
مشاكل القطاع الصحي بإقليم الرحامنة لا تخرج عن السياق العام لوضع شامل ومكتسح لمختلف ربوع الوطن العليل، فالمستشفى الاقليمي الوحيد بابن جرير يعرف وضعا متدهورا من جميع المناحي والنواحي لكونه لا يلبي كل متطلبات ساكنة الإقليم عموما بالرغم من إعادة تهيئته في أكثر من مناسبة، فحكايات كثيرة تروى عن قسم الولادة وأخرى عن المستعجلات التي حالها لا يخفى على المسؤولين وعشرات الآلاف من ساكنة المنطقة محرومة من أبسط الخدمات الصحية الضرورية ولا مجال للحديث عن الرعاية الصحية بمفهومها الصحيح لأن الأمر يتعلق بحياة الإنسان التي تعتبر أغلى واثمن شيء يمتلكه، مستشفى لا يحمل إلا الاسم مما يسمى بمركز استشفائي بلا موارد بشرية كافية ولا تجهيزات ولوازم صحية ضرورية، ويظل قبلة لكل ساكنة منطقة الرحامنة التي تمتلك ثروة فوسفاطية تقاس بالبيترول، وواقع الحال يستوقفنا عند علاقة هذه الثروة التي تزخر بها منطقة الرحامنة بتنميتها وتنمية مدينة ابن جرير عاصمة الإقليم كمدينة فوسفاطية التي تعيش حالة استثناء أمام ما يتخذه العديد من المراقبين في المجال الصحي بالخصوص وعن تأخير موعد تفهم المجمع الشريف للفوسفاط في بناء معلمة استشفائية بكل المواصفات والمقاييس الحديثة بابن جرير، والغريب في الأمر ان مشروعا مثل هذا ظل غائبا بشكل أو بآخر عن منطقة الرحامنة التي تعرف وضعا صحيا مترديا وضعيفا .
فماذا تستفيد منطقة الرحامنة من هذا الفوسفاط الذي يستخرج من باطن أراضيها المنتزعة بابخس الاثمنة بملايين الأطنان والساكنة تتخبط في الأمراض على اعتبار أن الحق في الحياة هو أول حق يجب أن تضمنه أي دولة لمواطنيها، فالساكنة بإقليم الرحامنة عموما ومدينة ابن جرير بالخصوص تطمح لأن تمتلك المنطقة مستشفى إقليمي كبير بمواصفات وجودة عالية يمكن أن يلعب دور المنقذ الاستراتيجي بالمنطقة وليكون مركزا مرجعيا شاملا يقدم خدماته الصحية لساكنة المنطقة عموما على المستويات التشخيصية والعلاجية والوقائية، وذلك للارتقاءبالعمل الصحي النبيل على أكمل وجه، ولتحقيق أيضا كل استدامة يحويها القطاع بل ولتعزيز النمط الصحي الشامل بإقليم الرحامنة.