HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

رسالة الى صديقي ورفيقي السابق عبد اللطيف وهبي.....


المحامي أحمد راكز
الجمعة 31 ديسمبر 2021



لا لنهضة ادريس البصري من قبره وعودة مدرسته في الدفاع عن المخزن


رسالة الى صديقي ورفيقي السابق عبد اللطيف وهبي.....

-1-

صديقي العزيز و رفيقي السابق:

عندما عرفت الوزير الحالي للعدل عبد اللطيف وهبي في مبتدأ الثمانينات عرفت شابا يافعا متلي يتطاير الشرر من عينيه نضالا, و من أشرس شباب حزب الطليعة الثوري الذي لو لم أكن مناضلا من مناضلي الحركات الماركسية الاولى أ و ب و ج التي أنتجت المنظمات اليسارية الجذرية التورية "الى الامام و 23 مارس و لنخدم الشعب" لكنت أحد أعضائه الاوائل الى جانب رفاق العمر الخالدين النقيب عبد الرحمان بن عمرو و المرحوم أحمد بن جلون و الاستاذ محمد الصبار و اليزيد البركة و المرحوم طارق السباعي و اخرون غابت عني أسماؤهم من المناضلين الفرسان الذين لم يترجلوا يوما من على أحصنة الزمان المغربي من أجل انهاء الاستبداد, و احقاق التوزيع العادل للخيرات والدفاع عن الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية و دولة المؤسسات بحق, عماد دولة الحق و القانون

- و بسكرة فرحة حميمية هنأتك عندما عينت زعيما لحزب الأصالة و المعاصرة رغم التشنجات ذاخل الحزب التي أفضت الى انسحابات أعضاء و التحاق اخرين بأحزاب اخرى و محاولة الثالثين تأسيس حزب جديد:

ضحكت و قلت و الله الا داها, هذا هو وهبي

و بسكرة الفرحة ايضا هنأتك عندما أصبحت وزيرا في ظل حكومة رئيسها طالما ناصبته و ناصبك العداء قولا و فعلا في السياسة و الاعلام.

و هنا ايضا ضحكت و قلت من جديد و الله الا داها, هذا هو وهبي

يعرف ما يريد, و يسعى الى ما يريد بكل الطرق المؤدية الى روما فيقف وسط مسرح روما التاريخي بعد ان اردى كل التيران المعادية صرعى.

-2-

لكنهنا لا يا صديقي الذي أكن له كل التقدير و الاحترام:

الغصة لم أستطع أن أبلعها في الحلق

فجعلتني الغصة أعود الى ما جاء على لسان زميلي و رفيقي عزيز رويبح و حسن حلحول.

- الأول " ذ رويبح" دعا وزير العدل الى الاستفاقة من سكرة السلطة و الاستوزار و استعادة نخوة المحامي الاصيل و الغيور الذي كانه عبد اللطيف وهبي في حزب الطليعة الديموقراطي

- بينما عاب الثاني "ذ حلحول" عن السلطة القضائية انجرارها الى الوهم و بذلك انهت حلم استقلالية القضاء بانسياقها الى ما اسماه بالاندفاع اللامعقول للوهبية "نسبة الى وهبي" التي اختصرها في بساطة الفكر و محدودية التصورات للعواقب و جهلها لقواعد علم العواقب و اندفاعها اللامعقول و التهور المتسارع لها و المنطبع بالغطرسة.

ففي ظل ثلاثة أشهر, يقول حلحول, من تقلد منصبه لم يمر يوم دون ان يخرج عبد اللطيف وهبي بتصريحات نارية تستهدف فئة معينة. لا لشيء, سوى أنه أراد أن يثبت وجوده: أنا أصرح لخلق فتنة جدالية, إذن أنا موجود.

-3-

صديقي العزيز لم أستطع أن أبلع الغصة التي وقفت في حلقي أيضا و أنا أقرأ ما تردد على لسانك أمام البرلمان و أمام الإعلام من أقوال و أنت تدافع بشراسة على عودة المدرسة البصروية "نسبة إلى إدريس و ليس الفقيه المناضل" في الدفاع عن النظام المخزني و الدولة المخزنية داتا الاثني عشر قرنا على حد تعبيرك على قاعدة الدولة أولا و المخزن أولا في مواجهة الدستور و المصداقية و الأخلاق المهنية و الدفاع عن الحق في السلامة الجسدية من وجهة نظر احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا و ليس من وجهة نظر الاستبداد.

-4-

لم أستطع أن أصدق هذا الانقلاب العسكري الاستبدادي على سلطة الدستور و حقوق الإنسان و شروط الزمالة من أحد أشرس مناضلي حزب الطليعة سابقا أحد أقدم قلاع النضال الجدري بالمغرب. لست المحامي الوحيد الذي حل وزيرا للعدل بالمغرب. كتيرون قبلك و لا أحد منهم تجرأ على فعل ما فعلت حتى ولو إختلف مع زملائه!

لكن حين تعود بي الذاكرةالى التاريخ أتدكر الدرس البليغ من المرحوم الرفيق علي يعثة عندما كنا نتهمه بالذيلية للاتحاد السوفياتي, و الانبطاح للنظام المخزني كان يرد علينا:

إنها اليسارية الانتهازية تزايد و تفعل أحيانا نقيض ما تقول, وكنا نضحك من قوله و نتهامس عليه نحن دعاة التورية.

و مرت عشرات السنين و نحن نناضل في يسارنا السبعيني مقتنعين بجدريتنا الشكلانية, لأكتشف من خلال التجربة بعض الصدق في قول الرفيق:

عدد من غلاة التطرف السبعيني تحولوا الى غلاة التطرف المخزني و حماة لقلاعه.

عزاؤنا في وقوع ما يقع في هذا الشأن القول: إنه مكر التاريخ!

الرباط 30/12/2021

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الثلاثاء 12 مارس 2024 - 23:11 أحزاب المعارضة العائلية

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير