أشغال هذه الندوة تضمنت محاضرات عن موضوع التكوين الأساس في مهن التربية والتكوين، مقدمة مقاربة شمولية من خلال ما سمحت به مداخلتها المتنوعة من ملامسة أبعاد التكوين وتأهيل المدرسين والفاعلين التربويين لتحقيق النتائج المرجوة في إعداد المتعلمين وتكوينهم التكوين الصحيح والجيد.
وقفت المداخلة الأولى ،التي حملت عنوان التكوين الأساس بين مواصفات الولوج وملمح التخرج، للأستاذ عبد الكبير كركاس مفتش ممتاز للتعليم الابتدائي وباحث تربوي، على أهم المعايير والشروط التي ينبغي توفرها في الإطار التربوي لحظة ولوجه مهن التدريس بمختلف أقطابها وذ لك طبقا للوثائق الرسمية وأهم ا لأطر التنظيمية التي يحملها سواء ميثاق التربية والتكوين أو من خلال الرؤية الاستراتيجية الوطنية 2015_2030
هذا و انكبت الأستاذة بكليتي الآداب و التربية بجامعة لبنان سارة كنج على إبراز أثر التكوين على العملية التعليمية التعلمية في القرن الواحد و العشرين في علاقة بالخصوص بتجربتنا العربية ، محاولة الانطلاق من إحصائيات تتعلق بالمغرب بخاصة و داعية إلى تهيئة أي تدخل في هذا المجال بما ينسجم مع الواقع و المحيط العربي و مستجيبة مع طموحنا العربي المتوافق أيضا مع قيمنا و خصوصيتنا الثقافية . انطلقت من إشكالية مركزية تمثلت في التساؤل التالي : ما هي ملامح متعلّم القرن الواحد والعشرين وكيف السبيل إلى ذلك ؟؟
لقد اعتبرت السيدة كنج أن الرهان كله محمول على التعليم النشيط ، الذي يمكن أن يحقق التمركز حول المتعلم عوض تدخل المدرس بشكل رئيسي ثم عرجت الأستاذة على تشخيص المشكلات الأساس التي تتردى فيها المدرسة وقد حددتها في الرسوب، التسرب المدرسي واستشراء الأمية كما شرحت دعائم التعلم الأربع في القرن الواحد والعشرين المنبثقة عن الأمم المتحدة و تتحدد في:
التعلم من أجل المعرفة
التعلم من أجل الفعل
التعلم من أجل الكينونة
التعلم من أجل العيش المشترك
بعد ذ لك انتهت بمهارات التفكير الابداعي المركز على جوانب تنمية جوانب متعددة من شخصية المتعلم المتمثلة في التفكير الإبداعي وإدارة المهارات الحياتية وإدارة قدرات المتعلمين ودعم الاقتصاد المعرفي.
في مداخلة الاستاذ عبد الجليل معروف انطلق من زاوية أخرى للنظر لامست بالدرجة الاولى مدى قدرة الأستاذ على ممارسة الوعي الذاتي بممارسته المهنية ونقدها . تشخص هذا من خلال البحث الذي تم إنجازه في هذا الإطار ، قدم السيد عبد الجليل معروف الخطوات و أهم المراحل التي قطعها في تشخيص هذا المشكل.
أما المداخلة الرابعة للدكتور أحمد سني فقد حملت عنوان التكوين الأساس الرهانات والآفاق و اشتملت على لمحة تاريخية مرت بها أشكال تكوين المدرسين من أنظمة تاريخية و مراحل إصلاحية كما حاول الوقوف على أهم المعيقات التي تعترض النظام التعليمي المغربي على جميع المستويات، بعد ذلك تطرق إلى فتح بعض الآفاق في التفكير في الحلول الممكنة على مستوى بلوغ تكوين ناجع.
أخيرا تدخل الاستاذ بالمعهد العالي للإعلام والتواصل بالرباط لتقديم التجربة الكندية حول طبيعة المكونين في مجال اللغات الحية والتواصل والتي تركز بشكل أساسي على المتعلمين وفسح المجال لقدراتهم باعتماد التكوين بالأنشطة الموازية واللعب.
الورشة المفتوحة:
تم تسجيل العديد من المداخلات التي جاءت معبرة عن روح جادة بالانخراط التام في النقاش المسؤول والتي استطاعت الوقوف على أهم الإكراهات حيث تم تسليط الضوء على مجموعة من النقط من بينها:
مشكلة التعاقد الذي أصبح يطرح إشكالات جمة على مستوى الجودة وما يمكن أن يسمح به ولا يسمح من حل المشاكل التي تتعلق بالمنظومة التربوية كما عبرت عن تخوفاتها من هذا الأمر.
أدوار المراكز الجهوية للتربية والتكوين التي جاءت للتأهيل وليس للتكوين الأساس وإيجاد الحل في مجزوءة استكمال التكوين.
الخصاص في المكونين المؤهلين للتأطير التربوي بالمراكز الجهوية للتربية.
الإجازة المهنية وما تطرحه من مشكل كمشروع مستقبلي لتجاوز الخصاص.
ثم إشكال التفتيش والتأطير التربوي وغياب العدد الكافي من المفتشين وخصوصية المتعلم اليوم وما تفترضه من دعم اجتماعي وتربوي.
Partager