عيد الاضحى ... المواطنون بجيوب فارغة


ابريك عبودي
السبت 20 أكتوبر 2012



المواطن المقهور صاحب الدخل المحدود يعيش هذه الايام في حيرة بحثا في الاسواق عن اضحية العيد بثمن يكون في متناوله ، فهو و لا شك في ذلك يكون مع اقتراب عيد الاضحى قد ركبه هوس "الحولي" ، و شرع في شد الحزام و التقتير على النفس و الاولاد ، مستعدا لمواجهة اي طارئ قد يجعل من الحولي السمين حاجة بعيدة المنال ، اما باللجوء للديون او بيع حاجياته و غيرها، و هو بهذا و ذاك ، و سواء ضحى او لم يضح تتحول حياته الى جحيم بسبب عقده المادية و الاجتماعية في الوقت الذي بلغت اسعار الاغنام مستويات مرتفعة و اصبح من الصعب على الكثير من المواطنين البسطاء اقتناؤهم اضحيات العيد ، و هم الذين لا يأكلون اللحم الا في مثل هذه المناسبات ، ليس خوفا من الكوليسترول ، و انما لكون اغلبيتهم الساحقة لا تجد ما تقتني به اللحم، لقد ارتفعت اسعار الاكباش نتيجة ارتفاع تكاليف التسمين و اسعار الكلأ من شعير و نخالة و غير ذلك من الاعلاف المركبة، و اغلب المواطنين ليس في حوزتهم قيمة شراء اضحية و يتدبرون شأنهم المعيشيبشكل يومي ، و بالتقسيط و لا ينهون الشهر الا بالاقتراض ، فالأغلبية الساحقة توجد في حالة مزرية مع المعيشة و التطبيب و الكراء و فاتورة الماء و الكهرباء و المدرسة ..و تضاف اليها ايضا اعباء عيد الاضحى بهذه الاسعار المرتفعة للأغنام.

و اذا كانت الدولة لا تلقي اي بال للمعاناة التي يتعرض لها المواطنون الفقراء في سبيل اقتناء اضحية العيد ، فانها بالمقابل تهتم كثيرا بخدامها الاوفياء من كبار القوم و عليتهم ، هذا فكل الذين يتحملون مسؤوليات جسام لا يذهبون الى الاسواق لاقتناء الاكباش و لا يتصرفوا اثناء عيد الاضحى كباقي المواطنين ، فالاكباشتأتي لهؤلاء على حسابها ، و بهذه المناسبة يزيدون الشحمة في ظهر المعلوف، اما باقي المواطنين فلا بأس بالنسبة للدولة ، اذا تركوا للهيب الاسعار في الاسواق ، و سوطها يشوى جلودهم و جيوبهم الفارغة اصلا.


مقالات ذات صلة