HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

الجامعي: “العدالة والتنمية” أخطأ عندما لم ينظر لجثة “الاتحاد الاشتراكي” ومن هضم اليوسفي قادر على طحن “البيجيدي”


حقائق بريس /متابعة
الاثنين 13 سبتمبر 2021




الجامعي: “العدالة والتنمية” أخطأ عندما لم ينظر لجثة “الاتحاد الاشتراكي” ومن هضم اليوسفي قادر على طحن “البيجيدي”

قال الصحفي أبو بكر الجامعي إنه يعتقد أن انتخابات 8 شتنبر 2021 بالمغرب، حصل فيها غش بطريقة صناعية، لأنه بتصفح النتائج تظهر مجموعة من الأمور التي لا يتقبلها العقل، خاصة الانهيار الكبير لحزب “العدالة والتنمية” الذي هوت مقاعدة ب 90 في المائة من 125 مقعدا إلى 13 مقعد فقط، وفي الانتخابات المحلية بحوالي 85 في المائة.



وأضاف الجامعي في نقاش مع الصحفي سعيد السالمي، أن هذه النتائج لا يمكن أن يتقبلها العقل فعندما يكون هناك تجذر في المجالس المحلية والجهوية، تكون هناك شبكة زبونية تسمح بالتصويت لنفس الحزب وهذا ما لم يحصل مع “العدالة والتنمية”.

وأكد أنه حتى لو كان الحزب مفلسا لا يمكن أن يحدث له هذا الانهيار، لأن النتيجة التي حصل عليها تفوق سوء التدبير والغضب والعقاب الشعبي، خاصة أن الحزب يملك قاعدة انتخابية وفية له.

وتابع ” في الانتخابات التشريعية لسنة 2016 حصل الحزب على محاضر التصويت وأعلن عن فوزه حتى قبل أن تقدم وزارة الداخلية النتائج النهائية، والذي حصل في هذه الانتخابات أن الحزب لم يحصل على هذه المحاضر، وأوراق التصويت تم إحراقها وإتلافها”.

وأكمل ” عندما وقع مشكل في الانتخابات الأمريكية واتهم ترامب الدولة بتزوير النتائج لصالح بايدن، تمت إعادة الاحتساب من جديد في بعض الولايات استنادا على أوراق التصويت التي يحتفظ بها، بينما في المغرب تحرق هذه الأوراق، وبذلك أنه إذ كان هناك مشكل أو تشكيك من يملك السند هو وزارة الداخلية، لأنها الوحيدة التي تتوفر على المحاضر”.

وأضاف ” ليس لدي دليل قاطع لكن هناك شك كبير بأن هذه الانتخابات فيها غش بشكل لم يشهد له المغرب مثيل منذ سنوات”.

وأكد الجامعي أن الانتخابات في المغرب تلعب دورين أساسين، فمن جهة كان هناك شبه هوس لتنظيم الانتخابات في وقتها لتسويق صورة البلاد خارجيا، ومن جهة أخرى فإن الانتخابات عندنا شبيهة بحملة توظيف، حيث تستعمل كوسيلة لتوزيع الريع وليس لاستقطاب النخب التي من شأنها خدمة البلاد.

وأشار أن استعمال المال في الانتخابات معطى بنيوي في المشهد السياسي المغربي، فمن يوزع المال سيحصل عليه بطريقة أو بأخرى عندما يصل إلى المؤسسات التمثيلية.


ولفت إلى أن ما وقع لحزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” تكرر مع حزب “العدالة والتنمية”، فالأول كان حزبا شعبيا متجذرا وقاعدته كانت صلبة، لكن عندما استقطبه المخزن وأدخله للسلطة عبر منظومة إعادة توزيع الريع، وقع ارتشاء للميكانزميات الداخلية للحزب وشيئا فشيئا تآكل الحزب من الداخل.

وأضاف ” لا يمكنني أن أقول أن البيجيدي تآكل من الداخل، ولكن الظاهر بالتأكيد أن منتخبي البيجيدي لم يسبق لهم مطلقا أن واجهوا السلطة وكانوا دائما يتحدثون بالضمير المستتر وهذا أسلوب يستعمله دائما عبد الإله بنكيران الذي لا يسمي الأسماء بمسمياتها”.

وأبرز الجامعي أن “المخزن” منذ البداية انتزع “أضراس” حزب “العدالة والتنمية”.

واسترسل بالقول ” المواطنون عندما يسمعون خطابا من هذا النوع للبيجيدي يعرفون أنهم منافقون ويمارسون ازدواجية المعايير، وعندما يتراكم هذا الخطاب الناس يتعبون ويدركون أن هذا الحزب لن يحقق أي شيء، خاصة أن أمامه المخزن الذي لم يعد يطيقهم”.

وشدد الجامعي على أن الدولة أصبحت راديكالية أكثر في سلطويتها في السنوات الأخيرة، وأن الخطأ الذي ارتكبه حزب “العدالة والتنمية” هو أنه لم ينظر للجثة الهامدة لحزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، الذي كان متفوقا على البيجيدي بسبعين ألف مرة، فمن هو بنكيران مقارنة مع عبد الرحيم بوعبيد وعبد والرحمان اليوسفي.

وأضاف ” المخزن الذي استطاع هضم عبد الرحمان اليوسفي لا يمكن أبدا أن يفشل في هضم حزب مثل العدالة والتنمية”.

وأوضح الجامعي أن حزب “العدالة والتنمية” نجح في 2011 لأن الناس كانت تريد التغيير لكنه تنصل لكل وعوده، واستعمل مثل الاتحاد الاشتراكي في التواطؤ والسكوت على العديد من التجاوزات وعلى رأسها قمع الصحافة والصحافيين.



وزاد ” بنيكران ليس شجاعا بل “صليب” بالمعنى الدارج للكلمة لأنه لا يمكن أن تقول للمخزن اعتقتك، لأنه من يقول هذا الكلام لا يعرف المخزن ولا طريقة اشتغاله ولا تاريخ البلاد، وهذه المسألة انتحارية”.

وأكد الجامعي أن حزب “العدالة والتنمية” لا يمكنه أن يخرج اليوم ويتهم الدولة بالتزوير لأنه كان دائما يمدحها، ويمدح الشرطة والداخلية ويدافع عن أطروحة الإصلاح من الداخل، مضيفا ” قيادة البيجيدي اليوم في وضع لا تحسد عليه، فعندما يظلم المرء عادة يخرج للتنديد بالظلم لكن الحزب لا يستطيع فعل هذا، لأنه “كتف نفسه بنفسه” وأصلا إذا قالوا أي شيء سيمضون على نهايتهم السياسية.



وتابع ” العدالة والتنمية لا يمكن أن يخرج الآن ليندد أو يعارض لأنه لن يجد أي سند شعبي، فسنين وهو ينوه بالدولة ولا يمكن أن يخرج الآن ينتقدها، فالناس لن يتصدقه، و لأنه يعلم أيضا أن المخزن ليست له اليوم أي فرامل تكبحه”.

وأضاف ” اليوم من يتشفى في العدالة والتنمية حتى من داخل اليسار، هو حليف ضمني للمخزن، و”التقدمي” الحقيقي عليه أن يعي أن هناك فئة محافظة داخل المجتمع عليه أن يحترمها ولا يسعى لاستئصالها، بالمعنى أن الديمقراطي يجب أن ينزل للشارع ويقنع هذا المحافظ بعدم التصويت لصالح الإسلامي، ولا يختبئ وراء المخزن”.

وأكمل ” المشكل اليوم أن المخزن طحن الاتحاد الاشتراكي واليوم حزب العدالة والتنمية، وغدا نفترض أنه سيطحن العدل والإحسان، إوا من بعد ماذا سيفعل؟ لأن مصير هذا التلاعب لا يمكن أن يستمر إلى ما لانهاية”.

وزاد ” اليوم ليس هناك أي نقاش أو رغبة حقيقية داخل مربع السلطة حول الانفتاح والدمقرطة، والنظام المغربي نجح في كل شيء لكن المسألة التي كان ينبغي أن ينجح فيها ولم يفعل هي خلق اقتصاد منتج للثروة وآليات إعادة توزيعها، لأنه بدون هذا الميكانيزم طال الزمن أو قصر ستجرف الأمواج كل شيء”.

وأكد الجامعي أن المخزن هو من يبعث اليوم بعدم الاستقرار ، لأن هذا الأخير يأتي من التداول الديمقراطي على السلطة وهذا مايريده الديمقراطيون المغاربة، وما تماطل فيه السلطوية لأنه يعصف بمصالحها خاصة الاقتصادية.




         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الجمعة 19 أبريل 2024 - 18:54 تعزية

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير