HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 328 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf






بؤس السياسة في زمن شعبوية الساسة


عبد الرحيم الطنطاوي
الاثنين 17 ديسمبر 2012




بؤس السياسة في زمن شعبوية الساسة
لا يمكن للمتتبع للشأن السياسي المغربي، وفي ظل التحولات الجديدة لتولية منصب الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية، منذ اعتلاء عبد الإله بنكيران الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ،ومن بعد رئاسته للحكومة، وكذا الصعود الفجائي لشباط لا على رأس النقابة ( الإتحاد العام للشغالين بالمغرب) وكذا الأمانة العامة لحزب الاستقلال، وانتخاب البراكماتي إدريس لشكر على رأس الكتابة الأولى للإ تحاد الاشتراكي، إلا أن يقف منبهرا و مستغربا من هذا الصعود المسترسل لزعماء شعبويين براكماتيين.
إما أن الأحزاب السياسية وصل بها العقم لحد إنتاج مثل هذه الكائنات الانتخابوية الشعبوية ،أو أن الأحزاب السياسية لها قراءة، أنه لا يصلح للقيادة إلا ساسة شعبويين.
أو أن هناك أيادي خفية تنسج سيناريوهات على المقاس بحسب الزمان والمكان .
إنه بؤس السياسة بكل أبعاد وتجليات البؤس، في زمن قادة سياسيين شعبويين، إنه القتل للسياسة بمعناها النبيل والشريف الحاملة لقيم النبل والأخلاق و النزاهة، وفتح الباب أمام" كراكيز" انتهازية وصولية براكماتية لتأثيث المشهد السياسي بنوع من الفرجاوية والبهلوانية المبتذلة.
إنه النفور والنكوص من السياسة، ومن العمل السياسي، والانزواء للتفرج على هذه المسرحية المبتذلة السخيفة.
بالأمس كانت الأحزاب الوطنية مدرسة لإنتاج كوادر مثقفة، لها رصيد نضالي وإشعاع فكري.
واليوم أصبح من يتقن فن الشعبوية هو من يمارس السياسة، ويتولى الزعامة والقيادة.
ألا يحتم هذا الوضع الجديد من علماء السياسة قراءة، عن سر هذا التحول النوعي والكيفي ؟؟؟
ففي الوقت الذي يعرف فيه الشارع السياسي ديناميكية وحركية متطورة، على العكس من ذلك نلاحظ تراجع قهقري لمنظومة النخب المتداولة على القيادة الحزبية.
وعلى هذا الأساس فالحقل السياسي المغربي سيعرف المزيد من الخرجات الفلكلورية الشعبوية. ومزيد من الانفصام مابين قاعدة شعبية مسيسة وقيادة شعبوية وصولية.
فإذا كان شباط الشعبوي كمكون رئيسي في أللإتلاف الحكومي يطالب بتعديل حكومي ،و إذا كان الشكر البراكماتي الوصولي الذي لبس جلباب المخزن أثناء استو زاره، كان من أشد المعارضين "للوافد الجديد " أصبح اليوم مدعوما من طرف هذا الوافد لتولية الكتابة الأولى ما علينا إلا أن ننتظر تخريجة شعبوية جديدة للشكر .

إشارة قبل الختم

مع كامل احترامنا لحزب الإتحاد الاشتراكي كنا متيقنين كل اليقين قبل المِؤتمر بأن إدريس الشكر هو الكاتب الأول.
لأننا مع الأسف نعيش في زمن الأمناء العامين الشعبويين.
إنه بؤس السياسة في زمن الساسة الشعبويين.

عبد الرحيم الطنطاوي

         Partager Partager


1.أرسلت من قبل عبدو في 20/12/2012 19:43

انتصرت الشعبوية في المغرب بعد أن هزمت. الأحزاب وتراجعت الثقافة وعمت السوقية كلغة ومنهج وسياسة. هل هذا الإنتصار ونجاح أقطابه في قيادة ثلاثة أحزاب مرة واحدة جاء نتيجة صدفة غريبة أو فرض بشكل من الأشكال على المشهد السياسي ؟ المؤكد أن ظاهرة الشعبوية برزت كنتيجة لعدة تطورات شهدتها البلاد. من ضمنها انهاك الأحزاب الوطنية وإغراق الساحة بأحزاب مصطنعة وتغليب كفة البرقراط المفر نسين على رجال السياسة كيفما كانت كفاءتهم. لكن ما هي الشعبوية؟ هل هي التواصل مع عامة الشعب بالأسلوب البسيط الذي يستطيع ان يفهم به تعقيدات السياسة ودهاليز المصالح المتشعبة؟ إذا كانت كذلك فنعم الخطاب ونعم التواضع. لكن الشعبوية ليست كذلك. بل هي نوع معروف من النفاق السياسي الذي يمتهنه ساسة غالبا لا يؤمنون بشيء اسمه مبادئ وقيم ولا يحكم تحركاتهم سوى طموحهم الشخصي ولا يستحيون في الإعلان عن ذلك وعن إيمانهم الراسخ بأن الغاية، كيفما كانت، تبرر الوسيلة. هذا المنطق الذي أسس له ماكيفيل منذ قرون يجد اليوم في بلادنا من يدافع عنه باسم الواقعية وابتعاد المثقفين عن هموم الشعب. الحقيقة المرة أن النخبة المثقفة الملتزمة إما

2.أرسلت من قبل عبدو في 21/12/2012 05:58

تتمة....
أن أهوتها السلطة المطلقة أو أرهقتها المعارضة المتطرفة أو هجرت البلاد أو السياسة أو عما معا فوصل بنا ذلك الى نوع من الفراغ الذي استغله ما يعرف اليوم بالإسلام السياسي، قبل أن تبرز ظاهرة الشعبوية. وهذه الأخيرة علامة لا تخطئً على تدهور الدوق العام ومعه الخطاب السياسي الذي يحمل العبارات الخادشة للحياء والكلمات الجارحة للكرامة والهزل الثقيل والضحك بدون سبب. وليس في كل ذلك تواضع مع الشعب بل عدم احترام لفهمه واستغفال لذكائه. بيد أنه من المفروض أن ترتقي السياسة وأهل السياسة بالطبقات المتواضعة وتساهم يوميا في تأطيرها وتنميتها ثقافيا وليس الإنغماس في كل ما هو ساقط في لغة الشارع وادعاء القرب من الشعب بذلك. هذا ضرب من الديماغوجية المفسدة التي هدفها خدمة الطموحات الشخصية المتسرعة والوصولية لا غير. أما إذا عمت هذه الظاهرة المشهد السياسي فاقرآ السلام على العمل الجاد والمفيد وترحم على زمن الخطاب الراقي وانس مصالح الناس التي ستضيع وسط زحمة بلد ستصبح "جامع الفنا" كبير

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير