مكافحة الفساد...قضية مجتمعية...!

الفساد بشكل عام يعد المصدر الرئيسي لاخفاق جهود التنمية وتكريس الفقر وتعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وان حجم الفساد المالي في المغرب يتزايد ونهب المال العام يتفاقم وقد استشرى في أوصال البلاد واقتصادها، أمام عجز مؤسسات الدولة إزاء قوة المفسدين،وأمام عراقيل لوبيات مناهضة التغيير ببلادنا ممن اعتادوا نهب المال العام والتستر على الحقيقة بجماعات ترابية ومؤسسات عمومية خارج الزمن الذي يريده المغرب اليوم في ظل غياب استراتيجية حقيقية تمتلك آليات واضحة وفعالة لاستئصال منظومة الفساد المتغلغلة في كل مجالات التدبير العمومي،وبالنظر لحجم الفساد المالي الذي أصبحت تعج به البلاد هنا وهناك تبدو الحاجة ماسة لتجسيد دولة الحق والقانون على أرض الواقع والعمل بمبدأ اللافلات من العقاب وتخليق الحياة العامة، وان مكافحة الفساد ليس شأن حكوميا فقط، هو قضية مجتمعية تتطلب تعبئة موسعة وانفتاحا على مختلف الأطياف، لأنها في آخر المطاف "مرض"عدواه تصيب كل شرائح المجتمع، ولاشراك الجميع في محاربة الفساد لا بد من الانطلاق من عملية تواصلية بناءة لا يكون هدفها الإخبار بل يجب أن تتأسس على مقاربة تفاعلية، وكل البلدان التي سعت إلى الإصلاح وجدت طريقها إلى أهدافها إلا بلدنا يخوض كل الحروب ضد الفساد وكل الإصلاحات ولاشيء تغير...