد الله رضوان الوزير المفوض بالسفارة المغربية بروما منذ سنة 1998 والموظف السامي بدرجة مدير بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وعضو بمجلس الجالية ورئيس مجموعتي العمل فيه ، “الدين والتربية الدينية” “مقاربة النوع والأجيال الجديدة” ، والمدير العام الحالي للمركز الثقافي الإسلامي طوال أكثر من عقدين من الزمن رغم الإمكانيات الضخمة , التي وفرت له ملايين من الأورو من دول رابطة العالم الإسلامي والمملكة المغربية ، من تحقيق الإعتراف بالدين الإسلامي وحقوق المسلمين عامة من طرف الجمهورية الإيطالية ,ومؤسساتها , وتوقيع إتفاقية في هذا الشأن كباقي الأقليات الدينية الموجودة فوق التراب الإيطالي ..

يتبع…

مقالات ذات صلة