HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

إلى متى احتلال ارصفة الشوارع و ممرات الراجلين بالمدينة ؟


حقائق بريس
الاحد 11 مارس 2012




إلى متى احتلال ارصفة الشوارع و ممرات الراجلين بالمدينة ؟
ان ظاهرة الترامي على الملك العمومي و استغلاله بدون سند قانوني و احتلال اهم ارصفة الشوارع و ممرات الراجلين العمومية تعد المشهد العام بمدينة ابن جرير ، لدرجة صار السكان يفتقدون امام اعينهم شيئا اسمه الملك العام مما قد يضطرهم الى استئجار الارصفة والطرقات التي يستعملونها نتيجة هذا الاحتلال المدبر الذي صار يعم جميع الامكنة العامة و خاصة في الشوارع الحساسة التي تعرف كثافة مرور الراجلين بالمدينة ، و اذا كان المسؤولون في السلطة الوصية لا يتعاملون بحزم مع محتلي الملك العام ، لكون بعض مستشاري المجلس الحضري يساهمون بشكل كبير في احتلال الملك العام و تحويله الى ملك خاص لهم مثال: "مقهى الاستراحة " ولا يتوقف هؤلاء عند هذا بل يتجاوزونه الى حد تشجيع اقاربهم و الموالين لهم خاصة ارباب المقاهي على احتلال الملك العام و الحاقه بأملاكهم الخاصة فكأن هذه المدينة و ما يحيط بها من اراضي يدخل في اطار الاقطاعية التي تخضع لسيطرة رئيس المجلس البلدي و البطانة المحيطة به.

فجل شوارع المدينة و ارصفتها اصبحت مقطوعة بالتمام و الكمال امام حركة المرور من جراء استغلالها بشكل عشوائي من لدن ارباب المقاهي و الباعة المتجولين " الفراشة " الذين ينشرون البضائع و السلع على فضاءالملك العمومي دون ترك اي مجال لمرور الراجلين و السيارات و سيارات الاسعاف خاصة على طول شارع الامير مولاي عبد الله بالرغم من صدور القرار العامليبإخلائه و بأهم منافد المركب التجاري البلدي ، و ارباب المقاهي بشارع محمد الخامس الذين يبسطون الكراسي و الطاولات بالأرصفة الخاصة للراجلين و نصبهم حتى الخيام في المدة الاخيرة مما اتى على الاخضر واليابس من ما تبقى من الرصيف الخاص بالراجلين .

و أن مظاهر احتلال الباعة المتجولين لشارع الامير مولاي عبد الله شجعهم تراجع السلطات الامنية و الاقليمية في ابداء نوع من الصرامة امام حالة الفوضى و تمادي اصحاب الفراشة في احتلال جميع جنبات الشارع دون الاقتصار على استغلال ممرات الراجلين في عرض سلعهم التجارية.
الباعة المتجولون .. ظاهرة اجتماعية تسبب وضعية مزرية

و لذا كان الباعة المتجولون كظاهرة اجتماعية اصبحت تسبب وضعية مزرية تتطلب بالخصوص معالجة اجتماعية تتجه نحو خلق مشاريع تنموية ، و الذي اصبح بإمكان المسؤولين ادماج هاته الشريحة من المجتمع لما يحفظ كرامتها فانه سبق لمصالح وزارة الداخلية بتنسيق مع مصالح وزارة التجارة و الصناعة ان قامت بدراسة لهذه الظاهرة افضت الى وضع عدة تصورات و توجت اشغالها بإصدار دورية مشتركة تحت عدد 159 بتاريخ 01/11/2002 وجهت الى ولاة الجهات و عمال الاقاليم بالمملكة ، و قد استهدفت هذه الدورية على الخصوص اتخاد اجراءات تنظيمية لظاهرة الباعة المتجولين بالساحات و الشوارع العمومية ، و تم التذكير من خلالها بالأضرار التي تسببها التجارة بالتجوال من عرقلة السير و الجولان و تهديد سلامة المرور و انتشار الطفيليات و الروائح المضرة بصحة المواطنين بالإضافة الى المزاحمة غير المشروعة للقطاع المهيكل ، و لتدارك هذه الوضعية طلب من العمال اعتماد اجراءات تنظيمية فعلية و ذلك باتخاذ قرارات تنظيمية بتنسيق مع رؤساء المجالس الجماعية المعنية و المصالح ذات الصلة بالقطاع التجاري و وضع كل القواعد و الاجراءات الزجرية التي من شأنها ضبط الظاهرة مع احصاء شامل للباعة المتجولين ، و بالفعل تمكنت السلطات المحلية بتعاون و تنسيق مع المجالس الحضرية المعنية من التمكن من اخلاء الباعة المتجولين من الشوارع العمومية ببعض المدن الى مواقع اخرى مؤقتا في انتظار تهيئة اماكن قارة لهذه الفئة ، وقد اتخذت اجراءات مماثلة لكل عمالات و اقاليم المملكة لاسيما المدن الكبرى منها . و تمثلت معظم هذه الاجراءات في القيام بحملات تحسيسية و اشراك الباعة المتجولين في عمليات التثبيت و تحديد اماكن البيع بأسواقنموذجية و تمخض عن هذه الاجراءات احصاء الباعة المتجولين بعدد من المدن ، كما تم انجاز مراكز تجارية في اطار شراكة بين وزارة التجارة و الصناعة و بعض الجماعات الحضارية.

و كما هو الشأن عندنا فلازالت الظاهرة متفشية بشكل كبير ستندلع عنها ازمة حقيقية لامحالة عندما سيفتح المركب التجاري ابوابه و يستمر الباعة المتجولون في امكنتهم ، و يبقى التساؤل حول الهدف من بناء مثل هذه المركبات التجارية و الاسواق النموذجية ادا لم يكن هو محاربة الاسواق العشوائية .

إلى متى احتلال ارصفة الشوارع و ممرات الراجلين بالمدينة ؟

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الاربعاء 26 نونبر 2014 - 20:36 تحقيق داخل دهاليز 'القرض الفلاحي'

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير