HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 328 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf




الأكثر تصفحا


الناجي: “البام” مثل نبتة بلا جذور.. و”جراره” وصل متأخرا بعد فوات موسم الحرث


محمد الناجي
الخميس 15 فبراير 2024




قال الباحث والمؤرخ والسوسيولوجي محمد الناجي إن حزب “الأصالة والمعاصرة”، فكرة مشروعة تم القضاء عليها في مهدها.

جاء ذلك في تدوينة مطولة، نشرها الباحث على صفحته على فيسبوك، شبه فيها حزب “الأصالة والمعاصرة” بـ “النبتة التي تنمو في الصحراء بلا جذور
ويعيش بالالتصاق بالأشجار الأخرى وjتغذى على الرطوبة”.



وأضاف الناجي هكذا أرى هذا الحزب بدون رؤية تحقيرية مثل “نبات هوائي يعيش معلقاً بفضل كرم السماء وليس خصوبة التربة حيث لا يوجد له سند عند ولادته”.

وأوضح الkاجي فكرته قائلا هو حزب “بلا جذور لأنه لم يأخذ الوقت الكافي لحرث التربة وبذرها والانتظار بصبر حتى تنبت البذور ثم تتبرعم لترى الزهور تتفتح فيما بعد. ولعل الجرار الذي يمثل شعار الحزب هو رمز هذا العمل الفاشل، فقد وصل بعد انتهاء موسم الحرث. وبالتالي فاته الربيع (العربي) الذي أزهر في شوارع البلاد مستهزئا بالمولود الجديد الذي ترك وقت فراغ للإسلاميين لجني الثمار”.

وبالنسبة للباحث السوسيولوجي فإن هذا الحزب لم يخرج من الشعب، ولم يستجب لهمومه، “رغم أمنياته الصادقة بالتقدم والحداثة”، وإنما “ولد على الورق وكأن الإجراءات القانونية والرسمية كانت كافية لجعله كذلك. لقد فعل الأشياء بشكل عكسي من خلال محاولة إسقاط الأفكار والرجال بالمظلة بين الناس، والعيش في حالة من التشويق، مثل النبات المذكور أعلاه”.

وزاد الناجي أن محاولة ربح الوقت هي التي جعلت من أصحاب هذا الحرب “يتحركون بسرعة لتعويض الوقت الضائع، لمواجهة الإسلاميين الذين ثبتت أقدامهم على الأرض، واستغرقوا الوقت للتجذر، حتى لو لم تغب السماء عن هذا التجذير. لكنهم، كطلاب مجتهدين، حرصوا على البدء من البداية”.

واضاف الناجي في تحليله لظاهرة هذا الحزب بأن وصمه بأنه “حزب السلطة” أو “حزب الإدارة”، لا يقدم أي تفسير لفهم هذه الظاهرة، معتبرا إطلاق مثل هذه الأوصاف أمر يفتقر إلى الجدية ولا يجعلنا نتقدم في التفكير، لأن الأحزاب السياسية كلها، على حد قوله “هي تعبير في المجال السياسي عن فئات اجتماعية ومصالح معينة، وحزب الأصالة والمعاصرة ليس استثناءً، بطريقته الخاصة، من هذه القاعدة”.

وأشار الناجي إلى كون أن الفكرة الأولى التي انبثق منها هذا الحزب “لم تكن سيئة ومن المؤكد أنها لم تكن تفتقر إلى الإخلاص، بل إنها كانت مشروعة حتى عندما إدعت بأنها تمرين مصمم لمواجهة صعود الإسلاموية في المجتمع المغربي”، لكنه أشار إلى أن هذا المشروع “لم يأت بأي أفكار مثمرة في هذا الاتجاه، وإنما كان مجرد شعار خلق الوهم للحظة و سرعان ما تلاشى، وأثبت عدم قدرته على تحقيق الهدف المحدد الذي كان يحتاج إلى تفكير حقيقي”.

وأوضح الناجي أن “جمعية (الحركة لكل الديمقراطيين)، التي كان من المفترض أن تتحول إلى نادي للتفكير في هذه المسألة ـ وهي مبادرة جديرة بالثناء في الحقيقة ـ تم إجهاضها عملياً بسبب تكوينها ذاته. لم تنتج أبدًا فكرة واحدة قابلة للحياة”، منتقد الإستعجال ونوع من السذاجة التي أبداها أعضاء هذه الحركة للتحول إلى حزب سياسي لم تكن كل شروط وجوده قد نضجت بعد، وهو ما أديى إلى فشله في مهد.

وأوضح الناجي أن السذاجة تتجلى في”الإستعانة بيساريين كحاملي لواء فكري وشرعية سياسية، وسرعان ما تبين أن هذه الخطوة كانت مجرد بهرجة فارغة، وكان الفشل مريراً لأن المكون اليساري لم يٌظهر عقمه النظري والتحليلي في مواجهة تعقيدات المجتمع المغربي فحسب، بل أظهر أيضاً عدم قدرته على تأطير الناس خلال أول انتخابات سيخوضها الحزب الجديد”.

والنتيجة كما يقول الناجي هي “مثالية واضحة، أصبحت خرقاء، في تصور تشكيل سياسي من المفترض أن يقف ضد تيار من الأفكار المنظمة بشكل جيد للغاية والراسخة بين الناس . علاوة على ذلك، فإن اللذين اعتمد عليهم الحزب للاقتراب من النخبة ومن المجتمع المدني وكسبهم لم يكونوا سوى أفرادا معزولين ليس لديهم أي تأثير نظري أو نضالي لإقناع الناس، وهذه إحدى مشاكل حزب الأصالة والمعاصرة.”

ويختم الناجي تدوينته قائلا: “هذا الحزب ولد بتشوه خلقي خلف عنده إعاقة دائمة، ما جعله حزبا “مٌدارا” (إداريا) في حاجة إلى السلطة لمساعدته لأنه لا يستطيع السير اعتمادا على نفسه”. واستشهد كاتب المدونة بمثل لاثيني قديم يقول “ما أبعد الطريق بين الكأس والشفاه”، وهو مثل يجد تفسيره في قول الإمام الشافعي: “بقدر الكد تكسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي ومن طلب العلا بغير كد أضاع العمر في طلب المٌحالِ”!

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير