لايسعنا أحببنا أم أبينا إلا أن نفتح قلوبنا للسنة الجديدة 2018 التي أقبلت وأهلت علينا كأخواتها المنتهيات ، ان استقبال عام جديد وتوديع آخر يلزمنا بقراءة متئنية صادقة وواضحة لما راح من السنة الماضية لهوا وغما ، تعبا وراحة ، سعادة وتعاسة .
ان سنة 2017 مرت في ابن جرير مرورا باهتا ولم تترك أثرا لشئ يذكره ، حطمت الرقم القياسي في عشوائية تدبير الملك العمومي ، احتلال أماكن مخصصة للعموم مثل الأرصفة والممرات ، وأرباب المقاهي أجهزوا على مساحات عمومية وألحقوها بعقاراتهم ، لتبقى سنة 2017 بابن جرير سنة احتلال الملك العمومي بدون منازع.
ولعل المتتبع لما كان يجري ويدور خلال سنة 2017 يدرك تمام الإدراك ان أكوام الأزبال عمت مختلف أحياء المدينة واهم شوارعها ، هي أكوام شتى أنواع النفايات والازبال التي غالبا ما تفرز عصارة تكاد تخنق رائحتها أنفاس السكان ، وان البطالة إذا كانت أمر طبيعي ، لكنها أمر غير طبيعي بهذه المدينة ، حيث حطمت الرقم القياسي لان عدد العاطلين بالمدينة خلال سنة 2017 فاق عدد الناشطين بأضعاف كثيرة ، فواقع الحال بهذه المدينة الفوسفاطية ينذر بتفاقم خطير للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بعد العشرات من السنين على استخراج مادة الفوسفاط من المنطقة ، كما في مجال الصحة لازال عشرات الآلاف من ساكنة المدينة محرومة من ابسط الخدمات الصحية ولامجال للحديث عن الرعاية الصحية ، ولم تسلم المدينة كذلك من قصف زلزال ، ربط المسؤولية بالمحاسبة في انتظار حدوث زلزال جديد لكون المسؤولية لم تعد ترفا كما كانت من قبل .
وأملنا في سنة 2018 أن تكون البداية ، وتعود الأمور إلى جادة الصواب ، وان يتم تحرير الملك العمومي بكامله ، وان تسترجع الأشجار المغتصبة إلى أحواضها ، وتتم محاربة الفساد والمفسدين واتخاد القدوة من عاهل البلاد وما بذلك على الله بعزيز.
Partager