في الدورة التكوينية لجبهة القوى الديمقراطية


عبد الرحيم لحبيب
الخميس 12 ماي 2016


الأسرة، قنوات التنشئة الاجتماعية و المؤسسة التعليمية و مقومات الإستراتيجية التربوية الإيجابية








وسط عالم تتجاذبه شتى ألوان المعرفة، و تتصارع فيه العقائد و السياسات، و تتجدد الأفكار و المناهج و الثقافات، كما القوانين و الأخلاق، و المبادئ و القناعات، يعود الإنسان و المجتمع الى طرح السؤال الجوهري المرتبط بوجوديته، و كيفية تدبير مستقبله، و الأمر الذي يحيل على ضرورة تقييم التجربة و مراجعة الاختيار.
في هذا السياق تندرج الدورة التدريبية التي خصصت بها جبهة القوى الديمقراطية، قيادييها و أطرها، عبر البرنامج التدريبي"التربية الإيجابية في المجتمعات المعاصرة" مساء الاثنين تاسع ماي2016 بالمقر المركزي للحزب، أشرفت على تأطيرها الدكتورة المدربة الدولية مريم العمري مديرة أكاديمية أورانج للتدريب و التعليم التربوي و الاستشارات بلندن، و بمشاركة السيد عبد النبي الشراط مدير المركز المغربي للتطوير و التدريب بالرباط.
و تأتي هذه الخطوة، استمرارا لما راهنت عليه الجبهة ، في مجال التدريب و التكوين كرافعة لتأهيل عنصرها البشري، و كترجمة للتوجه الذي تعتمده رهانا للتأسيس لثقافة جديدة، قوامها التسلح بالمعرفة و اكتساب الخبرات و التجارب، تأكيدا على أهمية الانفتاح على مناهج، و أساليب الثقافات المعاصرة.
و ركز العرض التدريبي لفائدة أطر الجبهة على المقومات الإستراتيجية للتربية الإيجابية، التي أضحت تحتاجها المجتمعات المعاصرة، من أجل تحقيق التواصل و التفاهم المطلوبين لبناء نواة المجتمع انطلاقا من البنية الأسرية ، مرورا عبر قنوات التنشئة الاجتماعية و وصولا الى المؤسسة التعليمية، و كلها حلقات تتكامل فيما بينها، لتعزيز و تأكيد البعد التربوي.
كما اشتمل الدرس التدريبي على مطارحة كافة الإشكالات، التي تطرح على صعيد، كل من هذه المكونات التربوية، ليبرز السؤال العريض، كيف نربي؟. الأمر الذي يبين ارتكاز المنهج التربوي على أبعاد تتداخل بين الإيماني و الأخلاقي و العقلي، الجنسي، الجسماني، و الاجتماعي، لتحديد أولويات التوجه التربوي الذي يطرح نفسه على المجتمع، اختزالا لفلسفة التربية الإيجابية.
و خلص العرض الى أن التنشئة الإيجابية تستدعي اعتماد مكافأة السلوك الإيجابي، و التواصل و الإنصات الفعال، و التعاطف و الشعور بالأمان، و إغداق مظاهر المحبة و الثقة و العطاء.
و قد أبان هذا اللقاء عن الأهمية البالغة التي تمثلها التربية في دفع المجتمعات نحو الانخراط في الثقافات المعاصرة و مواكبة مستجدات المعارف و التجارب و الخبرات، بالنظر الى الثوابت و المتغيرات في تفاعل الإنسان مع محيطه.
كما تضمن العرض نماذج لعمليات تطبيقية، ميدانية تستنبط أفكار و آراء و اقتراحات المتدربين، و تجسد مدى فعالية البرنامج التدريبي المعتمد في هذه الدورة، تأكيدا لأهمية تكثيف التكوين و المراهنة على دوره في تملك المعرفة و تنويع الثقافة.
و يذكر أن الأخ المصطفى بنعلي الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية كان قد أكد بالمناسبة أن اعتماد التكوين، كرافعة لتأهيل العنصر البشري، يترجم التوجه الذي تأخذه جبهة القوى الديمقراطية، كرهان نحو التأسيس لثقافة جديدة، قوامها التسلح بالمعرفة و اكتساب الخبرات و التجارب، مؤكدا على أهمية الانفتاح على مناهج، و أساليب الثقافات المعاصرة.
و توج هذا اللقاء بتسليم شواهد من المركز المغربي للتطوير و التدريب، للمشاركين المستفيدين من هذه الدورة التدريبية.


مقالات ذات صلة