مهزلة دعم الجمعيات الحاملة لمشاريع الوهم و"الديخيه" بمجلس جهة مراكش اسفي لازالت مستمرة منذ الموسم الماضي، والعارفون بخبايا الامور يدركون أن العملية انطلقت بفضل دعم رجال الظل بهذا المجلس مستشارات ومستشارون، العملية تحكمت فيها معايير غير موضوعية والولاء الانتخابي والميولات الحزبية في غياب أدنى شروط الموضوعية والمصداقية، ونهج سياسة الإقصاء والتهميش في حق الجمعيات الجادة والملتزمة وليست لها ميولات سياسية.
فالاستهتار بالمسؤولية في المهزلة يتحملها بالدرجة الاولى رئيس مجلس الجهة الذي فتح الباب على مصراعيه لهؤلاء لإبادة الفعل الثقافي الجاد خاصة ما يتعلق بالمنتديات الدولية للاعلام ، لأنه من غير المعقول صمته أمام بعض الممارسات الخطيرة التي شابت عملية توزيع الدعم هذه السنة، التي غيبت الشفافية والوضوح والتشارك وتكافؤ الفرص بين الجمعيات وغلب عليها طابع المحاباة والحسابات السياسية بتمهيد الطريق أمام سماسرة ومحترفي الريع الجمعوي دون الاخذ بعين الاعتبار معايير الإشعاع والجدية والفعالية وجودة الخدمات المقدمة في مشاريع سابقة، فكان على المجلس الجهوي أن يتعامل مع الجمعيات من خلال برامج مدققة وأهداف محددة ووضع معايير خاصة للدعم، لكن أن تتحكم مشيئة خبيثة في حرمان جمعيات ملتزمة ببرامجها وجادة ومسؤولة من هذا الدعم بناءا على خلفيات مزاجية ارتزاقية ومرضية تفرض بالضرورة استحضار النازلة لقرائتها في أبعادها الخطيرة وما خلفته من أضرار تمس بسمعة وقيمة العمل الجمعوي وهو ما يقتضي من المسؤولين التدخل العاجل للحد من شطحات هاته الجمعيات الذيلية التي تغرد بلسان من يحميها ويدعمها ويساندها من العقليات الفاسدة بمجلس الجهة. فالعمل الجمعوي هو نضال وتضحية وإخلاص ووفاء وتواصل مع المجتمع لمعرفة مشاكله وهمومه، أما إذا كان العكس فلا جدوى منه.