HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

الطبقة الاجتماعية الهاوية لممارسة الانبطاح


ذ. محمد الحنفي
الثلاثاء 18 يناير 2011




الطبقة الاجتماعية الهاوية لممارسة الانبطاح
تتمة المقال الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين..... !!!

وعلى المستوى الاجتماعي نجد أن الأفراد المنتمين الى مجموعة من الطبقات الاجتماعية تمارس الانبطاح بأبشع صوره. إلا أن مسئولية إشاعة ممارسة
الانبطاح في المجتمع تتحملها طبقة معينة.

فما هي الطبقة المسئولة عن إشاعة ممارسة الانبطاح في مظاهره المختلفة؟

إن الذي نعرفه، أن الذي يجمع بين الطبقتين الرئيسيتين، في أي مجتمع، هو التناقض الرئيسي، بمستوياته الإيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، مما يجعل العلاقة بين هذين الطبقتين الرئيسيتين علاقة صراعية: إيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية. والصراع قد يتخذ مستويين: مستوى الصراع الديمقراطي، ومستوى الصراع التناحري. والى جانب الطبقتين الرئيسيتين، في أي تشكيلة اقتصادية اجتماعية، هناك طبقة وسطى، لا إيديولوجية لها، ولا تصور تنظيمي، ولا مواقف سياسية واضحة. وهذه الطبقة الوسطى تستعير من الطبقتين الرئيستين ما يتناسب مع طبيعتها الطبقية. ولذلك نجد أنها تدعي الحياد، والوسطية، حتى لا تنخرط في الصراع بشكل واضح، لأنها لا تملك أدوات الصراع. غير أن ذلك لا يمنعها من الانحياز ثارة إلى الطبقة المستغلة (بفتح الغين)، وأخرى إلى الطبقة المستفيدة من الاستغلال.

والواقع أن المصنفين من ضمن الطبقة الوسطى، يكونون أكثر انتهازية من غيرهم من المنتمين إلى الطبقتين الرئيسيتين في المجتمع. وانتهازية المصنفين ضمن الطبقة الوسطى، آتية من كون هؤلاء يعتبرون مرضى بالتطلعات الطبقية، التي تجعلهم يقدمون على القيام بالأفعال المنحطة، والدنيئة، التي تجعلهم يفقدون قيمتهم الإنسانية، كما هو الشأن بالنسبة للذين يقبلون بممارسة الانبطاح أمام ذوي النفوذ المخزني، وأمام مختلف الأجهزة الإدارية.

فالطبقة الوسطى، إذن، بأحزابها، وبتنظيماتها المختلفة: النقابية، والجمعوية، والحقوقية، هي المسئولة، بالدرجة الأولى، على إشاعة ظاهرة ممارسة الانبطاح المتعددة الأوجه، التي تقف وراء تحقيق التطلعات الطبقية.

فما الذي يجعل هذه الطبقة الوسطى في موقع المسئولية عن إشاعة ممارسة الانبطاح؟

إن مسئولية الطبقة الوسطى عن ذلك، لا تأتي هكذا، وباختيار المنتمين إليها بقدر ما تأتي نتيجة ل:

1) كون فئات هذه الطبقة الوسطى ذات طبيعة بورجوازية صغرى.

2) كون شرائح البورجوازية الصغرى لا تكون إلا مريضة بالتطلعات الطبقية.

3) معاناة الشرائح البورجوازية الصغرى من ظاهرة التذبذب التي تدخلها في حيرة لا متناهية.

4) كون هذه الشرائح تقوم بالأعمال التي تدخل في إطار تنظيم الاستغلال المادي، والمعنوي للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.



         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير