HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

لقد بلغ السيل الزبى وتجاوز الحزام الطبيين


محمد لعبادي
الخميس 30 ديسمبر 2010



صدق أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه وأرضاه


محمد لعبادي
محمد لعبادي
قرأت بكثير من الاهتمام المقال الذي ضُبِطَ عبد الرحمان البصري متلبسا باقترافه، على موقع www.benguerir.net ، وشاءت الأقدار أن أزور ابن جرير، خلال الأسبوع الذي تلا صدور المقال. والتقيت بالعديد من الإخوة الموالين للطرح الذي جاء به عبد الرحمان والمؤيدين لمراقبة القَيِّمين على الشأن العام، وذلك بفضح التجاوزات والتبرؤ من كل المتلاعبين، خصوصا أولئك الذين كانوا يطعنون في رؤوس الفساد ممن توالوا قبلهم على تسيير المجلس البلدي، فلم يحيدوا عن سلوك سابقيهم، بل يستعينون بهم الآن لكونهم يعلمون من أين تؤكل الكتف. كما التقيت بالمستنكرين لما قام به عبد الرحمان، والذين تشفع لهم على الأقل صراحتهم وشجاعتهم الأدبية. لكن الشريحة التي أثارت انتباهي أكثر، هي تلك التي تؤمن بالقول المشهور "داريهم ما دمت في دارهم" الذي كان شعار عبد الله ابن أبي ابن سلول، وأتباعه، ومن تبعهم إلى يوم الدين. ومن هؤلاء من يقول بغباء لا يُتَصَوَّر،لأن الغباء لا يمكن أن يتصوره إلاَّ أصحابه، بأن عبد الرحمان صَوْتُ أصدقائه لعبادي، وبن سلام، وبعلاس، وغيرهم. وللشهادة فحسب، كنت أول من طلب بإلحاح شديد من عبد الرحمان البصري أن لا يشارك في اللعبة لأنني كنت أتنبأ بما ستؤول إليه، انطلاقا من تجربتي في جمعية "أنفاس"، رحمها الله، وطيب ثراها، وألحقنا بها ثابتين. ولم يُرد حينها الإنصات إلي، ولو لم يقارعني بحججه الثابتة، وأنصاع وقتها لطلبي بدون أية مقاومة، لكنت أول من احْتَقَرَه، بل لقُمت وقتها بتصنيفه مع الفئة الثالثة، ذات القلوب المريضة، زادها الله مرضا، التي لم يجرأ أي واحد منها يوما، على مواجهتي بمثل هذه الصبيانيات. وأكبر دليل على ما أقول، هو أن عبد الرحمان الآن أكثر تشبثا بمبادئه وسيبقى إن شاء الله الفارس المغوار الذي يجب أن تفتخر به الرحامنة. وسأكتفي بهذا القدر لمواجهة ودحض كلما جاء وسيأتي على لسان هؤلاء الذين "بَاتُوا في الڭَـلْـتَة، وصَبْحوا بن عَّمّْ الجْرَان".
وللرجوع إلى المقال الذي أثار حفيظة المعنيين بما جاء فيه، سوف تفاجؤون إن علمتم بأن ما شدني ليس المقال، ولا حتى القضية التي تطرق إليها، بل التعاليق التي جاءت كرد فعل، والتي ترغمنا على الوقوف عندها لمساءلتها واستشراف الدروس الواجب استنتاجها، والعبر التي تنطوي عليها، والتي تعرض لها في ما يلي :

1. تمثل التعاليق التي جاءت لمساندة الكاتب ومؤازرته (20 من أصل 24) 83,34%، مقابل 16,67% للتعاليق المناوئة للمقال (4 من أصل 24). والسؤال الذي يجب طرحه هو: هل يمكن اعتبار هذه النتائج بمثابة استقراء للرأي العام الرحماني حول مصداقية المجلس البلدي، وبالتالي مصداقية الحزب الذي يمثل الأغلبية فيه بنسبة 85,71% ، أي الأصالة والمعا صرة ؟ أو بعبارة أوضح هل تآكلت شعبية الحزب بنسبة 83,34% ؟

2.تمثل التعاليق التي أفصح أصحابها عن هويتهم، 58,33% (14 من أصل 24)، مقابل 41,66%، وهو مؤشر آخر يخبرنا عن روح المسؤولية التي أصبحت تتمتع بها الساكنة، ومدى تحررها، ناهيك عن الأسلوب الحضاري الذي سلكه المؤيدون للمقال بالخصوص؛

3. أما الأمر الثالث والأهم، والذي نستشرفه من القضايا الجانبية التي جاءت بصفة عفوية والتي ندرجها كما يلي:
3.1. محاولة تملص بعض أعضاء المجلس البلدي باختلاف مناصبهم داخل المجلس، من العمل الذي يتقاضون عنه أجرة من الدولة، خصوصا حينما يتعلق الأمر بتربية "أولاد عباد الله". والذي لا يُعْقل هو التباهي بهذا السلوك كأنه أصبح قيمة أخلاقية اعتمدها مناضلو (!) الأصالة والمعاصرة؛

3.2.الشطط في استعمال السلطة، الناتج عن الحَوَل الناتج هو بدوره عن الجبروت والتعاظم، حيث يتجرأ نائب لرئيس المجلس البلدي على إهانة رؤساء مصالح خارجية، لا لشيء إلا لكونهم أرادوا القيام بمهامهم على أحسن وجه، شيء لا يجرؤ عليه حتى ممثل صاحب الجلالة على إقليم الرحامنة !

إنه الحَوَلُ التدبيري (Myopie Managériale) عافانا الله وإياكم منه، وإلاَّ فلماذا لا يطلع المعني بالمقال على الرأي العام بتكذيب يبرئ فيه ذمته مما نسب إليه ؟ لماذا لا يتصدى النائب الأول للرئيس لكل الإشاعات التي تغذي أحاديث المقاهي، والتي يصعب تكذيبها ؟ لماذا لا يعقد المجلس البلدي يوما مع السكان والصحافة، للمكاشفة ؟ "

يُحكى أن أمازيغيا من سوس أقام بقالة وسط مدار طرقي (Rond Point). وذات ليلة مرت عربة من الصنف الكبير تحمل حاوية ثقيلة، فأخطأ سائقها المدار ورمى بالحاوية على البقالة فسواها على الأرض. ولما جاء أحد رجال الأمن لمعاينة الحادث قصد تحرير المحضر، ورأى صاحب البقالة في ذعره، طلب منه قهوة "باش يصاوب الرابور"، فلم يتردد المسكين في إعطائه ورقة من فئة 100 درهم، لكن رجل الأمن طلب المزيد. حينها استدرك الأمازيغي بأن القضية واضحة لا يمكن التلاعب فيها بأية حال، فاسترد ورقته النقدية ثم قال للشرطي "آش بيتي دِّير ڭاع، البيسري دْخَل في الكاميو؟ ". نفس السؤال نطرحه على من يطعن في ما جاء به عبد الرحمان البصري "هل يمكن إثبات أن النائب الأول للرئيس ليس مديرا لغرفة التجارة والصناعة بقلعة السراغنة ؟ وهل يمكن إثبات أن المكتري للمجزرة ليس رئيسا لنفس الغرفة ؟ "

وفي النهاية، ولكي لا يقع علينا أي لوم ممن كان، نُحَمِّلُ المسؤولية، كل المسؤولية، لفؤاد عالي الهمة، و نختم بالبيت الشعري التالي :

أوردتها فؤاد وأنت مشمول ما هكذا يا فؤاد تورد الإبل

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير