صرخة استغاثة من فلاحي جماعة سيدي عبد الله الرحامنة ومشرع بن عبو.


عبد الله شوكا.
الخميس 12 يناير 2023



.


حمل يوم الجمعة أخبارا غير سارة لفلاحي حوض أم الربيع على مستوى تراب جماعة سيدي عبد الله قيادة أولاد اتميم صخور الرحامنة، ومعهم فلاحو الضفة الأخرى المجاورة منطقة مشرع بن عبو، والتي لايفصل بينهما سوى نهر أم الربيع، الذين يستفيدون من الري والسقي من مياه نهر أم الربيع على طول مسافته من منبعه حتى مصبه.
وما كان يخاف منه فلاحو هذه المنطقة الغنية بحقول أشجار الزيتون والرمان والكروم، حصل بالضبط اليوم الجمعة، حيث حلت السلطات العمومية التابعة لإقليم الرحامنة، من قياد ورجال الدرك الملكي، وأفراد القوات المساعدة، حلوا جميعهم بالفدادين المتواجدة على ضفاف نهر أم الربيع على مستوى تراب جماعة سيدي عبد الله قيادة أولاد اتميم، دائرة صخور الرحامنة، المجاورة لضفة مشرع بن عبو، لتخبر الفلاحين بضرورة إزالة جميع آليات الري والسقي من على ضفاف نهر أم الربيع.
وبما أن السلطات لا دخل لها في هذا الشأن وهي فقط تقوم بعملها المنوط بها، فإن فلاحي جماعة سيدي عبد الله قيادة أولاد اتميم، دائرة صخور الرحامنة يتساءلون عن الجهة التي قررت إعدام آلاف فدادين أشجار الزيتون والرمان والكروم والخضر، والتي تعتبر هي مورد الرزق الوحيدة لهؤلاء الفلاحين منذ سنوات هم وماشيتهم.
كما يتساءل الفلاحون عن سياسة المخطط الأخضر التي سبق ووعدتهم به وزارة الفلاحة منذ عهد وزير الفلاحة السابق أخنوش.
وليس فلاحو منطقة جماعة سيدي عبد الله قيادة أولاد اتميم دائرة صخور الرحامنة ومشرع بن عبو، وحدهم من شملتهم هذه الحملة، بل جميع الفلاحين الذين تعتمد فدادينهم وحقولهم المختلفة على الري والسقي من مياه نهر أم الربيع على طول مسافة الوادي، من منبعه وحتى مصبه في المحيط الأطلسي.
ولعل هذه الخطوة الخطيرة، ستعدم آلاف العائلات هم ومواشيهم، وستشرد أسرا وشبابا يعملون في الحقول، وستخلق الهجرة الى المدن، وما ستسببه من مآسي اجتماعية، علما أن هذه الفدادين تخلق آلاف فرص العمل اليومية على طول مسافة 600 كلم، وهي المسافة الكاملة لنهر أم الربيع.
قبل شهور حلت لجن خاصة وتم إحصاء أشجار الفدادين بجميع أنواعها، وقيل في وقتها أنه سيتم تعويض الفلاحين عن فقدان الأراضي والأشجار، والسبب كما يروج حول التفكير في ربط أنهار المغرب مع بعضها البعض بسبب الجفاف، ونقص المياه في السدود، ربط نهر سبو ونهر أبي رقراق ونهر أم الربيع، مما سيسبب ازديادا في حجم نهر أم الربيع، وما سيخلفه من أضرار وإغراق للفدادين الموجودة على ضفافه.
وفي غياب تواصل الجهات المسؤولة مع الفلاحين المتضررين ، تبقى الاشاعات هي الرائجة، هناك إشاعة تحكي عن إنجاز عدد من المشاريع السياحية والاقتصادية من قرى سياحية وفنادق على طول مسافة نهر أم الربيع، وإشاعة أخرى تحكي عن إعطاء الضوء الأخضر لجهات أجنبية للاستفادة من مياه نهر أم الربيع، والقيام بمشاريع فلاحية متخصصة في زراعة لافوكا، وأي إشاعة سيصدقها الفلاحون المتضررون.
وفي انتظار حلول ناجعة بإمكانها إنقاد آلاف الأسر من التشرد والفقر، سيبقى فلاحو نهر أم الربيع ينتظرون باقة أمل إما بالاحتفاظ بفدادينهم، أو تعويضهم عن الضرر الجسيم الذي سيلحق بهم.


مقالات ذات صلة