HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 328 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf




الأكثر تصفحا


سقوط قناع الحرية و الديمقراطية


البدالي صافي الدين.
الاحد 5 نونبر 2023




سقوط قناع الحرية و الديمقراطية
أوهم الغرب و أمريكا الأمم بأنهم مصدر الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان . فصدقهم العديد في ذلك، بأن الدول الغربية هي الراعية للديمقراطية و لحقوق الإنسان وبأن الدول الاشتراكية هي عدوة الديمقراطية و لا تحترم حقوق الإنسان .ولعب الإعلام الغربي دورا أساسيا في هذا المجال ليضلل الجميع . لكنه بالعودة إلى الواقع التاريخي الذي عاشه العالم من صراع حول قيادة العالم بين القوى الإمبريالية بزعامة أمريكا ، و معسكر الدول الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي ، خلال وبعد الحرب الباردة ، سيكتشف بأن كل المؤامرات ضد الإنسانية جاءت من هناك ،من الإمبريالية التي تريد تحقيق الزعامة ولو على حساب الشعوب باسم الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان . تطيح بالشرعية في الدول التي تحققت فيها الديمقراطية و تقيم اللاشرعية باسم الديمقراطية ، تغتال القيم الديمقراطية باسم الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتضع أنظمة استبدادية موالية لها تخدم مصالحها على حساب الشعب. لقد كانت البداية من وعد بلفور بإعطاء الحق لمن ليس له الحق، لما وعد بإعطاء أرض فلسطين لليهود / الصهاينة ،أي خلق كيان غريب عن جسم الشرق الأوسط باسم الديمقراطية و حقوق الإنسان . ثم
اغتيال پاتريس لومومبا في يناير 1961 ، مناضل كونغولي ذو ميولات اشتراكية، و هو أول رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا من طرف الشعب الكونغولي في بداية الاستقلال و تم تنصيب بدله عميلا للاستعمار البلجيكي الذي سيصبح من أقوى المستبدين و الديكتاتوريين في العالم . و في نفس الحقبة في تاريخ إفريقيا يتم انقلاب على "موديبو كيتا " أول رئيس جمهورية مالي بتدبير فرنسي لأنه كان من المنادين بالوحدة الإفريقية وأحد أكبر زعماء الاشتراكيين في قارة أفريقيا في 1968 .و في 1965 تم اغتيال الشهيد المهدي بن بركة في فرنسا لأنه كان من رموز حركة التحرر العالمية ومن مناهضي الصهيونية و الإمبريالية.
و تستمر الأنظمة الإمبريالية و هي تلبس قناع الديمقراطية و الحرية لقمع الشعوب و تنصيب أنظمة استبدادية عليها باسم الديمقراطية في كل من إفريقيا و الخليج و أمريكا وفي أوروبا الشرقية حيث تم تفتيت جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية حتى لا تظل قوة اقتصادية وعسكرية في قلب أوروبا . وفي أمريكا اللاتينية كانت الاغتيالات بالجملة ضد الديمقراطية ،حيث الانقلاب العسكري الدموي بدعم أمريكي على الرئيس الشرعي للشيلي سالفادور الندي سنة 1973 . وما التضامن الغربي /الأمريكي مع الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الذي كشفته المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان القدس إلا حقيقة الأنظمة الغربية بزعامة أمريكا، بأنها كيانات دموية و أنها تلبس قناع الديمقراطية و الحرية لغدر الإنسانية . و هو ما يؤكده الدعم اللامشروط للكيان الصهيوني لكي يرتكب مجازر ضد الأطفال و الأمهات و ضد الإنسانية في فلسطين المحتلة و إهانة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن. إن ما يقوم به هذا الكيان المحتل الغاشم لأرض فلسطين من مجازر ضد الإنسانية ، وهي أبشع جرائم حرب عبر التاريخ في حق الشعب الفلسطيني، إلا نتيجة ذلك الدعم المادي و العسكري و اللوجيستيكي و السياسي الذي يتلقاه هذا الكيان ليكون أكثر دموية و وحشية . إنها صناعة الإمبريالية و الصهيونية. ذلك هو الوجه الحقيقي للدول الإمبريالية و الصهيونية في هذا العالم التي سقط عن وجهها قناع الديمقراطية والحرية .

.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير