الفوسفاط قلة في النعيم والباقي في الجحيم....إقصاء ممنهج لتشغيل أبناء منطقة الرحامنة...!

إذا كان المغرب يحتكر عالميا ثروة هامة على مستوى تجارة الفوسفاط ويملك أكبر احتياطي عالمي أكثر من 75 بالمائة، لكن واقع الحال بالمراكز أو المدن الفوسفاطية ينذر بتفاقم خطير للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بعد أكثر من 90 سنة من استخراج الثروة الفوسفاطية، لدرجة ان البطالة لاتزال تنخر شباب وأبناء المراكز الفوسفاطية في مختلف أعمارهم ويتسع مجالها أكثر خصوصا في أوساط الشباب الحاملين للشهادات في العديد من المجالات، والتي من المفروض على المجمع الشريف للفوسفاط توفير فرص الشغل لهؤلاء الشباب المعطلين عن العمل الذين انتزعت أراضيهم بابخس الأثمان للمجمع، في الوقت الذي تسخر فئة من المسؤولين بهذا القطاع وبدون استثناء بجميع المراكز الفوسفاطية أبنائها واقربائها، ممن حولوا مناصبهم الوظيفية في هذا القطاع إلى مصدر لامشروع أصبحت معه إدارة الفوسفاط لا تفكر في حل مشكل التشغيل بالمناطق الفوسفاطية كما هو منصوص عليه في البند السادس من الفصل الثاني من القانون المنجمي للمكتب الشريف للفوسفاط الذي ينص صراحة على إعطاء الأولوية في التشغيل بهذا القطاع لأبناء المراكز الفوسفاطية وأبناء العمال المتقاعدين مع تحديد سقف التشغيل في 35 سنة، ومن بين المراكز الفوسفاطية مركز ابن جرير بمنطقة الرحامنة التي تزخر بعطاءات وثروات هامة من الفوسفاط، ورغم هذه الثروة الفوسفاطية التي تتميز بها المنطقة إلا ان ادارة الفوسفاط لم تعتمد المقاربة الاجتماعية في نهج سياسة تشغيل أبناء المنطقة التي تعتبر قلعة لاستخراج مادة الفوسفاط للتخفيف من حدة البطالة بالمنطقة حيث تتعمد إدارة الفوسفاط إغلاق أبواب التشغيل في وجه أبناء المدينة من حاملي الشهادات المعطلين وغيرهم كابناء المتقاعدين والأرامل وأبناء المنتزعة أراضيهم الفلاحية بابخس الأثمان الذين يعيشون في ظروف بئيسة وهم يتطلعون إلى مستقبل أفضل من واقع الآباء الذين افنوا زهرة عمرهم داخل مناجم الفوسفاط وبدأوا رحلة عذاب لا نهاية لها مع الأمراض والتهميش الذين أعلنوا احتجاجهم في أكثر من مناسبة على المسؤولين احتجاجا على الحرمان والاقصاء من الشغل بالمجمع الشريف للفوسفاط

وانطلاقا من كل هذايبقى ملف تشغيل أبناء مركز ابن جرير ومنطقة الرحامنة عموما من الملفات الساخنة التي أصبحت تؤرق بال المسؤولين يوميا مع استمرار احتجاجات واعتصام الشباب الحاملين للشهادات والدبلومات المعطلين بابن جرير، احتجاجات قوية وشعارات مدوية تلخصت في صرخة واحدة "الفوسفاط واللا الممات...عندنا عائلات "وتطالب بالحق في التشغيل وتندد بتجاهل المسؤولين لوعودهم ومطالبهم في الشغل، ودون الحدمن سلسلة احتجاجاتهم بالنظر إلى حل أزمة التشغيل بالنسبة لهم بعد وعود عامل الإقليم بتكوينهم وتشغيلهم بالفوسفاط، كما يراهنون على المجمع الشريف للفوسفاط الذي سبق له أن بادر من قبل إلى تشغيل 5200 شخصا مع فسح المجال أمام 15 الف شخصااخرللتكوين والتأهيل مع منحة شهرية من أبناء المراكز الفوسفاطية، لكن حصة مركز ابن جرير تظل مجهولة إلى يومنا هذا....