HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 328 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf






تقنين زراعة" الحشيش" بالمغرب نقاش غير مسبوق ... تحت المجهر


حقائق بريس
الاحد 20 أبريل 2014




مازال تداعيات تقنين زراعة القنب الهندي " الكيف " الذي يستخرج منه الحشيش و الذي تتم زراعته بمناطق بشمال المملكة منذ دخول الاستعمارين الفرنسي و الاسباني الى المغرب مستمرة ، بعد أن ظل الكثير من المسؤولين الحكوميين يتجنبون زيارة مناطق زراعة القنب الهندي هذا في الوقت الذي يعاني فيه أغلب سكان هذه المناطق من سيف المتابعات القضائية بتهمة زراعة " الحشيش"
و إذا كانت منطقة "كتامة " تاريخيا معروفة بزراعة القنب الهندي ، لكون طبيعة الأرض هناك لا تنتج سوى هذه النبتة ، فسكان المنطقة ادلهم هذا النشاط الفلاحي و حولهم الى عبيد بعض رجال السلطة و غيرهم من المسؤولين و تبقى هذه المنطقة شبه محظورة بحكم تعامل قوات الامن مع مواطني المنطقة .فإن حكيم بنشماس القيادي بحزب الاصالة و المعاصرة قد كشف خلال فعاليات اللقاء التواصلي مع مزارعي هذه النبتة المنتمين لجماعات اقليم شفشاون بباب برد تحت شعار " جميعا من اجل حلول واقعية للحد من معاناة مزارعي الكيف و رفع الضرر عن المنطقة " عن وجود 48000 مزارع متابعين في قضايا مرتبطة بالكيف في هذه المنطقة يعانون من الظلم و القهر نتيجة اتهامات مجانية و وشايات كاذبة ، موضحا ان حزب الاصالة و المعاصرة يسعى الى امكانية تقديم مقترح مشروع قانون للعفو عن هؤلاء ، و اوضح ان المنطقة تحولت الى سجن كبير بلا جدران يخيم عليه الرعب و الرهبة من كل شيىء ، حيث اكد انه حان الوقت للدولة ان تدشن لمرحلة المصالحة مع ابناء المنطقة من مزارعي القنب الهندي ، لانه مستحيل ان يكون كل هؤلاء موضوع متابعات قضائية .
الى ذلك اعتبر بنشماس ان طرح مشروع تقنين زراعة القنب الهندي " الكيف " من شانه التخفيف من حجم الظلم الذي يتعرض له المزارعون ، مضيفا ان الامر سيشكل مدخلا نحو تحسين صورة البلد بالخارج .
و من اجل تدارس وضعية مزارعي القنب الهندي ، طلب بنشماس رئيس الفريق البرلماني لحزب الاصالة و المعاصرة بمجلس المستشارين بعقد اجتماع للجنة الداخلية و الجهات و الجماعات المحلية بحضور وزير الداخلية ، كما وجه المستشار المذكور رسالة الى المجلس الوطني لحقوق الانسان من اجل تنظيم جلسات للاستماع ، و ثانيا من اجل التحري في ادعاءات الانتهاكات و حالات الشطط في استعمال السلطة التي تعاني منها ساكنة اقليم شفشاون على خلفية المتابعات المتعلقة بزراعة القنب الهندي .
بدورها اكدت ميلودة حازب عضو المكتب السياسي لحزب الاصالة و المعاصرة بالمناسبة ان المقاربة الامنية لموضوع القنب الهندي " الكيف " لم تعد مجدية ، و ان الحاجة صارت ملحة الى مقاربة تنموية تشاركية تحقق شروط العيش الكريم للمزارعين و تبعد عنهم شبح الاعتقال و هاجس المتابعات مقترحة خلق وكالة وطنية لتقنين زراعة الكيف و تسويقه بشكل يروج للتنمية الاقتصادية في المنطقة ، و ذلك بالنظر الى المزايا التي يمكن الوصول اليها عن طريق هذه النبتة ، و ذلك بغرض تحقيق التنمية الشاملة في المنطقة و حماية المزارعين من بعض الممارسات المجحفة في حقهم مضيفة ان حزب الاصالة و المعاصرة يناقش موضوع الكيف لا لتعميم زراعته في كل المناطق الفلاحية ، بل لرد الاعتبار الى المنطقة لكي تنعم بظروف العيش السليم .
و حول إمكانية تقنين زراعة الكيف او القنب الهندي طبيا و صناعيا ينتظر حسب بعض المصادر ان يحتضن البرلمان المغربي يوما دراسيا تحت عنوان " دور الاستعمالات الايجابية لنبتة الكيف في خلق اقتصاد بديل " بناء على طلب ائتلاف جمعيات مدنية مدعومة من احدى مجموعات المعارضة السياسية و الذي سيحضره مختصون مغاربة و اجانب ، و الذي يهدف الى خلق نقاش اوسع حول امكانيات الاستعمال القانوني طبيا و صناعيا لهذه النبتة على غرار تجارب دولية عديدة ، هو بمتابة خطوة اولى نحو اقتراح مشروع قانون من اجل الاستعمال الطبي والصناعي لهذه النبتة ،و خلال سنة 2010 قام الدرك الملكي الى جانب المعهد الوطني للبحث الزراعي و على مدى اربعة اشهر باجراء تجارب سرية في اربع مناطق مختلفة من المغرب ، و صدرت نتائج تلك التجارب في وثيقة من 20 صفحة نشرت سنة 2011 تحت عنوان " في افق تقنين زراعة الكيف في المغرب " و يبدو انه خلال سنة 2009 و لاول مرة تحدث فيها مسؤول بوزارة الداخلية عن وجود محاولات لخلق عينات اخرى من الحشيش في المغرب صالحة للتصنيع المحلي ، و يظهر ان التصريح يتماشى مع تصريحات سابقة لفاعلين جمعويين من منطقة الريف تطالب بتقنين هذه الزراعة بعد اعادة النظر في تركيبتها بغرض الاستجابة لاحتياجات طبية و تجميلية و صيدلية و صناعية .
و اذا كانت هناك اضرار بيئية و انعكاسات سلبية على العنصر البشري تنجم عن زراعة القنب الهندي ، فهناك اكثر من حديث عن وجود استراتيجية لخلق انشطة غير فلاحية بديلة وتشجيع السياحة القروية و الايكولوجية .
المغرب أول بلد في العالم في إنتاج الحشيش
و يعتبر المغرب اول منتج لنبتة الكيف و اول مصدر غير قانوني لها و ذلك لاستهلاك الفردي و ليس للاستخدام الطبي او الصناعي ، و في تقرير صدرعن مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات و الجريمة خلال صيف سنة 2006 جاء فيه ان المغرب يحتل الرتبة الاولى على صعيد زراعة انتاج القنب الهندي ،و كانت المساحة المزروعة خلال سنة 2004 تقدر بحوالي 120.500 هكتار ، حيث ابرز التقرير المذكور ان جهود المغرب في مجال مكافحة هذه الافة حققت تقدما ملحوظا ، و يبقى ان المساحات المزروعة بالقنب الهندي انتقلت من 134 الى 64 الف هكتارخلال سنة 2008 بانخفاض بنسبة 55 في المائة ، و يبلغ الانتاج السنوي للقنب الهندي الخام حسب المعطيات الرسمية 53300 طن سنويا ، في حين يتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد من عجينة الكيف حسب المصدر نفسه ما بين 4 و 7 الاف درهم و يستخرج من نبتة القنب الهندي مخدر الحشيش الذي يعد اكثر استهلاكا باروبا ، و تقدر الكمية المنتجة من الحشيش 1070 طنا سنة 2005 و كان الانتاج سنة 2003 قد بلغ 2760 طن و حسب نفس التقرير فان استهلاك الحشيش في ارتفاع مطرد ، و يبلغ عدد المدمنين حوالي 16 مليون شخص و هو ما يشكل 4 بالمائة من عدد سكان العالم البالغ عمرهم ما بين 15 و 64 سنة و مخدر الحشيش لا يقل خطورة عن المخدرات القوية مثل الكوكايين و الهيروين .
و في مجال مكافحة تهريب الحشيش سواء بالدول المنتجة او المستهلكة اوضح التقرير ان المغرب ياتي في المرتبة الثانية بعد اسبانيا من التمكن من حجز عشرات الاطنان من المخدرات .
و بعد ان اعتمد اصحاب هذه التجارة المربحة " المافيا الدولية لتهريب المخدرات ركوب البحر بها للوصول الى الضفة الاخرى ، اصبحت لديهم مطارات سرية خاصة بهم لتهريب المخدرات عن طريق الجو ، و كانت منطقة مولاي بوسلهام قرب مدينة القنيطرة المتميزة بحقوقها المستوية هي قاعدتهم المفضلة لانجاح عمليات تهريب المخدرات الى اوربا لوجود شبكة من الوسطاء المغاربة تتعاون معهم و حيث تتمركز مافيا تجار المخدرات و كانت الطائرات تنزل غالبا من اروبا و كانت كل رحلات تهريب المخدرات عبر الطائرات تتم بنجاح ، و كان هؤلاء يحظون بشبه حصانة من أي تفتيش او مراقبة و كان لديهم قواعد سند محلية من سماسرة و غيرهم .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير