و تستمر ملحمة الاستقلال


ابريك عبودي
الأربعاء 14 نونبر 2012



يخلد الشعب المغربي يوم 18 نونبر 2012 الذكرى 57 لعيد الاستقلال ، وهي الملحمة الوطنية المجيدة التي نستحضر من خلالها الملاحم البطولية التي نسجها الشعب المغربي وراء جلالة المغفور له محمد الخامس فهذه الذكرى تجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز ببطولات الاسلاف لما وقف الشعب المغربي مسلحا بقيم النبل والوفاء وقفة رجل واحد لما تطاولت سلطات الاستعمار الفرنسية على رمز السيادة والوحدة ولم يتوقف النضال الشعبي واعمال المقاومة في كل مدينة وقرية ومدشر حتى عاد جلالة المغفور له محمد الخامس الى ارض الوطن من منفاه حاملا بشارة الانعتاق والكرامة والحرية ولم يخلد المغاربة للراحة وهم ينتعشون بفرحة الاستقلال ، بل واصلوا الجهاد الاكبر من خلال معركة التشييد وبناء الدولة المغربية العصرية التي ارست كل اسسها ومؤسساتها في قالب عصري يحافظ على التوابث ، واصبحت واقعا لا يشك فيه الا المتآمرون .

وبالامس غير البعيد ايضا تجسدت وحدة المغاربة وروحهم الوطنية الصادقة في حدث المسيرة الخضراء التي ابدعها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وبفضلها استعاد المغرب اقاليمه الجنوبية التي كانت خاضعة للاحتلال الاسباني ، لكن مع مرور 57 من الاستقلال لايزال جل سكان المغرب يعيشون تحت عتبة الفقر وجزء كبير من شباب المغرب يعاني العطالة والامية ، وبعد مرور 57 سنة من الاستقلال لازال المغرب يصنف في المراتب الاخيرة للدول التي تتسرطن فيها اورام الرشوة والفساد والافساد, كما ان الضربات التي لا تزال تنزلها القوات الامنية لدولة الاستقلال على اجساد المعطلين حاملي الشهادات العليا ... وهم لايدعون الى اشعال فتيل ثورة ولا اثارة قلاقل تاتي على الاخضر واليابس ؟؟ . فهل يستحق المغاربة في ظل الاستقلال ان يبقوا مجرد ارقام للاحصاء ؟؟ وهل يستحقون ان تختزل المواطنة فيهم في مجرد توفرهم على بطاقة الهوية وبطاقة الانتخاب ؟؟ وهل تملك احزاب الحركة الوطنية وما خرج منها ومن صلبها من يسار بكل اشكاله ان يعلنوا للمغاربة ان لهم نصيبا من هذه الاعاقة بسبب التردد احيانا وسبب التلكؤ احيانا اخرى وبسبب التواطؤ في كثير من الاحيان .


مقالات ذات صلة