HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

الضغط احتد .. حذار من الانفجار


محمد عصام
الاحد 17 أبريل 2011




الضغط احتد .. حذار من الانفجار
كما هو معروف عند علماء الفلك، فما استقر الكون على حال، هو دائم التغير، هذه سنن لا نعلم الغاية منها بالضبط....
و كما هو معروف عند علماء الاجتماع، فما استقر البشر على حال، فهو بشكل تبعي للكون دائم التغير ، يفعل الزمان فيه فعلته ، ما استقر به حال على حال ، ما يفتئ يطوي المراحل ، و ما أن يصل نهاية ، يتدحرج إلى حضيضها، ليعاود الكرة ، ليستمر في الوجود ، حتى يقف الكل عن المسير ، و تلك لحظة لا نعلم عنها شيئا بالضبط.

البشرية جربت مرارة الاقتتال ، و ما تزال تتقاتل ، و جربت مرارة الجوع ، و ما تزال تصنعه .... و جربت مرارة الظلم و العدوان، و مازالت تظلم و تعتدي ... تمر الأيام و تمر السنون و يفنى الجميع، السارق و المسروق، القاتل و المقتول، الظالم و المظلوم، المعتدي و المعتدى عليه، الغاصب و .المغصوب ... و يرث الخلف من السلف خصاله ، و يزيد و لا ينقص و يجتهد و لا يتعض .. و لا نعلم لذلك تفسيرا بالضبط

البشرية تفرح و تمرح و تمجد خصال الخير، كالحق و الحرية و الاستقلال و الكرامة و الكرم و الإنصاف و التعاون و التآزر و التراحم و التآخي .... و في .الآن يصدر عليها النقيض .ويكادا إذا وضعا الميزان تترجح كفة الشر على كفة الخير و تنتصر عليها .. وذلك لا نعلم له تفسيرا بالضبط

البشرية بصنيعها السريع هذا تسير سيرا حتيتا تتغير نحو النهاية . وبما تصنعه تضيق المسافة لتجمع الكل في قرية واحدة تطوي المسافات بين الجهات .الأربع في ساعات صارت تتقاطع و تقطع و كانت من قبل سنوات و سنون إنها نحو الصفر و تلك لحظة لا نعلم شيئا عنها بالضبط

و لنعد إلى غينا فقد احتد اللغط داخله لغط آت من الجنوب و لغط آت من الشمال و لغط آت من الشرق و لغط من الغرب لغط هنا و لغط هناك... لغط داخل الحدود و لغط خارج الحدود .الفقراء يشتد فقرهم و يحتد، ونفذ صبرهم،و الأغنياء فحش غناهم و طغوا في الأرض، و فسدا و افسدوا ،و اسروا العدل و اجبروه على خدمتهم ،و ليكون لهم و معهم لا ضدهم، و اضعفوا بذلك أسس الحكم، و ازداد الغضب بازدياد الحرمان و الفقر و الجوع و الظلم و الفساد، و إن طال الصمت وعم، فما بذلك بدال على الطمأنينة و الرضى أو الاستسلام و القبول و الخنوع المستمر الدائم، فلا يدوم حال على حال، إنما هو الدلالة على الصمت و جمع النفس ،وما إن تنطلق الشرارة حتى يعم الانفجار: وتستحيل آنئذ العودة إلى نقطة الانطلاقة و لو تخلى الأغنياء عن غناهم و القضاة عن رشاهم، و المتسلطون عن نفوذهم و فسادهم :
إنها لحظة تأمل و أمل تسبق الانفجار، وعلى ولاة الأمر و حكماء الأمة استغلال و نزع فتيل القنبلة قبل الانفجار، و هذه صيحة إنذار فلا تنتظروا حتى يعم الطوفان لتقولوا أمنا.



         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير