كان من المفترض أن يشكل كورنيش عين السبع في الدار البيضاء نقلة نوعية في المشهد الحضري للمنطقة، مشروعًا يليق بمكانة العاصمة الاقتصادية للمغرب. لكن الزيارة الميدانية للموقع تكشف صورة صادمة تتناقض تمامًا مع التصريحات الرسمية والمواصفات المعلنة بل تعطي احساسا بالقرف من سوء الانجاز تجهيزات بائسة و تصميم يجعلك تشعر بالوضاعة..
## **وعد لم يتحقق**
بينما كان المشروع يعد بتحويل الشريط الساحلي إلى فضاء عصري يتضمن:
- مسارات متكاملة للمشاة وراكبي الدراجات
- مناطق خضراء متناسقة مع البيئة الساحلية
- مرافق ترفيهية وتجارية ذات جودة عالية
- بنية تحتية متكاملة تراعي ذوي الاحتياجات الخاصة
نجد على الأرض واقعًا مريرًا:
- ممرات إسمنتية خالية من أي لمسة جمالية
- غياب شبه تام للمساحات الخضراء الموعودة فما هو موجود عبارة عن كتل ترابية فقط بها نخل بائس يحكي فضاعة الوضع
- تجهيزات رديئة تبدو وكأنها من مخلفات مشاريع أخرى بعضها قد بدأ يصدأ
- إهمال صارخ لمعايير الجودة والسلامة
## **إخفاق متعدد الأبعاد**
الوقوف في الموقع يكشف حجم الكارثة:
1) **إفلاس تقني**: المواد المستخدمة رخيصة وغير مناسبة للبيئة البحرية.
2) **إهدار للمال العام**: مبالغ طائلة أنفقت دون أي عائد حقيقي.
3) **إهانة للسكان**: سكان المنطقة يستحقون أفضل من هذه "الترهات" التي تقدم على أنها مشروع تنموي.
## **تساؤلات تبحث عن إجابات**
كيف سُمح بتمرير هذا الإنجاز الهزيل؟
لماذا لم تتدخل الأجهزة الرقابية أثناء التنفيذ؟
أين ذهبت الأموال المخصصة للجوانب الجمالية والبيئية؟
## **خلاصة مؤلمة**
ما شاهدناه بأعيننا ليس مجرد مشروع فاشل، بل نموذج صارخ لثقافة الإنجاز الرديء والمساءلة الغائبة. كورنيش عين السبع اليوم ليس أكثر من شاهد على إدارة عشوائية تستهين بذكاء المواطن وتستهتر بماله.
السؤال الذي يفرض نفسه: متى سنتحول من ثقافة "التهريج التنموي" إلى ثقافة المشاريع الجادة التي تحترم المواطن وتستحق اسم "مشاريع عمومية"؟



