اتخذت العشوائية في تدبير الملك العمومي بمدينة ابن جرير ومظاهرها الخارجية عدة أبعاد تتجلى في احتلال بعض المقاهي دون الحديث عن مقاهي أصحاب النفوذ المترامين على الملك العمومي ببشاعة لساحات وأماكن عمومية مخصصة للعموم ناهيك عن الأرصفة والممرات التي أصبح يمنع استغلالها من طرف العموم من جراء هذه العشوائية ، بل هناك بعض المقاهي ذهبت إلى حد الاستحواذ على ساحات مخصصة لمناطق خضراء مما يمنع العموم من الاستفادة من هذه الفضاءات .
فاستغلال الملك العمومي يعرف عدة نقائص بهذه المدينة كضعف المراقبة الداخلية والتتبع والتنسيق بين المصالح المعنية ، ناهيك على ان العديد من المحتلين للملك العمومي يقومون بإشهار أنشطتهم التجارية والصناعية والمهنية دون توفرهم على الترخيص الضروري ، على ان الادارة مطالبة بحماية الملك العمومي من كل تجاوزات ، وفي حالة التقاعس ، فان لكل مواطن الحق في متابعتها قضائيا بسبب المسؤولية التقصيرية ، فكل ما نعيشه ونعاينه من فوضى في احتلال الملك العمومي تبقى لقوة النفوذ والرشوة ولغير ذلك ، فما تركه الباعة المتجولون "الفراشة" على اختلاف أنواعهم وبضائعهم لم يسلم منه كراسي وطاولات المقاهي حتى أصبح المواطن في احتيار وتساؤل ، هل نحن فعلا في مدينة بمفهومها الحضري ، مدينة ذات ممثلين للدولة ومجالس منتخبة ، وهذا ملف كبير حان الوقت ليفتح بوثائقه وتفاصيله وشهاداته المسجلة والمصورة على صفحات جريدتنا وللحديث بقية في هذا الموضوع .