المجلس الحضري لابن جرير عندما يقر بالعجز والفشل ...متى يقدم استقالة جماعية؟

المجلس الحضري لابن جرير ، يعيش وضعا مترديا مسكوتا عنه وقابلا للانفجار في أي وقت نتيجة الوضع المالي الغير المريح في ظل تراجع مداخيله، ووصلت الأزمة المالية إلى حد القلق الذي تصاحبه بعض تصريحاتهم حتى درجة الإقرار بالعجز والفشل في أكثر من مناسبة ، بعدما خانتهم كل التوقعات التي كانت في مجملها تبشر بالعام زين ، وهذا ناتج أصلا عن عدم تحديد الموارد المالية ومصادرها وطرق تحصيلها ومسك محاسباتها ، أضف لذلك الاختلال في التوازن البنيوي للميزانية في كل توقعاتها ، إذ ليس هناك أي رابط بين نمو وتيرة النفقات وتحقيق المداخيل ما جعل الموارد المالية للمجلس تسقط في عجز شبه دائم خلال هذه السنة المالية ، لكون ميزانية المجلس لم تكن موفقة من ناحية الرؤية والتقدير السليم وانعدام قراءتها قراءة مستقبلية ماعدا الاجتهاد في تمزيق المال العام ، الأمر الذي كان كافيا أن يصبح هذا الأخير يدور في حلقات من التردي في الخدمات وضيق الأفق في تدبير وتسيير شؤون السكان لدى الأغلبية بالمجلس المذكور ولا حتى المعارضة شبه المنصهرة في جبتها.
مفارقة غريبة حين اقرار كل هؤلاء بالعجز وعدم التصدي لازمتهم المالية المتشعبة وكل ما تتقادفه أطماع بعض المستشارين المحسوبين على الأغلبية الذين تضخمت ثروتهم التي" ركضت بين أيديهم" وحولتهم إلى أعيان يصولون ويجولون بين جميع مصالح المجلس صباح مساء بعدما أصبحت تفوح منهم رائحة من أين لك هذا؟ وأصبح كل شئ واضح للعيان والسكوت عن ذلك غير مباح أمام وضع مجلس أصيب بشلل نصفي أصبحت معه المدينة تعيش اسوأ مراحلها وتعرف انتكاسة في جميع المجالات المرتبطة بخدمات المواطنين وتعيش أيامها الأخيرة ، إختلالات بنيوية وهيكلية ، فعلى مستوى التعمير فظاهرة البناء العشوائي حطمت كل المقاييس ، والنفايات و الأزبال متراكمة في كل اتجاه ، احتلال الملك العمومي وخروقات ومشاكل جمة تستخف بآمال الساكنة ، غياب أهم المرافق الضرورية التي تجعل المدينة كيانا ملموسا يحتدى به.