HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 328 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf




الأكثر تصفحا


رسالة مفتوحة إلى كل الرفيقات، والرفاق، في المؤتمر الوطني الاتحادي بإقليم الرحامنة


محمد الحنفي
الاربعاء 30 يناير 2013



هذه الرسالة المفتوحة، جاءت عوض الكلمة التي كنت سألقيها، لو حضرت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي الأول، للمؤتمر الوطني الاتحادي بإقليم الرحامنة، الذي حالت التزاماتي دون حضورها.


رسالة مفتوحة إلى كل الرفيقات، والرفاق، في المؤتمر الوطني الاتحادي بإقليم الرحامنة
تحية نضالية صادقة إلى كل الرفيقات، والرفاق، في المؤتمر الوطني الاتحادي بإقليم الرحامنة.

وبعد: إنني أيتها الرفيقات، أيها الرفاق، وانطلاقا من كوننا جميعا أتينا من الحركة الاتحادية الأصيلة، أعتز أيما اعتزاز بتقديركم لي، ضمن كوكبة من المناضلين الشرفاء، الذين عرفتهم منطقة الرحامنة، قبل أن تصير إقليما، وبعد أن صارت كذلك. وهذا التقدير، إن كان يعبر عن شيء، إنما يعبر عن الأمل المعقود على الحركة الاتحادية الأصيلة، والتي لا زالت تتمثل بالخصوص، في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفي المؤتمر الوطني الاتحادي، كما تتمثل في جزء مهم من الحزب الاشتراكي الموحد. ذلك، أن الأمل الذي كان معقودا على الحركة الاتحادية الأصيلة، إبان ازدهارها تنظيميا، ونضاليا، وجماهيريا، خلال الستينيات، والسبعينيات من القرن العشرين، هو نفسه الأمل الذي نحرص على أن يصير معقودا على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وعلى المؤتمر الوطني الاتحادي، وعلى الحزب الاشتراكي الموحد، وهو نفسه الأمل الذي يصير معقودا على اليسار المغربي، بامتداداته المختلفة، وفي مقدمتها: أحزاب تجمع اليسار الديمقراطي، التي تضم إلى جانب أحزاب تحالف اليسار الديمقراطي، ألتي أشرنا إليها، حزب النهج الديمقراطي.

إنني، أيتها الرفيقات، أيها الرفاق، في المؤتمر الوطني الاتحادي، لا أتمثل نفسي إلا في مواجهة كل أشكال الاستعباد، وكل مظاهر الاستبداد، وكل أنواع الاستغلال المادي، والمعنوي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهذه المواجهة، لا يمكن أن توتي أكلها، إلا في إطار التنظيم الذي أنتمي إليه، ومن خلاله، في إطار تحالف اليسار الديمقراطي، ثم تجمع اليسار الديمقراطي، ومن خلالهما، في إطار الجبهة الوطنية العريضة، التي تضم إلى جانب ما ذكرنا، كل الإطارات السياسية، والنقابية، والحقوقية، والثقافية، وغيرها من الإطارات التي توافق على برنامج الحد الأدنى، الذي تعتمده الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، التي، بتحقيقها، نجد أنفسنا أمام إنجاز مهمة الدولة الوطنية الديمقراطية، باعتبارها دولة مدنية، ودولة علمانية، ودولة للحق والقانون.

وفي أفق بناء أحزابنا، وبناء تحالف اليسار الديمقراطي في تطوره، وبناء تجمع اليسار الديمقراطي، وإنضاج شروط بناء الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، لا بد من العمل معا، في إطار العمل المشترك، بين حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وبين المؤتمر الوطني الاتحادي، وبين الحزب الاشتراكي الموحد، من أجل:

أولا: تشرب الفكر الاشتراكي العلمي، في تحوله، وتطوره، وتعدد مصادره، حتى يصير وسيلة للتعاطي مع الواقع، في أبعاده المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، والدولية، سعيا إلى امتلاك تصور علمي دقيق.
ثانيا: استيعاب المنهج العلمي الدقيق، من خلال استيعاب قوانين الاشتراكية العلمية: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، وتوظيف ذلك المنهج العلمي، في التعامل مع الواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وصولا إلى أجرأة مقولة: (التحليل الملموس للواقع الملموس)، باعتبارها مقولة علمية دقيقة، تجعل المنهج العلمي قادرا على التعامل مع مختلف الخصوصيات، مهما كانت هذه الخصوصيات محدودة في الزمان، والمكان.
ثالثا: التعرف على مختلف التجارب الاشتراكية، ودراسة شروط قيامها، وما حققته من نتائج، والوقوف على العقبات التي وقفت في طريقها، وعلى الشروط الذاتية، والموضوعية، التي جعلتها تصمد، أو تنهار أمام الضربات، التي تتلقاها، من أجل الاستفادة من دروس كل تجربة على حدة.
رابعا: دراسة الواقع في تحوله، دراسة علمية دقيقة، تهدف إلى معرفة كيفية التعامل معه، في أفق تطويره، وتغييره، حتى يصير في خدمة أصحاب المصلحة في التغيير، بمن فيهم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
خامسا: صياغة برنامج مشترك بين الحلفاء اليساريين، وخاصة بين حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد على المستوى المحلي، انطلاقا من البرنامج الوطني، والجهوي، والإقليمي.
سادسا: الشروع في تنفيذ ذلك البرنامج المشترك، لتفعيل الأحزاب المساهمة في صياغته، كأحزاب متحالفة، أو مكونة لإطار سياسي معين، من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف المشتركة بين الأحزاب اليسارية المتحالفة.
سابعا: الحرص على أن تصير الأهداف المتحققة متمثلة في:
1) تحقيق حرية الأرض، والإنسان، من الاحتلال الأجنبي، ومن كل أشكال العبودية.
2) تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والقضاء على كل أشكال الاستبداد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.
3) تحقيق الكرامة الإنسانية، بتمتيع جميع أفراد الشعب، بجميع الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
4) تحقيق العدالة الاجتماعية، باعتماد التوزيع العادل للثروة الوطنية، وتقديم جميع الخدمات الاجتماعية لجميع المواطنين، على أساس المساواة فيما بينهم، ونهج سياسة ديمقراطية شعبية، تؤدي إلى تكريس تلك العدالة الاجتماعية، بجميع أبعادها.
فالغاية من وجود أحزاب اليسار بصفة عامة، وأحزاب تجمع اليسار الديمقراطي بصفة خاصة وأحزاب تحالف اليسار الديمقراطي، أو فيدرالية اليسار الديمقراطي بصفة أخص، ليست هي وجود هذه الأحزاب في حد ذاتها، من أجل الوجود فقط، وإنما هي العمل المشترك لهذه الأحزاب اليسارية، من أجل تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بالعمل على تغيير الاختيارات الرأسمالية التبعية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية، بصيرورتها اختيارات ديمقراطية شعبية، يصير فيها ميزان القوى لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
وحتى تقوم الأحزاب اليسارية بدورها الإيجابي، لصالح الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، وخاصة في إقليم الرحامنة، لا بد من:
أولا قيام كل حزب يساري ببناء ذاته، أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا.
ثانيا: تحديد ما هو مشترك فيما بين الأحزاب اليسارية، وخاصة أحزاب تحالف اليسار الديمقراطي، أو فيدرالية اليسار الديمقراطي، حتى يصير موضوعا للعمل المشترك، وخاصة على المستوى الجماهيري، نقابيا، وحقوقيا، وثقافيا، وسياسيا.
ثالثا: البناء التنظيمي الدقيق لتحالف اليسار الديمقراطي، كامتداد للبناء التنظيمي لأحزاب هذا التحالف، محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، لأنه بدون البناء التنظيمي، لا يمكن القيام بالعمل المشترك.
رابعا: وضع برنامج العمل المدقق، كبرنامج حد أدنى بين الأحزاب الثلاثة، يتضمن الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ويستمد قوته من الواقع الملموس، ومن البرنامج الإقليمي، والجهوي، والوطني.
خامسا: وضع خطة عمل يومية، تستهدف تنفيذ البرنامج المشترك على أرض الواقع.
سادسا: التواضع مع الجماهير، التي يناضل تحالف اليسار الديمقراطي من أجلها، حتى يقيم هذا التحالف جسور التواصل معها، سعيا إلى توعيتها بأوضاعها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والدفع بها في اتجاه انخراطها في النضال اليومي، من أجل تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، نقابيا، وحقوقيا، وثقافيا، والانخراط في النضال السياسي العام، والنضال السياسي الذي يخوضه تحالف اليسار الديمقراطي.
سابعا: التفعيل المستمر لآليات التواصل مع الجماهير، كالبلاغات، والبيانات، وملء الاستمارات حول قضايا محددة، والعروض، والندوات، حتى تترسخ العلاقة الجدلية بين تحالف اليسار الديمقراطي، وبين الجماهير المعنية بالنضالات، التي يقودها هذا التحالف.
ثامنا: تفعيل مبدأ المحاسبة الفردية، والجماعية، ومبدأ النقد، والنقد الذاتي، بالموازاة مع تفعيل برنامج تحالف اليسار الديمقراطي، من أجل محاصرة كافة أشكال التحريف، التي يمكن أن تتسرب إلى نسيج تنظيم تحالف اليسار الديمقراطي.

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق في المؤتمر الوطني الاتحادي، الذين أقدرهم، وأقدر عطاءاتهم، وتضحياتهم النضالية، بقيادة تنظيمهم الإقليمي: الكتابة الإقليمية للمؤتمر الوطني الاتحادي، لا يسعني إلا أن أشكرهم، شكرا نضاليا عاليا، على تقديرهم لما ساهمنا جميعا في إنجازه، على مستوى منطقة الرحامنة، وعلى المستوى الإقليمي: سياسيا، ونقابيا، وحقوقيا، وثقافيا، وتربويا، ولأنه، ولأول مرة في تاريخي النضالي، أتلقى مثل هذا التقدير، الذي لم أكن أنتظره، وأنا على قيد الحياة. وهو ما يجعلني أزداد فخرا، واعتزازا بكم، وبكل المناضلين الأوفياء، في تحالف اليسار الديمقراطي، وفي تجمع اليسار الديمقراطي، باعتبار أولئك المناضلين الأوفياء، يشكلون الطليعة الحاملة لأحلام الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.
فتحية نضالية عالية، إلى كل الرفيقات، والرفاق، في المؤتمر الوطني الاتحادي في إقليم الرحامنة، وعلى المستوى الوطني.

وتحية نضالية عالية، إلى كل مناضلي تحالف اليسار الديمقراطي، الذين يحملون مشعل النضال، من أجل التحرر من العبودية، ومن أجل استئصال الاستبداد من الواقع، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل فرض احترام حقوق الإنسان، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية، لتحقيق احترام الكرامة الإنسانية، ومن أجل وضع حد للاستغلال، وتحقيق التوزيع العادل للثروة الوطنية، في أفق تحقيق العدالة الاجتماعية.

ومن خلال مناضلي تحالف اليسار الديمقراطي، تحية نضالية عالية إلى الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وإلى كل المعانيات، والمعانين من النساء، والشباب، في ظل اعتماد الاختيارات الرأسمالية التبعية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية، التي لا تنتج إلا الفساد الإداري، والسياسي، الذي ينخر كيان مغربنا الحبيب.

وتحية إلى كل المنظمات الجماهيرية المناضلة، التي لا تستغل لتحقيق أهداف انتهازية ضيقة، بسبب الفساد الذي تسرب إلى النقابات، وإلى الجمعيات الحقوقية، والتنموية، وغيرها، والتي صارت لا تخدم إلا مصالح الانتهازيين، الذين يستبدون بكل ما يهم تلك التنظيمات.

وإني إذ أرفع هذه الرسالة المفتوحة إلى الرفيقات، والرفاق، في المؤتمر الوطني الاتحادي، على مستوى إقليم الرحامنة، وعلى المستوى الوطني، ليتملكني الأمل في أن نصير معا، في تحالف اليسار الديمقراطي، محكومين بالتواصل، في مستوياته الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، والبرنامجية، والنضالية، من أجل العمل على تغيير الواقع لصالح الجماهير، ومع الجماهير المعنية بذلك التغيير.

ابن جرير في 22 / 1 / 2013
محمد الحنفي:
عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير