HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 328 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf






فلسطين بين المؤامرة العربية و التحالف الصهيوني/الإمبريالية


البدالي صافي الدين
الاحد 14 أبريل 2024




فلسطين بين المؤامرة العربية و التحالف الصهيوني/الإمبريالية
فلسطين بين المؤامرة العربية و التحالف الصهيوني/الإمبريالية

لمن الأرض الفلسطينية التي تسقى بدماء الشهداء و الأبرياء ؟
1 أرض فلسطين للفلسطينيين
لا أحد يمكنه أن يجادل في حق الشعب الفلسطيني في أرضه. و لا أحد يمكن أن يجادل التاريخ الذي يشهد بأن أرض فلسطين هي للفلسطينيين.و هي منذ البداية أرض الكنعانيين بثلاثة آلاف سنين قبل الميلاد .ظلت منطقة صراع وغزوات في تاريخ البشرية. لكن
الذين يريدون الكذب على التاريخ من الصهاينة و العملاء العرب أو من غيرهم لن يفلحوا في طمس الحقيقة التي يسعى كيان الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني أن يطمسها بإبادة الشعب الفلسطيني. فالتاريخ يشهد على أن أول جريمة ارتكبها المنتظم الدولي في حق الشعب الفلسطيني هي الانسياق وراء أطماع القوى الاستعمارية /التوسعية، ( بريطانيا و أمريكا و فرنسا …)، بخلق كيان دخيل على المنطقة العربية ، الذي هو إسرائيل، فأعطته أرض فلسطين كحق لمن لا حق له ، و تكون بذلك بداية وجود كيان لا شرعية له ضدا على حقوق الشعب الفلسطيني، كيان أصبح عبارة عن " محمية " من طرف مجلس الأمن و بقانونه حق( الفيتو ).و أصبح هذا المجلس (مجلس الأمن ) يتخذ قرارات ضد الشعوب المستضعفة بأمر من أمريكا و حلفاءها (حق الفيتو) وهو قانون خارج القواعد الديمقراطية و لا ينسجم مع المطلب الإنساني. لقد وجد الكيان الصهيوني المحتل ضالته في هذا المجلس، لأنه لا يمكنه اتخاذ قرار ضده بوجود الفيتو الأمريكي. ويشهد التاريخ بأن الفلسطينيين لم يجدوا في الأنظمة العربية من يعيد إليهم أرضهم و ينصفهم من عدو غاشم.
2 أرض فلسطين و نكبة 67 :
يشهد التاريخ بأنه في سياق المشروع الإمبريالي/ الصهيوني/ الاستعماري، انتصر الكيان الصهيوني على الجيوش العربية في حرب 1948 ثم في حرب 1967، و توسع ليضم الضفة الشرقية للقدس و هضبة الجولان وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. لقد استغل الكيان المحتل ضعف الأنظمة العربية بقتل بعضهم بعضا و بقتل شعوبهم التي تقاوم الاستبداد من أجل الديمقراطية الحقة و التداول على السلط ، مما أدى إلى اختراق أنظمتهم من طرف المخابرات الإسرائيلية، بل اتخذتها بعض الأنظمة عونا لها لاغتيال الزعماء و العلماء و كل الذين يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني ، المهدي بن بركة مثلا ، وآخرون من الدول العربية . و كانت حرب حزيران سنة 1967 من القرن الماضي،نكبة بالنسبة للشعوب العربية و الإسلامية و انتصارا للكيان المحتل . هي حرب لم تدم أكثر من ستة أيام . ولو طالت لوصل جيش الكيان الصهيوني إلى المحيط الأطلسي . لقد كانت حربا كشفت عن حقيقة ضعف الجيوش العربية وعن حقيقة مزاعم قادات الأنظمة العربية من أجل تحرير فلسطين. و خلفت حرب 1967 انعكاسات سلبية على المستوى السياسي في الوسط العربي وسط المقاومة الفلسطينية التي لا زالت في ريعان تشكلها.و لإنقاذ دم الوجه العربي اعترفت القمة العربية بمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1973 أثناء انعقادها في الجزائر ما بين 26 و 28 نونبر ،73 حيث تبنت قرارا يعترف لأول مرة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني بموافقة جميع رؤساء الدول العربية باستثناء الملك حسين الذي امتنع عن تصديق القرار. و لم يتم اعتماده، و بقي سرا، إلى أن تم انعقاد القمة العربية في المغرب في
26/10/74. كان هذا بعد حرب أكتوبر سنة 1973 العاشر من رمضان 1393هـ، حيث شنت مصر وسوريا حربا ضد إسرائيل، لاستعادة أرض سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية المحتلة، و قد تدخل الجيش المغربي في الجبهة السورية و الجيش العراقي، لكن أخطاء استراتيجية وقعت في تقدير الحرب و عدم الاكتراث بقوة الجيش الاسرائيلي و الدعم الأمريكي الذي كان وراء تمكين الجيش الإسرائيلي من تحقيق ارتباك في جبهات الجيوش العربية في سوريا و في مصر، قبل أن يتوقف إطلاق النار في 24 من الشهر نفسه بشروط أمريكية/ إسرائيلية.
3 الشعب الفلسطيني في قلب المعارك:
بعد الهزائم المتكررة للعرب ، يجد الشعب الفلسطيني نفسه والمقاومة الفلسطينية في خندق المواجهة، مواجهة التهجير والاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في غياب لميزان القوى. و لم تستطع منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل المقاومة الشعبية لتحرير فلسطين التحرك إلا خارج الأراضي الفلسطينية حيث وضعت قواعدها في لبنان و في سوريا ثم في تونس بعد إخراجها من لبنان .ظل الفلسطينيون منذ علمهم بوعد بلفور( 1917 ) يعيشون التهجير والتقتيل و الجلاء، و لم يستطيعوا الحفاظ على أراضيهم و على مقدساتهم و منها بيت القدس، الذي استباحه الكيان الصهيوني للمتطرفين اليهود . أمام هذا الوضع تجد المقاومة نفسها تقدم كل يوم عشرات الشهداء من أجل التحرير ، رغم الحصار المضروب عليها في الداخل و في الخارج.
و بالمقابل تحاول الأنظمة العربية ترويض المقاومة للاستلام عبر مبادرات كانت قاتلة و أولها مبادرة السادات، (مؤامرة كامب ديفيد )، التي خلقت للكيان الصهيوني مجالا واسعا للمناورة على القضية الفلسطينية . حيث فتح جسورا سرية و علنية مع الرجعية العربية و الرجعية الفلسطينية،مما ساعده على ممارسة الاغتيالات في صفوف المقاومة الفلسطينية . و هو ما أشعل نار الانتفاضة التاريخية يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، بدءا من جباليا، في قطاع غزة، ثم عمت كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين. هي
الانتفاضة الفلسطينية الشاملة الأولى ممزوجة بـ "انتفاضة أطفال فلسطين " إنهم أطفال الحجارة، سمّيت الانتفاضة بهذا الإسم، لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها المقاومون ضد عناصر الجيش الإسرائيلي. و كان شكل الانتفاضة من حيث توقيتها و تنظيمها و الانخراط فيها أقوى من الدروع و من الدبابات و الرشاشات و من القنابل الحارقة. وهي لم تكن احتجاجية بل كانت انتفاضة تحرير .و ثورة أطفال الحجارة أرعبت الكيان الصهيوني والأنظمة العربية ،خوفا من العدوى، لأن الشباب العربي تأثر بهذه الثورة التي كانت تاريخية في عالم المقاومة بدون أسلحة. لقد كانت ردا دائما ومستمرا على الوضع العام المزري بالمخيمات وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. و في أوج هذه الانتفاضة و اجماع رأي الإمبريالية الصهيونية بزعامة امريكا و الرجعية العربية على أن الانتفاضة تحولت إلى نار تحرق جيش الكيان يوميا و خلقت ارتباكا في صفوف العدو ، مما عجل باغتيال خليل الوزير على أرض عربية ، بتونس ، الذي كان أحد أبرز قادة الانتفاضة الفلسطينية وأبرز مهندسيها و من أبرز القادة المُصممين على استمرار الكفاح المسلح. استمر تنظيم الانتفاضة من قبل القيادة الوطنية الموحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ، لكنها تراجعت بدءا من سنة 1991 إبان الحرب على العراق و انعقاد مؤتمر مدريد للسلام برعاية أمريكا ، و بشروط تقتضي إقصاء منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي لفلسطين و اختارت شخصيات فلسطينية لا علاقة لها بالمقاومة وذلك من أجل الاستسلام و ليس من أجل السلام. وتوقفت الانتفاضة نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993. كانت مرحلة بداية الاستسلام للمنظمة و الرفض من قبل فصائل فلسطينية. وما أن كُشف النقاب عن مشروع الاتفاق حتى أصدرت الفصائل الفلسطينية العشرة "جبهة الرفض" إثر اجتماعٍ عقده أمنائها العامون في دمشق عقب التوقيع على اتفاق "أوسلو"، بياناً اعتبروا فيه بأن مشروع الاتفاق وملحقاته، ما هو إلا انصياع كامل للطموحات الأميركية والإسرائيلية ، المعبر عنها منذ سنوات، ب "الحل عبر الحكم الإداري الذاتي المتجاوز كلياً للحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية."
4 المقاومة الفلسطينية و الاستمرار :
لم تستسلم المقاومة الفلسطينية لهذا القرار الجائر الذي يعني القبول بالعيش تحت وصاية الكيان المحتل، وليس كدولة فلسطينية لها وجود و عاصمتها القدس ، وهو ما سعت إليه الصهيونية و العملاء العرب . لكن روح المقاومة لم تكن تخدعها كل المناورات على الحق الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس . و
هكذا اندلعت في 28 سبتمبر 2000 الانتفاضة الثانية يومين بعد اقتحام المسجد الأقصى،فكان من نتائجها اندلاع أعمال العنف والمواجهة بالسكاكين والحجارة ردا على الهجوم الهمجي لجيش الكيان الاسرائيلي الذي بصم همجيته باغتيال الطفل "محمد الدرة" و هو يحتمي بأبيه في شارع صلاح الدين ،فأصبح هذا الحدث يؤنب الضمير العالمي و لا يزال .
ثم كانت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة و سُميت ب "انتفاضة السكاكين"، هي موجة احتجاجات تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل منذ بداية أكتوبر 2015 حتى 2016 ، حيث تميزت بقيام فلسطينيين بعمليات طعن بسكاكين جنود ومستوطنين إسرائيليين، و بالمقابل يقوم يهود بطعن فلسطينيين، و يقوم الصهاينة بإعدامات ميدانية للفلسطينيين، و قد تزامنت هذه الأحداث مع إقدام القوات الصهيونية بدعم أمريكي بتوجيه ضربات جوية على قطاع غزة الذي انطلقت منه صواريخ نحو إسرائيل، ثم جاء طوفان الأقصى ليقلب الموازين و يكشف عورات الكيان و المطبعين . إن
المقاومة الفلسطينية لم تنتهي ولن تنتهي و الانتفاضات البطولية لم تتوقف رغم تخاذل الأنظمة العربية الذي يزداد خبثا و التحالف الصهيوني/الإمبريالي ماض في مخططاته التوسعية و إبادة الشعب الفلسطيني قبل أن يلتفت الى العالم العربي ليجبر قادته على الاستسلام و الركوع للسداسية. و لكن المقاومة الفلسطينية و الشعوب العربية لن تستسلم ولن تركع للسداسية رغم جسامة التضحية .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير