شقيق عامل البناء الذي أضرم النار في جسده وتوفي بإبن رشد يروي تفاصيل مثيرة حول الساعات الأخيرة لأخيه، وكيف ضغطوا على والده لدفن الجثة بدون نتائج التشريح


عن "كلامكم" بتصرف
الاثنين 30 يوليو/جويلية 2012


عبد الجليل البراح الذي اعتقل على خلفية احتجاجه “الهستيري” داخل مستشفى ابن رشد بالبيضاء مباشرة بعد وفاه أخيه حميد البراح، عامل البناء الذي أضرم النار في جسد وتوفي يوم السبت 7 يوليوز بمستشفى ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، يروي ل(كلامكم) تفاصيل مثيرة حول اعتقاله وسجنه وحول ملابسات وفاة أخيه بمستشفى ابن رشد وكيف كانت الساعات الأخيرة وكيف ضغطوا على أبيه لدفن حميد دون نتائج التشريح


حميد البراح عامل البناء المتوفي
يقول عبد الجليل البراح الذي كان يروي ل(كلامكم) هذه التفاصيل المثيرة حول وفاة أخيه عامل البناء الذي أضرم النار في جسده وتوفي بسجن ابن رشد بالبيضاء ” أن أخي حميد على طول هديك الثلاثة أشهر كان يعاني الإهمال وكنت احتج عليهم باستمرار …تنوقف عليهم حتى يبدلو ليه الضمادات في بعض الأحيان كنت أساعدهم، وتتكون غير ممرضة واحدة وأقوم بمساعدتها شخصيا داخل المستشفى، باش تبل ليه وبعض الأحيان تيخليوه 4 أيام متيبدلوش ليه ” يقول عبد الجليل.

“عموما في الشهر الأخير قبل الوفاة تحسنت حال أخي” يقول عبد الجليل البراح في حديثه ل(كلامكم)، وأضاف “لقد بدأ أخي يتكلم ويأكل، بل أصبح يقف ويتحرك وأخرجه على الكرسي المتحرك خارج غرفة الإنعاش بموافقة الطبيب الذي كان يطلب مني ذلك لان خروجه لاستنشاق الهواء كان في صالحه”.

الليلة التي سبقت الوفاة يقول عبد الجليل البراح أي يوم 06 يوليوز زاره عبد الجليل كالعادة بالمستشفى، كباقي الأيام التي استمرت ثلاث أشهر، وبقي معه تلك اليلة إلى حدود الساعة التاسعة ليلا ونواله العشاء و الماء كالعادة، تحدث إليه ولم يكن يعلم أن تلك أخر ليلة يتبادل معه الحديث، وكانت حالت حميد جد مستقرة تلك الليلة” حسب عبد الجليل .

في صبيحة اليوم الموالي يوم السبت 07 يوليوز، وجده في حالة صحية جيدة، قبيل وفاته بساعتين، تحدث إليه لبعض الوقت، بعدها ادخلوه لكي يقوموا بتغيير ضماداته، باستعمال “البنج” حتى لا يحس بالألم، يقول عبد الجليل، وفي ذلك اليوم لم تكن سوى ممرضتين، هن من تكلفن بهده العملية، غير أن الممرضة المتخصصة في التخدير والتي تتابع الحالة الصحية لحميد، كانت غائبة ذلك اليوم لأسباب مجهولة، وقامت ممرضة غير مختصة كما يقول عبد الجليل stagiaire بمناولته كمية لم تكن محسوبة ودقيقة من البنج مما تحول إلى سم قاتل” يأكد عبد الجليل، و “كانت تلك أداة الجريمة التي قتلوا بها أخي” يضيف عبد الجليل وقد كان عبد الجليل خارج أسوار المستشفى في تلك اللحظات، حيث ذهب لإحضار بعض الحليب “والعصير” وبعض الأكل لأخيه. بعد أن انتهوا من عملية تغيير ضمادات حميد، دخل حينها إلى المستشفى وفوجئ بالطبيب يخبرنه “خوك راه مات”، ويقول عبد الجليل أن الطبيب “قال هاذ الكلام الذي نزل عليه كالزلزال وسط المستشفى “قالها لي وسط الناس وهو كيضحك” لم أصدقه في البداية يقول عبد الجليل، “قلت لو ميمكنش ورميت بالأكل لي كان فإيدي وذهبت مسرعا لكي أتأكد من هدا الخبر الذي نز ل علي كالصاعقة فمنعوني من الدخول وبدأت اصرخ “قتلتوا ليا خويا… “خوووووييييا” ويقول عبد الجليل “ياك يلاه خليتو بخير” ؟؟؟”.

عبد الجليل حسب ما يروي "لكلامكم" منعوه من الدخول بالقوة وبدأ يتدافع معهم مما أدى إلى انكسار بعض الزجاج بالمستشفى وبدؤوا يضربونه، على حد قوله واحضروا حراس الأمن الخاص “وبدؤوا بضربي داخل المستشفى، فجأة تحول المشهد إلى هستيريا وفوضى”.

مباشرة بعد أن فقد عبد الجليل السيطرة على اعصابه من داخل مستشفى نتيجة هول الصدمة “قاموا باعتقاله في غرفة خاصة داخل المستشفى، وما أن شاع الخبر، حتى التحق العديد من شباب حركة 20 فبراير أمام المستشفى منددين باعتقال عبد الجليل، الأمر لم يدم طويلا فأخذوه إلى مخفر الشرطة، واعتقلوه مدة 3 أيام واعتقلوا أخوه الأخر عبد المجيد في نفس الوقت.

وقال عبد الجليل أنه اخبر أسرته بأن لا يخرجوا جثة حميد من المستشفى إلا بعد أن يأخذوا نتيجة التشريح الذي طالبوا به من أجل معرفة سبب الوفاة، لكنهم يقول عبد الجليل “استغلوا فرصة أني كنت معتقلا ، فتم الضغط على والدي وقاموا بتهديده وأخرجوا أخي حميد من مستودع الأموات وقالوا لأبي إما إن تأخذ ابنك لكي تدفنه، واما سوف ندفه نحن” .

عبد الجليل البراح، أخ المتوفي
“في مساء يوم الاثنين حين خرجت من السجن وجدتهم أخذوه إلى العطاوية” يقول عبد الجليل.
وقال عبد الجليل البراح ل(كلامكم) بعد الحكم عليه إثر اتهامه بتعييب ممتلكات عامة داخل المستشفى وإهانة موظف يزاول عمله مباشرة بعد سماعه خبر وفاه أخيه “دوزت 24 ساعة ديال الاعتقال في الكوميسارية الدار الحمراء ويومين بسجن عكاشة، وقدمت عند قاضي التحقيق يوم الأحد 08 يوليوز بالمحكمة الابتدائية لعين السبع ويوم الاثنين 09 يوليوز قدمت للمحاكمة على الساعة الواحدة بعد الزوال وتم تمتيعي بالسراح المؤقت وتأجيل المحاكمة إلى يوم 16 يوليوز . إنه نفس اليوم الذي تقدم مستشفى ابن رشد بطلب الحق المدني وجاء محاميه مطالبا بدلك فتأجلت المحاكمة إلى يوم 23 يوليوز وقد طلبوا حينها مبلغ 80000 ألف درهم كتعويض عن الخسائر، وقد حكمت المحكمة علي بشهرين سجنا غير نافدة و 20000 درهم غرامة .

ويضيف عبد الجليل الذي كان يروي ل(كلامكم) هذه التفاصيل حول وفاة أخيه عامل البناء الذي أضرم النار في جسده وتوفي بسجن ابن رشد بالبيضاء ” أن أخي حميد على طول هديك الثلاثة أشهر كان يعاني الإهمال وكنت احتج عليهم باستمرار …تنوقف عليهم حتى يبدلو ليه الضمادات في بعض الأحيان كنت أساعدهم، وتتكون غير ممرضة واحدة وأقوم بمساعدتها شخصيا داخل المستشفى، باش تب ل ليه وبعض الأحيان تيخليوه 4 أيام متيبدلوش ليه ” يقول عبد الجليل.

مقالات ذات صلة