HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

ساكنة قلعة السراغنة بين اليأس والأمل


البدالي صافي الدين
الخميس 25 ماي 2023




من حقنا أن نتفاءل و من حقنا أن نرجو لمدينتنا ،مدينة قلعة السراغنة ، مدينة المقاومة و النضال و الصمود، مدينة الشهداء من أجل الاستقلال و التغيير والديمقراطية، من حقنا ان نرجو لها تقدما على غرار المدن المغربية ، رغم حوادث الزمان و إكراهاته و تقلباته. إنه الأمل الذي ظل يراود ساكنة هذه المدينة منذ ثلاثة عقود. أمل الخروج من دائرة التخلف المخيف و البؤس السياسي إلى نور التقدم و الازدهار الاقتصادي والعمراني والثقافي والاجتماعي والإنساني. إنه الأمل الذي تحول الى يأس قاتل بفعل طغيان الفساد و تسرب الجهل الى مراكز القرار، في غياب إرادة سياسية قوية للمسؤولين ، من سلطات وطنية وإقليمية ومحلية ومن منتخبين جماعيين و برلمانيين . كان الأمل يراود ساكنة القلعة ، أمل بناء جامعة ذات المواصفات الدولية و الوطنية، تكون قطب العلم و المعرفة و البحث العلمي و التقدم، لها فضاء شاسع و مرافق اجتماعية من سكن ومطاعم و منتزهات للمراجعة و المطالعة و ملاعب رياضية وأندية ثقافية وفنية وعيادات طبية ، ذلك هو الطموح والأمل. ذلك الأمل الذي أصبح مادة دسمة في فترات الانتخابات لاستمالة الشباب و الشبات منذ إنتخابات 2007 و مادة استهلاك للعمال المتعاقبين على هذا الإقليم . إنه الأمل الذي تحول إلى يأس، بل إلى بؤس، حينما قرر المجلس البلدي تخصيص السوق الأسبوعي لهذا العالم العلمي، وسط التجزئات السكنية ،تجزئة السلام و النخلة ، ثم تجزئة بدر و تجزئة المنار و دوار الكرس . إنه تبخيس للعلم و العلماء و للطلبة و الطلبات واختيار يسيء الى المدينة و إلى شبابها و إلى الأجيال الصاعدة .
فهل يعقل أن ينال المضاربون العقاريون كل التسهيلات من أجل الاستيلاء على كل الأراضي بمحيط المدينة، أراضي مسترجعة و أراضي الجموع وأراضي الدولة من أجل تشييد تجزئاتع و الكسب السريع و الاغتناء غير المشروع و دون ترك أرض مناسبة لبناء الجامعة ، إنه العبث بعقول الساكنة و دغدغة عواطفها . فما ذنب هذه المدينة أن تعيش أزمة تعليم جامعي كما عاشت جريمة الإقصاء من تعليم إعدادي و ثانوي منذ ما قبل الاستقلال حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي ، رغم أن هذا التعليم ظل ناقصا من عدة شعب وجب التوجه إليها إلى مراكش . إن الذين يضعون التعليم بكل أسلاكه و مستوياته في مؤخرة قطار التنمية المستدامة يحكمون على البلاد بالتخلف و الجهل و الأمية حتى تصبح في عالم النسيان .أما العامل الثاني وهو عودة مستشفى السلامة إلى أيامه الجميلة من حيث العطاء و العلاج المجاني و روعة الخدمات الصحية في جميع التخصصات حتى أصبح قبلة مرضى من انحاء المغرب و كانه مستشفى جامعي . ىقد انتظرت ساكنة هذه المدينة عودة هذا المستشفى الى عهده القديم بعدما تقرر اصلاحة و توسيعه ،لكن ذلك الأمل تحول الى يأس قاتل مرة أخرى بعد أن تلاعب في مشروع اصلاحه وتوسيعه أيادي خفية و ذوي النيات السيئة الذين حولوه الى مؤسسة تنتج الموت و تصدر المرضى الى المصحات الخاصة في إطار المتاجرة في صحة وأرواح الناس . إنه واقع مر لم تنفع معه صرخات المرضى غ و لا الوقفات الإحتجاجية للمجتمع المدني وقوى سياسية تقدمية و نقابية و ممرضين و ممرضات شرفاء ، و هو ما يعني بان المسؤولين على هذا القطاع لا يعيرون أي اهتمام لمطالب الساكنة، و لا للأطر الصحية الواعدة ، بل يتلذذون بحرمان الساكنة من ذلك الأمل المنشود و هم يزرعون في قلبها اليأس. إنه أمل ضاع مع تغلغل الفساد و نهب و تبديد مالية هذا المستشفى الذي تحول الى عبارة عن بنايات فقدت قدسيتها و دورها النبيل والشريف في أيام العزة و الشرف المهني و النفوس النقية ، ايام زمان قبل أن يحل به حاملو ثقافة الوندال ليدمروا ما بقي منه ، لأنهم لا يريدون لهذه المدينة خيرا. لكن الأمل يظل مرجوا و مبتغى حتى لا نموت باليأس المقصود .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير