لدينا أكثر من سبب لدعم حركة 20 فبراير


موقع لكم ـ السعدية الفضيلي
الأربعاء 3 أغسطس/أوت 2011



السعدية الفضيلي
ان الوضع الطبيعي هو أن نصطف الى جانب حركة 20 فبراير، وما يجعل هذا الأمر طبيعيا هو أولا أنها تدافع عن مستقبلنا البعيد ،ولا تنظر حد أنفنا فتقبل بالفتات ،و هي ملك للشعب كله وولدت من رحمه، فهي ليست حزبا صنع تحت الطلب في الكواليس، كما لا يحكمها التقليد المتعارف عليه في الأحزاب والمتمثل في الارتباط ولو لاشعوريا بالزعيم ،اذ لا زعيم لحركة 20 فبراير ولا انتماء سياسي لها حتى وان اعتقد المخزن أنه نجح في ربطها في وعي الناس بجماعة أو توجه ما، بل ذهب الى حد اختزالها في أشخاص وحاول النيل من سمعتها بالنيل من سمعتهم ،وهذا ان انطلى على البعض فلن ينطلي على الكل، فالحركة لا تملى عليها أية تعليمات من أية جهة، وبالطبع ليس من المعقول أن يشترط في من يرغب في الانضمام اليها في أن يكون دون انتماء سياسي أو ايديولوجي، فالحركة تتسع للجميع و هذا لا يعني أن يرتزق أحد على نضالاتها، أوأن يوظفها لاسترجاع بعض من ماء الوجه الذي فقده حين باع قضايا الشعب وارتمى في أحضان السلطة ودخل اللعبة السياسية ،معتقدا أنه لاعب ماهر فاذا به يصبح لعبة كراكيز ضعيفة ومحبة للثروة والجاه وتلعق حذاء الأسياد لتحافظ على مناصبها .

الحركة مستقلة لأنها بالطبع لم تحد عن المسار الذي رسمته منذ البداية ،فجميع البيانات الصادرة عن الحركة وفية لمطالبها التي رفعتها في أول يوم خرجت فيه الى الشارع ، الا اذا كان البعض يحسب على الحركة كل جملة قيلت عرضا في مقهى أو في شارع أو في تعليق على الفايسبوك فتلك اراء تلزم أصحابها_الذين قد يكونوا من المخزن نفسه- ولا تلزم الحركة وكل من يدعي أن الحركة لم تكن واضحة أو ليست كذلك انما لا يستند الى تحليل موضوعي بل يهمه الاساءة لها وشلها.

لم يرد قط في بيان للحركة أنها تدعو الى الافطار في رمضان أو الى الشذوذ ولم تتحدث قط عن نظام الخلافة كبديل.كانت ولازالت مطالبها واضحة وضوح الشمس، أهمها ملكية برلمانية ودستورا ديمقراطيا ومحاكمة للفاسدين و المجرمين في حق الشعب واطلاق سراح معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين وعدالة اجتماعية....

هل يتناطح كبشان على هاته المطالب؟وسؤال أهم هل تحققت هاته المطالب ليتكالب الانتهازيون على الحركة و كأن مطالبها تحققت وتهوى الخروج للشارع؟

ولنتحدث عمن يبرر عدم تعاطيه مع الحركة بعدم استساغة وجود منتمين للعدل والاحسان أو النهج الديمقراطي أو اليسار الاشتراكي الموحد في الحركة _ولا أجد سببا لفوبيا الاختلاف هاته الا حرب اعلامية ضروس خيضت لسنوات على كل من يتناقض مع المخزن أو يشاكسه- ،و أقول أن المواطن الذي لا ينتمي الى هاته التيارات يمكن أن يخلق ميزان قوة من داخل الحركة ان اختار أن لا يبقى على الهامش متفرجا على الأحداث ،قد يصبح المستقلون أو غيرهم قوة ضاربة من داخل الحركة التي تدافع عن الشعب كله، اذا قرر وا عدم الاكتفاء باستهلاك خطاب يروج له كل مستفيد من الوضع القائم ،فكل من لا يدفع الضرائب خارقا القانون يرفض حركة 20 فبراير ،وكل من استفاد أو شارك في فساد ما يرفض حركة 20 فبراير ، وكل من له ملف قد يلوى منه ذراعه يرفض حركة 20 فبراير، وكل من يستحوذ على ثروات البلد دون أن يسأله أحد من أين لك هذا يرفض حركة 20 فبراير ،وكل من "تكرش" بفضل الكراسي الفاخرة للوزارة "حتى أصبح بلا رقبة "كما قال مظفر النواب يرفض حركة 20 فبراير، بل كل نظام أجنبي يستفيد من وضع المغرب الحالي يحفر في طريق حركة 20 فبراير، سواء كان خليجيا يتوجس انتقال العدوى اليه أو أوروبيا يخاف امتيازاته في مستعمرته القديمة الجديدة ،كل هؤلاء لا تراهن عليهم الحركة .ولا تراهن على من يحاول خوض حرب اعلامية من نوع اخر على الحركة ،مصورا اياها بوعي أو بدونه كأنها انتهت وفشلت مفصلا أسباب فشل لا يوجد الا في خياله لأنه لم يدرس التاريخ جيدا والا لتأكد أن خمسة أشهر في عمر التاريخ لا تكفي للحكم على حركة بالفشل.

لهؤلاء يلزم توضيح ليس سبب"فشل"الحركة بل سبب استمرارها، هذا السبب بكل بساطة ليس سوى كون الواقع الذي أفرزها لا يزال قائما وما دام الأمر كذلك فالحركة لا يمكن الا أن تستمر .

الرهان في ذلك على الشرفاء من أبناء هذا الوطن وعلى حرصهم على مستقبل أبنائهم ومستقبلهم ،الرهان على المواطن المغربي الذي حارب أجداده الاستعمار لأجل أن ينعم بالحرية والكرامة لكنه لا يزال ينتظر ،الفرق أنه الان سينتظر في الشارع.

مقالات ذات صلة