HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

الصحافة الجهوية تقاوم من أجل البقاء....


حقائق بريس /متابعة
الثلاثاء 18 يناير 2022




الصحافة الجهوية تقاوم من أجل البقاء....


في ظل محدودية الموارد المالية وتواضع مستوى الطاقات البشرية العاملة فيها، الصحافة الجهوية التي استطاعت أن تخلق تقاليد معينة في الشكل والمضمون كما أوجدت لنفسها قاعدة من القراء مستقرة إلى حد كبير، تعاني اليوم الكثير من الاكراهات والتغيرات التي تستوجب التأهيل اعتبارا لكونها رهانا مستقبليا متماشيا مع التفعيل الأمثل للجهوية الموسعة، هذا التأهيل الذي من شأنه كذلك أن يعيد التوازن والمهنية والمصداقية للمنتوج الإعلامي الجهوي في تشكيل الوعي التنموي انسجاما مع ورش الجهوية المتقدمة الذي يستحيل تقعيده بدون إعلام جهوي قوي ومسؤول وشريك في تنزيل مخططات الدولة الاستراتيجية، والصحافة الجهوية تمثل صورة أخرى من الإعلام المواطن، تدعم العقد الديمقراطي وتعمق المسار المؤسساتي بشكل محدد، ويحاول أن يقرب الخبر ونشره بشكل واسع على صعيد محيط الجهة، والخبرالجهوي نظرا لاهميته ووقعه في النفوس يشكل الهيكل المركزي والعمود الفقري لأي جريدة جهوية بشقيها الورقي والالكتروني ويضمن بالتالي مستقبلها، وتساهم الصحافة الجهوية بشكل أو بآخر في تطوير المشهد الإعلامي المغربي وفي لعب دور تنشيط الحياة الديمقراطية محليا وجهويا وكذا المشاركة في تكريس مفهوم المواطنة، والصحافة الجهوية بالدول الديمقراطية لها تأثير واشعاع كبيرين في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية نظرا لماتتمتع به من عناية واهتمام من طرف الدولة عكس نظيرتها بالمغرب التي مازالت لم تعرف نفس الاهتمام والرعاية من طرف المسؤولين رغم الشعارات وكثرة التوصيات ورغم تعدد التصريحات بشأن دعم الإعلام الجهوي، ونتيجة الصعوبات المادية فإن أي تجربة إعلامية جهوية تبقى مهددة بالإفلاس، وإذا كانت تجارب كثيرة كتب لها النجاح، فإن معظم الجرائد الجهوية عمرت لفترة والت إلى الزوال لكونها لا تتوفر على استقرار مالي وتعتمد على تضحيات القائمين عليها، فهي تحتاج إلى وقفة متأنية من أجل توفير الدعم المادي لتحقيق عمل صحفي جهوي ذو نوعية عالية، يمتلك الجرأة على الانتقاد وإحساس عميق بدور الإعلام في خدمة الصالح العام لا المصلحة الخاصة لبعض المسؤولين أو المنتخبين أو اللوبيات الاقتصادية أو المالية،وهذا الاستقرار المالي الذي تحتاجه الصحافة الجهوية سيمكنها من تأهيل وتكوين الصحفيين العاملين بها وخلق تراكم يجعلها محط ثقة القارئ في المداشر والقرى والمدن الصغيرة والمتوسطة، تناضل من أجل البقاء في واقع مخزي للمقروئية وغلاء تكلفة النشر والتوزيع، هذا إذا علمنا أن الصحافة الجهوية هي مرآة عاكسة لنبض المجتمع واختلاجاته، وكان يستلزم التفكير في دعم الصحافة الجهوية التي تقاوم من أجل البقاء ولانعاشها وضمان استمراريتها في زمن جائحة كورونا كذلك من أجل الارتقاء بالوضع الاعتباري للصحفيين العاملين في حقل الصحافة الجهوية وتجويد الرسالة الإعلامية للإعلام الجهوي شكلا ومضمونا ولاعلاء القيمة التعبيرية في مجتمع الإعلام والمعرفة لا بد من وضع الصحافة الجهوية في مسارها الطبيعي وفق الإعلام المقاولاتي الحديث خدمة للتنمية الجهوية وتطوير أداء الإعلام الجهوي المكتوب من خلال تعميم الدعم العمومي على الصحف الجهوية المتوفرة على الشروط المهنية وكذلك رقم اللجنة الثنائية وتعميم الإعلانات التجارية والإدارية والاشهار على الصحف الجهوية، وبهذا الخصوص وجب كذلك أن تضع الجهة كاطار مسؤول عن مجال جغرافي واسع نصب أعينها إيلاء الأهمية اللازمة لقطاع الصحافة شأنه شأن قطاعات أخرى كالرياضة والعمل الجمعوي والتفكير في آليات واضحة لدعم الصحافة الجهوية حتى تستمر في أداء رسالتها، وليس محاولة استئصال نبتة إعلامية جدورها ممتدة في عمق المجتمع ومنغرسة في تربة انتظارات وتعبيرات الشعب المغربي، حتى لا يكون لهذا الدعم وجهة اخرى غير النهوض بالمشهد الاعلامي في شقيه المكتوب والالكتروني وطنيا وجهويا

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير