HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

اليوم العالمي للقدس بين واشنطن وطهران


محمد الحجام
الجمعة 28 يونيو 2019




اليوم العالمي للقدس بين واشنطن وطهران
يأتي يوم القدس العالمي هذه السنة (الجمعة الاخيرة من كل رمضان) في اصعب مرحلة تمر منها القدس والقضية الفلسطينية والامن العربي وخريطة موازين القوى العالمية، حيث ازدادت عدوانية الامبريالية الامريكية والصهيونية وتوابعها الغربية والرجعية، نتيجة فرض قوى صاعدة لنفسها في المسرح العالمي(روسيا، الصين، ايران،...) مما انعكس على هيمنة القطب الواحد وفرض العولمة ولو بقوة النار والتدمير، وهي حالة تعكس وضع ضعف وافاق انهيار الحلف الصهيوني الامريكي امام تصاعد الحلف المقاوم وتأزم الحلف المتواطئ.


يظهر هذا جليا في محاصرة ايران وتهديدها بالحرب، ثم التراجع والمطالبة بالحوار.

يأتي يوم القدس ومكة المكرمة تحتضن قمتين عربية واسلامية في افق عقد ورشة مؤتمر المنامة للبحث في كيفية توزيع بعض المال وخلق استثمارات كبديل للدولة الفلسطينية، المراد محوها بجغرافيتها ومقدساتها وتاريخها وديمغرافيتها، وهو وهم غير قابل للتحقق ولو بالقوة، لان الاحتلال اصلا مبني على القوة، ولان الوجود بالقوة مآله الزوال، عكس الوجود بالفعل حسب هيكل.


ومادامت القدس هي محور القضية التي هي محور السلام او الصراع، ليس في الشرق الاوسط وافريقيا فقط، بل في العالم اجمع .


اليس مجاهدو بيت المقدس على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:


“لا تزال طائفة من أمتي، ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله عز وجل، وهم كذلك”.


قالوا: يا رسول الله وأين هم ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم:


“بيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.


ومعلوم ان اليوم العالمي للقدس كان قد اقره الامام الخميني في صيف 1979 بعد نجاح الثورة الايرانية وهو اخر جمعة من كل رمضان.


وقد عرف يوم القدس الإمام الخميني هو: يوم الإسلام.. يوم إحياء الإسلام. يوم ينبغي فيه للمستضعفين أن يعدوا أنفسهم لمواجهة المستكبرين. يوم ينبغي فيه على كل مسلم أن يجهز نفسه لمواجهة اسرائيل.. ولا بد أن تعود القدس إلى المسلمين.


ومنذ ذلك التاريخ اعتبرت المقاومة هذا اليوم، يوم الفصل بين الحق والباطل،


يوم انفضاح المتآمرين الموالين لإسرائيل.


يوم يجب فيه السعي الجماعي لإنقاذ القدس.


يوم انذار القوى العظمى بأن الإسلام لن يعود يرضخ لسيطرتها أو لسيطرة الخبثاء من عملائها.


إبراز ما تمثله القدس بالنسبة للمسلمين كواحدة من أهم مقدساتهم، باعتبارها أولى القبلتين ومسرى الرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث صلى في مسجدها بالأنبياء. والملائكة:


فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:


“إن بيت المقدس بنته الأنبياء، وعمرته الأنبياء، وما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي وقام عليه ملك”.


يقول الإمام الخميني في البعد السياسي لإعلانه لليوم العالمي للقدس:


“يوم القدس هو يوم انذار القوى العظمى بأن الإسلام لن يعود يرضخ لسيطرتها أو لسيطرة الخبثاء من عملائها”.


“الذين لا يشاركون في يوم القدس موافقون لإسرائيل مخالفون للإسلام”.


وفعلا شكل يوم القدس هذا العام تميزا وزخما وشمولا اكبر في حجم المؤامرة ضد القضية، والجريدة ماثلة للطبع، حاولنا تتبع احيائه في عدة دول من غير فلسطين وايران ولبنان واليمن والعراق وغيرها، وفي ما يلي صورة عن احياء هذا اليوم في دمشق المحورية، حيث اورد خليل موسى في موقع اربيك نيوز تحت عنوان : اليوم العالمي للقدس في دمشق والهدف “نحو القدس”


مجدداً شهدت العاصمة السورية مسيرها السنوي بمناسبة يوم القدس العالمي، ومجدداً أيضا تم التأكيد على التمسك بكل الثوابت الوطنية والنضالية، حيث تمثل ساحة الجامع الأموي نقطة مركزية ألِفتها هذه المناسبة.


الجمعة الأخيرة من رمضان تحمل قيمة نضالية، فالهدف نحو القدس، والغاية تحرير فلسطين، والنية الصلاة في المسجد الأقصى.


منذ واحد وأربعين عاماً أخذت صرخة الإمام الخميني ضد الاستكبار، تنتشر في كل الآفاق تحمل لكل أحرار العالم المعاني السامية للوقوف إلى جانب قضايا المستضعفين في الأرض، وعلى رأس هذه القضايا كانت فلسطين فجاء يوم القدس العالمي في يوم الجمعة الأخير من كل رمضان.


آلاف اجتمعوا منذ صبيحة اليوم الجمعة خارج بوابة سوق الحميدية، ثم بدأوا بالدخول عبر السوق التراثي وسط دمشق، وصولاً إلى مكان التجمع في ساحة الجامع الاموي تحت خيمة ضمت مئات المشاركين من سوريين وفلسطينيين، وبقي ما يقارب هذا العدد حول هذه الخيمة يقومون بعروض عسكرية تمثل ما يقوم به مقاومو الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.


الرايات الفصائلية الفلسطينية كانت موزعة بين العلمين السوري والفلسطيني، من بداية المسيرة الجماهيرية الحاشدة؛ وصولاً إلى ساحة التجمع الرئيسية، والعبارات جميعها تدعو إلى هدف واحد حمل في المضمون شعار هذا العام لمسيرة يوم القدس العالمي “نحو القدس”.


الحضور والمشاركون أغنوا المسيرة باحتشادهم بالمئات لما تحمله من معانٍ استراتيجية مقاومة لصفقة القرن، حشود شعبية فلسطينية وسورية حضرت، إضافة إلى الضيوف الرسميين من سفارات إيران واليمن، بحضور شخصيات دينية وازنة على رأسها ممثل مكتب الإمام القائد في دمشق.


السفير الإيراني في دمشق اكد لموقع قناة المنار، ان “نحو القدس” هو الشعار الذي تنادي به كل الافواه التي تدعو للحق، وهو الذي جمعنا وألّفنا جميعاً في مسيرة واحدة نحو التحرير وهذا يعني أننا متحدون ومنتصرون لأننا على حق، ومن هذه المناسبة أكد أن صفقة القرن لن تنجح، وهذا حال جميع الاتفاقيات السابقة المبرمة مع الكيان الصهيوني من اوسلو غيرها حيث خرجت سابقا جميع تلك الاتفاقيات بالكثير من التوصيات إنما لم ينجح تطبيق أي من هذه التوصيات، وبعد كل فشل حاولوا أن يدفعوا بقوة اكبر ليبرهنوا على مكانتهم وما يحاولون القيام به لكنهم يفشلون والآن أتوا بترامب الذي يتصور نفسه الفاعل لما يشاء و ها هو يتحطم امام إرادة وقرار الشعوب والأمة بأننا لن نستسلم للشر وهذه الشعوب كما يراها السفير جواد ترك أبادي تسير على نهج الإمام الخميني الامام الخامنئي .


بدوره اكد أحمد جبريل الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن كل هذه الامة والشعب الفلسطيني في كل مكان يقف اليوم موحدا في وجه المؤامرة التي يحيكونها على القضية الفلسطينية، وهذه المؤامرة تحاك عبر مؤتمرات مزيفة، وأكد جبريل ان هذه الامة بكل مكوناتها الحرة ستواجه هذا المشروع الامريكي وستعطيه درسا كبيراً . وهذه الامة كما ينظر إليها ستصنع الانتصار بكل مكونات محور المقاومة من سورية وحزب الله وايران إلى جانب القوى الفلسطينية المقاومة وصولا إلى اليمن.

الجموع الغفيرة اكدت من الساحة الدمشقية القديمة اليوم انه لا بديل عن القدس ولا يمكن لأي صفقة مهما بلغ التحشيد العالمي لها بأن تنجح ما دام هناك قوى مقاومة حرة تقف في وجهه الاحتلال والمؤامرات والداعمين له، ولا بد من صنع الانتصار وتحرير فلسطين مهما كثرت قوى الاستكبار في الأرض.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير