نقطة حبر


أحمد وردي
الاثنين 7 ماي 2012



كان الحبيب المالكي يقول " إذا كانت البورجوازية -بورجوازية -بمحاكاتها الكاريكاتورية في مجال الاستهلاك ، فإنها غير رأسمالية بالنظر إلى دورها في عملية التراكم وبممارستها السياسية - الإيديولوجية " ، كما كان يقول فيها فتح الله ولعلو على " أن التخلف الذهني مازال يطبع نشاطها ، إذ أنها لا تقوم بمبادراتها الاستثمارية إلا إذا كانت في حماية الإدارة ولا توظف أموالها إلا في القطاعات التي تدر الربح السريع والوفير [ العقار والمضاربات بصفة عامة...وتستهلك فائضها الاقتصادي في النفقات غير الإنتاجية [ البناءات الفخمة ، الحفلات ...].وهذا غيض من فيض التصريحات التي كان يتلكأ بها معارضو الأمس أصحاب ملتمس الرقابة على الحكومة !!فأين نحن من كل تلك الخطابات والتنظيرات التي ترددت في منابر الصحافة والتي كانت تجهر بإيذان سكتة قلبية وشيكة؟؟وأين الحبيب المالكي من الطروحات الأكاديمية لما كان نصيرا للشباب وللمبادرات الخاصة في المجلس الوطني للشباب ؟؟كم من برنامج أو خطة عمل أو إجراء عمل على تنفيذه وهو أحد أعضاء المؤسسة التنفيذية؟وأين نحن من التحليلات العلمية الرصينة لفتح الله ولعلو في البرلمان وفي الجامعة وفي الأممية الاشتراكية ومن كل فج عميق...!

إن حبيب المالكي " الإقطاعي " وفتح الله ولعلو " رجل الأعمال " كانا يتشدقان بكلام عائم يساوم على الاستوزار وليست فيه أي روح نضالية تمتح النصيب الأوفر من رصيد المواقف والثوابث الإيديواوجية ومبادئ الحزب والقيم الكونية ...فقد أغرقونا في وحل الاستشرافات وفي مستنقع الانطلاقات والقطائع الابستمولوجية واستوردنا منهم كل وهم التغيير والانتقال الديمقراطي والعدالة الاجتماعية...فقد أصابتنا الخيبات والصدمة والإحباط جراء النكبات السياسية والحزبية والتشريعية والتنفيذية التي اجتاحت على طريقة تسونامي مغرب اليوم .إن فتح الله ولعلو أصبح بارعا في إيجاد المسوغات والتبريرات للأزمات والإكراهات كما أصبح ماهرا في إثقان لعبة الامتيازات والتعويضات للبرلمانيين والموظفين السامين وتأمين معاشات الوزراء...كما صار رفيقه الحبيب المالكي على درب الإملاءات وبات حريصا على تصريف السياسات الترقيعية في أمهات القضايا الوطنية!!فأين هو الشباب وأين المستقبل ؟؟ فمازالت الكثير من الإصدارات معلقة في الرفوف شاهدة على عبقرية تفتقت من واحد من أبناء بوجعد!!وأين هي محاضرات فتح الله ولعلو الذي مازالت فضيحته الأخلاقية على الغارب وتبحث عن موقع في الذاكرة المنسية ؟؟إنه مجرد ماراطونسيزيفي من الأسئلة التي تبحث الأجوبة الممكنة وعن المفاهيم التي ظلت مفترضة فجاءت الصرخة المدوية بانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية!!

مقالات ذات صلة